41 عامًا على حرب أكتوبر.. أفلام لا تزال في الذاكرة

متابعة : خالد متولــى

يحتفل المصريون هذه الأيام بالذكرى الـ41 على نصر 6 أكتوبر المجيد، ورغم كل تلك السنوات، ظلت مجموعة من الأفلام التي تناولت الحرب هي المسيطرة على ذكرة المصريين، حول تلك المعركة المجيدة، وكأن صناع السينما عجزوا عن الإتيان بأفضل منها أو مثلها على الأقل رغم كل التقدم في التقنيات السينمائية.

ومن أبرز الأفلام التي تناولت حرب أكتوبر ولا تزال محفورة في ذاكرة المصريين “أبناء الصمت”، وهو فيلم درامي حربي، تم إنتاجه عام 1974، بطولة نور الشريف ومحمود مرسي وميرفت أمين ومحمد صبحي.

وتدور قصة الفيلم في 22 أكتوبر 1967، أغرق المصريون المدمرة إيلات الإسرائيلية، وفى نفس الوقت جن جنون العدو فضرب مدينة الزيتية بالسويس، تبلغ حرب الاستنزاف ذروتها مع العدو الإسرائيلى، والجنود على حافة القناة، يهبطون خلف خطوط العدو في سيناء،بما يشكل ملحمة من ملاحم النضال في تاريخ الشعوب المكافحة، تستمر هذه العميات مع هؤلاء الجنود الفدائيين إلى يوم العبور في 6 أكتور 1973 وتحطيم خط بارليف.

ورغم أن فيلم “أغنية على الممر” أنتج عام 1972 إلا أنه يمثل أحد الأعمال الخالدة التي تجسد بطولة الجندي المصري، وهو سيناريو وحوار مصطفى محرم وإخراج علي عبد الخالق وبطولة محمود مرسي وصلاح قابيل ومحمود ياسين وأحمد مرعي وصلاح السعدني.

وتدور أحداث الفيلم حول فصيلة مشاة مصرية يتم حصارها أثناء حرب 1967 وهم يدافعون عن أحد الممرات الإستراتيجية في سيناء ويرفضون التسليم.

ويتناول الفيلم مشاعر الجنود أثناء الحصار وهي مزيج من إحباطهم وذكرياتهم وطموحاتهم قبل الحرب وأمانيهم إذا ماعادوا من الحصار، أثناء وقت الحصار الطويل يحكي كل جندي عن حياته ومعاناته الإنسانية وعثراته وفشله.

أما أبرز الأفلام على الإطلاق التي تناولت الحرب فهو “الرصاصة لا تزال في جيبي” أنتج عام 1974 وهو من بطولة ومشاركة كل من الفنانين محمود ياسين وحسين فهمي ويوسف شعبان وصلاح السعدني ونجوى إبراهيم كثاني أفلامها بعد فيلم الأرض،وسعيد صالح وعبد المنعم إبراهيم وحياة قنديل.

وتدور قصة الفيلم حول لجوء المجند الشاب محمد إلى غزة عند أحد الفلسطنيين من الذين يساعدون المقاتلين على الاختفاء حتى تتاح لهم سبل الفرار والعودة إلى أوطانهم. وهناك التقى سائس الخيل مروان الأخرس،ويشعر محمد بأن مروان يمكن أن يكون جاسوسًا يعمل لصالح إسرائيل، ولكنه ينجح بالفرار بحرا، ويعود بعد حرب 1967 إلى بلدته محطما يائسا بعد أن رأى مقتل رفاقه جميعا أمام عينيه.

“العصفور” فيلم أنتج عام 1972 من كتابة وإنتاج إخراج يوسف شاهين، ومن بطولة محسنة توفيق وصلاح قابيل وسيف عبد الرحمن وعلي الشريف ومحمود المليجي،ويتحدث عن مرحلة الهزيمة بعد حرب 1967. يبحث يوسف شاهين في فيلمه عن أسباب الهزيمة. خرج الفيلم في عام 1972،وكان يبشر بالحرب والانتصار فيها، بمشاركة كل الشعب المصري ليفاجأ بالهزيمة وبعده إعلان الرئيس تنحيه عن منصبه، فخرج الشعب غاضبًا، رافضا الهزيمة ويتمسك بالصمود والحرب حتى التحرير.

وأصبحت بهية رمزا للوطنية ورمزا لمصر، لتجسد في نهاية الفيلم بصرختها لأ. ح نحارب، لأ.ح نحارب وهي رغبة الشعب المصري في النضال.

وكان هذا الفيلم بمثابة تسجيل هام لعودة صوت الشعب فقد حركت النكسة دور الأمة وأنزلها إلى الشارع.

وهناك أيضا فيلم “العمر لحظة” إنتاج عام 1978 وكتابة يوسف السباعي وسيناريو وجيه نجيب وحوار عطية محمد،وبطولة ماجدة وأحمد مظهر وناهد شريف ونبيلة عبيد، وتدور قصة الفيلم في أعقاب هزيمة 5 يونيو 1967، حيث تعيش الصحفية نعمت الجانب الساخن من حياتها،مع زوجها عبد القادر رئيس تحرير إحدى الصحف التي تعمل بها محررة وغاضبة من مقالاته التي تدعو إلى اليأس أثناء الحرب مع إسرائيل، وفى الليالي يصاحب النساء.

بينما آمنت نعمت بأن العمل الوطني هو مفتاح شخصية المرء، لذا اهتمت بالعمل التطوعي في إحدى المستشفيات، وتعرفت على مجموعة من المقاتلين ومنهم محمود ضابط الصاعقة الذي يعاني من متاعب مع زوجته، وآخرين وهبوا أنفسهم لخدمة الوطن. صارت نعمت تحمل رسائلهم وتحل مشاكلهم، وتسافر إلى الجبهة لرفع الروح المعنوية، تكتب عن الأمل والطموحات المشرقة في عيون الأبطال الجدد، تكتب عن معارك الاستنزاف، إلى أن تنشب حرب أكتوبر ويستشهد الكثيرون ممن عرفتهم نعمة، وصنعوا مجد بلادهم بدماء غالية، وبعد الحرب يكون اللقاء جديدا بين نعمت ومحمود، بعد أن انفصلت عن زوجها.

ويأتي من بين الأفلام الهامة أيضا “الوفاء العظيم” إنتاج عام 1974، تأليف فيصل ندا وإخراج حلمي رفلة ومن بطولة نجلاء فتحي ومحمود ياسين وكمال الشناوي. وتقوم أحداث الفيلم حول قيام أحد الشخصيات ويدعى حسين بقتل سها التي تفضل الزواج من رؤوف رغم حبه لها، يتبني رؤوف الطفلة اليتيمة ولاء ليربيها حتى تشغله عن أحزانه. تمر السنوات ويعجب بها عادل ابن صديق العائلة، بينما يربط الحب بينها وبين صفوت ابن حسين، إلا أن رؤوف يرفض زواجهما ويعقد قرانها على عادل. وتنشب حرب أكتوبر 1973، ويشارك فيها عادل وصفوت وتربط بينهما الصداقة، يكتشف عادل حب صفوت لولاء، يعودان بعد النصر لينسحب عادل من حياة ولاء ويقنع روؤف بزواجها من صفوت.

وهناك أيضا فيلم “بدور” إنتاج عام 1974، تأليف وإخراج نادر جلال وبطولة نجلاء فتحي ومحمود ياسين ومجدي وهبة، تدور قصة الفيلم حول تعرف عامل المجاري صابر على النشالة بدور التي تقرر التوبة، ويعلن لأهل الحارة أنها ابنة عمه وينزلها في منزل المعلمة نوسة إلا أن يتوصل إليها ميمو – أحد أفراد العصابة- ويشي بحقيقتها لأهل الحارة. رفض أهل الحارة أن يتخلوا عنهان وفي نفس الوقت، يتم قبول تظلم صابر ويرقى في عمله. وتنشب حرب أكتوبر ويتم النصر والعبور، ويعود صابر من المعركة مصابًا ويحتفل أهل الحارة بزواجه من بدور.

وكلما ابتعدنا عن حقبة السبعينات تراجع الانتاج السينمائي الذي يتناول حرب أكتوبر، سواء من حيث المعارك بالأسلحة على الأرض، او المعارك بين جهازي المخابرات.

“إعدام ميت” فيلم أنتج عام 1985، بطولة محمود عبد العزيز وفريد شوقي ويحيى الفخراني وبوسي وليلى علوي. وتدور قصة الفيلم في عام 1972، حيث ألقي القبض على منصور مساعد الطوبى العميل للمخابرات الإسرائيلية ويحكم عليه بالإعدام. تستغل المخابرات المصرية الشبه الكبير بين منصور وضابط المخابرات المصري عز الدين فينتحل عز شخصية منصور ليتولى مهمة معرفة أسرار المفاعل الذري الإسرائيلي ديمونة.

وقدمت السينما أيضا فيلم “الطريق إلى إيلات” وهو فيلم روائي إنتاج عام 1993، أخرجته إنعام محمد علي،قام بكتابة السيناريو والحوار فايز غالي. الفيلم من النوع الحربي، تدور أحداث الفيلم إبان حرب الاستنزاف عام 1969 قبل حرب أكتوبر، بالتحديد في شهر يوليو، يتناول الفيلم الغارات المصرية على ميناء إيلات الإسرائيلي، وهي العمليات التي نفذتها مجموعة من الضفادع البشرية التابعة لسلاح البحرية المصري، حين هاجموا ميناء إيلات الحربى وتمكنوا من تدمير سفنتين حربيتين هما بيت شيفع وبات يم والرصيف الحربي (السفينتان كانتا تهاجمان المواقع المصرية في البحر الأحمر بعد استيلاء القوات الإسرائيلية على سيناء)، ثم عودة هؤلاء الضفادع سالمين بعد إتمام مهمتهم بنجاح، بخسارة قتيل واحد، والفيلم هو الأخير للفنان الراحل صلاح ذو الفقار.

وشهد العام 2001 كذلك إنتاج فيلم “أيام السادات”، ويحكي الفيلم السيرة الشخصية وحياة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، من بطولة كل من أحمد زكي وميرفت أمين ومنى زكي وأحمد السقا وأحمد فؤاد سليم،ويجسد أحمد زكي شخصية السادات في أحد أصعب أدواره السينمائية على حد قوله، خاصة لأن الفيلم ليس سياسيا بالدرجة الأولى، بقدر ما يسلط الضوء على حياة شخصية عامة، متتبعا مشوار حياة السادات من البداية وحتى وصوله لسدة الرئاسة في مصر، وذلك على مدار أربعين عاما حافلة، ويعتبر الفيلم من قبل بعض نقاد السينما أحد العلامات في تاريخ السينما المصرية الحديثة.

أما فيلم “يوم الكرامة”، فأنتج عام 2004، وهو بطولة كل من أحمد عز وسمية الخشاب وخالد أبو النجا ومحمد رياض وروجينا وياسر جلال ومحمود قابيل، وتدور أحداث الفيلم حول القوات البحرية المصرية في الفترة التي أعقبت حرب 1967.

وبعد خطاب التنحي للرئيس جمال عبد الناصر، وحتى يوم 21 أكتوبر، تستعد القوات البحرية المصرية لأكبر عملية عسكرية وهي إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات، بواسطة صواريخ سطح – سطح، أطلقت من جانب سرب لنشات أمام سواحل بورسعيد. وتنتهي المهمة بتدمير المدمرة إيلات ونجاح العملية ورد الكرامة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان