20 سبباً يمنع المرأة الصعيدية من الوصول للبرلمان

متابعة : خالد متولــى

تعانى المرأة الكثير من التهميش على مدى سنوات طويلة فى محافظات الصعيد، فالعيب والعار يمنعها من الخروج من بيتها فى كثير من الأحيان طبقا للعادات والتقاليد والموروثات الاجتماعية، وهناك الكثير من القرى فى جنوب مصر، وتحديدا فى محافظة قنا، لا تشارك فيها المرأة كناخبة أو كمرشحه فى المجالس المحلية أو البرلمانية، ومنها قرى كاملة فى مركز دشنا لا تشارك المرأة بها فى أى انتخابات أو استفتاءات.

إشكالية عزوف المرأة فى الصعيد عن المشاركة فى الحياة السياسية أرجعتها دراسة حديثة للباحث عادل الغزالى، مدير جمعية جنوب مصر، إلى وجود 20 سببا تعيق من مشاركتها فى الحياة السياسية، أهما العادات والتقاليد وارتفاع نسبة الأمية التى أحالت من مشاركتها وأعاقت من وجودها كشريك فى المجتمع الصعيدى.

العادات والتقاليد الذكورية

وقالت الدراسة إن رفض الرجال فى الصعيد مشاركة المرأة فى الانتخابات كمرشحة أو كناخبة حيث تقوم كل قبيلة فى محافظة قنا بترشيح من يمثلها من الرجال ويكون عارا على القبيلة ترشيح امرأة، وتسخر القبائل الأخرى من القبيلة التى ترشح امرأة، وتتعالى المقولة الشهيرة هل مات رجال القبيلة ليرشحوا امرأة؟ وهو ما حدث بالفعل فى إحدى القرى بمركز قنا، حيث اضطرت إحدى المرشحات للمجالس المحلية التنازل عن ترشيحها لصالح ابن قبيلتها، بعدما أجبرها أخواها بالضرب والتهديد؛ فالخوف من تشويه السمعة للمرشحة بالباطل، التى تعد من الطرق الانتخابية التى يتخذها المرشحون فى الانتخابات، جعلت المرأة تحجم عن المشاركة فى الحياة السياسية بعد إجبارها من عائلتها على التنازل.

النزاعات والمشكلات القبلية

وأشارت الدراسة إلى أن الرجل فى الصعيد يرفض خروج المرأة للإدلاء بصوتها بسبب النزاعات والمشكلات التى تحدث أمام اللجان الانتخابية من مندوبى اللجان ومناصرى المرشحين والتى تصل إلى حد القتل، وهو ما حدث كثيرا فى انتخابات سابقة، خصوصا بالدوائر الملتهبة مثل نجع حمادى ودشنا.

الأمية

وأضافت أنه من الأسباب التى تعيق من مشاركة المرأة السياسية انتشار نسبة الأمية بين النساء حيث تصل فى محافظة قنا إلى 50%، بالإضافة إلى نظرة المرأة للعمل السياسى على أنه مخصص للرجال فقط، وأن وظيفة المرأة داخل المنزل، إضافة إلى أن المرأة لا تثق فى المرأة المرشحة وتعطى صوتها للرجل، وهذا يعد موروثا ثقافيا ونفسيا للمرأة فى الصعيد؛ فالرجل هو محور حياتها وهى مشكلة تعانى منها المرشحات من السيدات المرشحات لعضوية المجالس الشعبية المحلية والبرلمان.

التوجيه لصالح الرجال

وفسرت الدراسة ترشيح بعض السيدات القلائل فى السنوات الأخيرة واللاتى يترشحن فى الانتخابات بنظام الكوتة أنه يتم الدفع بهن لصالح مرشح معين من قبل الرجال بسبب الانتماء الأسرى أو القبلى لمرشح القبيلة، وهو ما يسمى بالاتجار بأصوات النساء على الرغم من عدم وجود أموال، لكن يتم الدفع بهن قسرا للتصويت لصالح مرشح القبيلة، وذلك عن طريق تجميع سيدات القبيلة فى سيارات وإرسالهن إلى اللجان الانتخابية للقيام بعملية التصويت الموجهة لصالح مرشح القبيلة ورغم أن معظم النساء فى الصعيد أميات، إلا أنه يتم توجيهن باختيار الرمز المراد التصويت له.

وأرجعت الدراسة رفض معظم سيدات قنا دخول مراكز أو أقسام الشرطة واعتبار ذلك عارا على الأسرة أو العائلة أو القبيلة، وذلك ربما لارتباط دخول أقسام الشرطة بثقافة أهل الصعيد بارتكاب جريمة بالإضافة إلى سوء معاملة الشرطة للمواطنين خصوصا البسطاء منهم والتعالى عليهم.

نساء بلا هوية

وأضافت أنه يوجد عدد كبير من السيدات خصوصا فى القرى ليس لديهن أوراق رسمية تثبت هويتهن لذلك توجد مشكلة الزواج القبلى غير الموثق وبالتالى لا يستطعن المشاركة السياسية حتى كناخبة.

ضعف الوعى

ويعد ضعف الوعى السياسى والقانونى للمرأة من الأسباب التى غيب عنها إدراكها لقوتها التصويتية وقدرتها على المساهمة الفعالة فى توجيه الحياة العامة، وعدم ثقتها بنفسها انعكس على ثقتها بالعناصر النسائية اللاتى يتقدمن للترشيح فى الانتخابات العامة، وهو ما أدى بها إلى مجرد تابع للرجل تختار ما يحدده لها.

التهميش الاقتصادى

وانتهت الدراسة إلى أن آخر الأسباب التى تعيق المرأة عن المشاركة السياسية هى عدم قدرة المرأة على مواجهة المتطلبات المالية لخوض الانتخابات؛ فالنساء مهمشات اقتصاديا وغالبيتهن ليس لديهن القدرة المالية للدعاية الانتخابية أو الصرف على الحملات الانتخابية، كلها أمور أدت إلى ضعف مشاركة المرأة فى السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية فى الدولة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان