هام ننشر اعترافات ٢١ داعشيًا في تحقيقات “جهة سيادية”

اللواء الاخبارية

لم تكن الضربات الجوية التى شنتها القوات المسلحة المصرية للثأر ممن ذبحوا 21 مصريا، فالثأر لم يأت بعد، كانت الضربة رسالة واضحة لكل من تخيل أن مصر يمكن انتهاك سيادتها، أو العبث بأمنها القومى، لم تكن الضربة استعراضية تهدد مصر خصومها من خلالها، وبعد ذلك ينتهى كل شىء، ولكنها كانت من أجل وضع حد للتنظيمات الإرهابية التى تحاصر مصر شرقا وغربا.
هى حرب فيها غالب ومغلوب بالطبع، لكن التجربة التى لم يفهمها الجميع تشير إلى أن الجيش المصرى هو من ينتصر فى النهاية، إنه حكم التاريخ الذى لا يستطيع أن يعانده أو يقف أمامه أحد.
ولأنه لا حرب دون معلومات، فهناك الآن، و ذلك من نتائج الضربات الجوية على تنظيم داعش وعمليات الإنزال البرى تحقيقات تجرى مع مجموعة من الذين تم ضبطهم، وينتمون إلى تنظيم داعش، فلدى هؤلاء معلومات أعتقد أنها يمكن أن تضع أيدينا بوضوح على مقاصد وأهداف هذا التنظيم الأكثر إرهابا وتوحشا فى العالم.
حصلنا على أطراف من التحقيقات التى تجريها أكثر من جهة سيادية مع أعضاء تنظيم داعش يصل عددهم طبقا لمصادرنا إلى ٢١ داعشيا.
الدواعش الـ ٢١ يتم التحفظ عليهم فى سرية تامة، حتى ينتهى التحقيق معهم، ثم بعد ذلك سيتم الإعلان عن وجودهم وعما قالوه بالتفصيل، وطبقا لما تقوله مصادرنا، فالتحقيق معهم يتم بشكل يومى داخل أحد مقار أحد الأجهزة السيادية، ويتعامل معهم ضباط يتمتعون بأعلى درجات الاحترافية.
العناصر الداعشية المقبوض عليها ينتمون إلى عدة جنسيات مختلفة، فهم ليسوا مصريين فقط، وإنما يوجد بينهم أجانب، فعلى سبيل المثال من بينهم لبنانى يحمل الجنسية الأمريكية، وآخرون من سوريا وفلسطين والعراق والبوسنة واليمن… وبقية العناصر مصريون تلقوا تدريبات خارج مصر وشاركوا فى عمليات سابقة لصالح تنظيم داعش فى العراق وسوريا ومصر أيضا.
ولم تكن مفاجأة أن تكشف التحقيقات عن خطورة العناصر الداعشية، فهؤلاء خاضوا حروبا سابقة فى أفغانستان، وهو ما يفسر كونهم محترفين فى عمليات القتل واستخدام الأسلحة المتطورة والثقيلة، كما أنهم يتحركون طوال الوقت بأحزمة ناسفة ويتقنون صناعة العبوات المتفجرة وصنع القنابل شديدة الانفجار… ولم تكن مفاجأة أيضا أن الدواعش الـ٢١ تقريبا اشتركوا فى عمليات ذبح لخصومهم الذين يدعون أنهم كفار أو أعداء الإسلام سواء خارج مصر أو فى شمال سيناء.
الملاحظة التى كانت أكثر استفزازا لفريق المحققين أن الذين اعترفوا بعمليات القتل والذبح كانوا فخورين جدا بالدور الذى يقومون به، يقولون إنهم يؤمنون به، فهم يعتقدون أنهم يقتلون ويذبحون فى سبيل الله، وأن ما يفعلونه سيكون طريقهم الوحيد إلى الجنة.
حتى هذه اللحظة هناك عدد من الدواعش يلتزمون الصمت خلال التحقيقات، لم يفصحوا عن شيء، بل هناك من تبرأ من الانضمام للتنظيم من الأساس، ونفى أن تكون هناك أى علاقة من أى نوع تربط بينهم، وعندما تم سؤالهم عن وجودهم فى أماكن داعش، قالوا إنهم يجاهدون على حد قولهم بشكل فردى، ولم يكن خافيا على جهات التحقيق أن بعضا ممن رفضوا الحديث فى البداية، وعندما تحدثوا قدموا معلومات مضللة، اعتقادا منهم أن هذا يحمى التنظيم.
لكن فى مقابل حالة الصمت والتضليل التى قام بها عدد من معتقلى داعش، أدلى عدد آخر باعترافات كاملة، وشبه تفصيلية ليست عن التنظيم فقط، ولكن عما ينتوى فعله خلال الفترة القادمة.
من واقع ما جرى فى التحقيقات يمكن أن نضع أيدينا على نقاط محددة:
أولا: بدأ الداعشيون بالانتماء إلى جماعات جهادية تكفيرية، آمنوا بأفكارهم وعملوا على تنفيذها، ثم انضموا بعد ذلك إلى تنظيم داعش بعد تكوينه بالشكل الذى عليه الآن، وهم مقتنعون ليس بشرعية ما يقوم به داعش فقط، ولكن بأهمية دوره فى خدمة الإسلام وتعلية شأن الدولة الإسلامية كما يقولون.
ثانيا: اعترف الداعشيين بأنهم يدعمون قطع رءوس الأقباط، لأنهم كفار، ومبررهم فى ذلك كما زعموا الآية الكريمة التى تقول: «إن الدين عند الله الإسلام»، ومستندين فى ذلك أيضا إلى رواية عن الرسول «محمد» صلى الله عليه وسلم عندما قام أحد الكفار بسبه فقال للصحابة «أحضروا لى رأسه»، ولأن المسيحيين بالنسبة لهم كفار، فيحق قطع رقابهم أسوة بالنبى.
ثالثا: فى اعترافات الدواعش أيضا إصرار على أن حرق الخصوم موجود فى الإسلام، واستندوا فى ذلك إلى حالات قام فيها صحابة الرسول وخلفاؤه بحرق كفار وخارجين ومرتدين عن الإسلام.. وقالوا أيضا إن القرآن الكريم احتوى فى آياته ما يدل على ذلك وعلى سبيل المثال أن من يسرق تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أى أن القرآن أيضا احتوى على فكرة قطع الأعضاء، وأن هؤلاء الأقباط يسرقون رزق المسلمين عندما يعملون ويتقاضون نقودا فإنها من حقنا.. وهم ينفذون ما جاء فى الكتاب الكريم والسنة النبوية.
رابعا: فى اعترافه يقول داعشى مصرى من المقبوض عليهم إن ما يقوم به المجاهدون فى سيناء وفى محافظات مصر المختلفة، ليس إلا انتقاما لمن سقطوا فى اعتصام رابعة العدوية، ولكنه روى رواية رأى المحققون أنها غريبة جدا حدثت له شخصيا.
قال الداعشى المصرى: كان لى شقيقى يستعد للذهاب إلى التجنيد فى الجيش، حاولت أن أمنعه، قلت له أنت بذلك تنضم لجيش يقتل المسلمين، لكن شقيقى قال لى إنه يقتل الإرهابيين الذين لا يريدون خيرا لهذا الوطن، قلت له: اذهب ولكن إذا قابلتك فى معركة سوف أقتلك، وإذا جاءتنى أوامر بتفجير كمين أو كتيبة أنت موجود فيها سأفعل ولن أتردد أبدا، فرد على بقوله: وقتها سوف أدعك تقتلنى أما أنا فلن أقتلك.
وأضاف الداعشى المصرى أنه لا يعرف الآن شيئا عن أخيه، وقد حدث هذا الحوار بينهما منذ عام تقريبا، سافر هو بعدها إلى سوريا، وانقطع اتصاله بعائلته تماما بعدها، ويزعم الداعشى المصرى أنهم يفعلون ما يفعلونه فى ضباط الجيش والشرطة، ردا على ما يحدث للأهالى هناك.
خامسا: داعشى مصرى آخر قال فى التحقيقات سيناء ستشهد اشتعالا كبيرا فى العمليات الجهادية “هذا توصيفه لها بالطبع فهى عمليات إرهابية لا مكان للجهاد فيها” خلال الفترة القادمة وأنهم يجهزون لعملية كبيرة للرد على حرب الجيش على داعش والمتفق عليه أنها فى سيناء، ولكن الأوامر والخطط قد تتغير تبعا للظروف وحينها ستكون خارج سيناء.. وأنهم حتى الآن لم ينتقموا لشهداء المسلمين “كما يزعمون” وخاصة فى رابعة، كما يجب، لأن الإخوة الآن منشغلون بالأهالى المهجرين من منازلهم ويريدون احتواءهم، والعمليات التى تجرى الآن للرد على قهر الجيش للأهالي.. وخاصة أن الجيش فى سيناء يعتقل الشباب والشيوخ، ويدمر المسلمين، لأنه جيش كافر، على حد قوله.
أضاف الداعشى المصرى أن قتل الجنود والضباط سواء فى الشرطة أو الجيش حلال، لأنهم يقاتلون ويخدمون الدولة الكافرة، وهم بذلك بحكم الشرع كفار ومرتدون وخائنون لدينهم، ويجب على المسلم قتل الكافر والمرتد حتى يكون عبرة لغيره ويتطهر المجتمع المسلم، وأضاف أن كل ذلك لا يأتى نقطة فى بحر مما حدث فى فض اعتصام رابعة العدوية وموقعة الحرس الجمهوري.. وأنهم عاهدوا الله على الانتقام للشهداء.
سادسا: وعن قتل المدنيين قال أحد المقبوض عليهم.. إن كل مؤيد لحكم “السيسى” هو كافر شرعا ويجب قتله، لأن المدنيين هنا يدعمون دولة الكفر وضد الدولة الإسلامية، كما أنهم يباركون قتل الجيش والشرطة للمسلمين ويؤيدون ما يحدث من الجيش فى حق الأهالى بسيناء من قهر وتعذيب، ووجب قتله مثله مثل الجندى والضابط الذى يخدم فى الجيش بالضبط. وينطبق فى هذه الحالة على المدنيين نفس الأحكام التى تنطبق على الضباط والمجندين، وهى القتل.. وأضاف هذا العنصر كلاما مدهشا أيضا عن حكم قتل المدنيين، فقال إنه عند زرع القنابل بالقرب من كمائن الشرطة والجيش فى المحافظات، فإننا نعرف أنه من الممكن أن يقتل مدنيين رغم أنهم هنا غير مقصودين ولكن إذا قتل الشخص وكان مؤيدا للسيسى والدولة الكافرة فإنه نال جزاءه، وإذا كان غير ذلك ورافضا نظام الدولة فهو إذن شهيد، وقال إن هذه فتوى أفتى بها أحد الشيوخ فى سوريا من قبل، وأن هذا الشيخ يقاتل فى صفوف داعش الآن ويعطى لهم بعض الفتاوى وهو عالم إسلامى جليل، وفى نفس الوقت وهو شاب سورى الجنسية.. أما عن القنابل التى تزرع فى أماكن تجمع المدنيين مثل المراكز التجارية والقطارات فهى هنا المقصود بها قتل المدنيين المؤيدين للحكم الكافر.
سابعا: العناصر غير المصرية من بين المقبوض عليهم فتحت مساحة مختلفة من الحديث، فقد جاء فى اعترافاتهم أنهم ضد الإخوان المسلمين ويختلفون معهم، لأن الإخوان يعقدون الصفقات مع الأنظمة الحاكمة، والتى تكون فى أغلبها أنظمة كافرة وغير إسلامية، ولكن حكم الإخوان فى مصر كان رمزا للحكم الإسلامى و”محمد مرسى” كان حاكما إسلاميا، والإطاحة به تعد إطاحة بالحكم الإسلامى، ولذلك فوجود حكم الإخوان فى مصر أفضل من أى حكم آخر، لأنه الحكم الشرعى، ولذلك يجب الدفاع عنه لحين عودته وهنا فإن الجهاد واجب شرعا.. وهم يستندون فى ذلك إلى الحروب التى قامت فى عهد الرسول والصحابة للدفاع عن الحكم الإسلامى، ويقولون إن الرسول كان يقتل فى الحروب أعداء الإسلام، وكان الصحابة أيضا يقاتلون من بعده من أجل الدولة الإسلامية ويتخذون من ذلك مبررا شرعيا للقتل.. وأن داعش هى تنظيم إسلامى يفعل ذلك أسوة بالنبي.. وأن المواقف التى عفا فيها الرسول عن الكفار عندما قال «اذهبوا فأنتم الطلقاء» كانت فى غير حرب ولكن الحرب تحتم القتل والدولة الإسلامية الآن فى حالة حرب للدفاع عن بقائها.. ولذلك وجب القتال.
ثامنا: وعن الخطط المستقبلية التى يخطط لها الإرهاب.. كان ما جاء فى اعتراف أحد الإرهابيين وهو غير مصرى، الذى قال إن التنظيم يخطط لضرب «قناة السويس» خلال الفترة القادمة، كما أن هناك نية لضرب «السد العالى» والمشروعات الكبيرة والجديدة فى مصر.. ولكن لم يتم اتخاذ قرار نهائي بهذا الشأن، وأن ضرب القوات المسلحة المصرية لتنظيم داعش فى ليبيا كان مباغتا وشل تفكير التنظيم، وقد يكون قد أفشل مخططات مستقبلية كانوا قد اقتربوا من تنفيذها أو اتخاذ قرار بشأن أهداف كان المجاهدون لديهم نوايا بضربها.. وقال الإرهابى إن ما كان مخططا له أن يدخل تنظيم داعش إلى مصر عن طريق ليبيا عبر الحدود الغربية، وكانت القواعد الإرهابية تستعد لذلك فى «درنة» على بعد ٦٤ كيلو من حدود مصر، واتخاذ الوادى الجديد مقرا مثل سيناء، للسيطرة على الشرق والغرب وإحداث نفس الأمور التى تحدث فى سيناء فى الوادى الجديد والفرافرة، وخاصة أن المنطقة تشبه سيناء جغرافيا، وتمت دراستها جيدا ولكن الضربة المصرية على داعش ليبيا قد أفشلت هذا المخطط..
على هامش الاعترافات
يقول مسئول أمنى: تسللت فجر أمس «الثلاثاء» مجموعة مكونة من عشرة عناصر إرهابية من ليبيا إلى مصر، وكان بحوزتهم أسلحة، واشتبكت معهم القوات الأمنية فى الفرافرة، وتم القبض على ثلاثة منهم وهرب الباقون عبر الجبال، وتبين أنهم ينتمون الى تنظيم «داعش» ويجرى حاليا التحقيق معهم.. ويتم تمشيط المنطقة بمساعدة قوات الجيش برا وجوا طوال الـ٢٤ ساعة الماضية.
تنظيم داعش فى ليبيا
ننتقم من الجيش والشرطة والمدنيين ردا على ما حدث فى رابعة… لكننا لا نتفق مع الإخوان لأنهم أهل صفقات
آثار الضربة الجوية المصرية على معسكرات داعش فى ليببا
كان مخططا أن يدخل تنظيم داعش إلى مصر عن طريق ليبيا عبر الحدود الغربية، من حدود مصر، واتخاذ الوادى الجديد مقرا مثل سيناء
القوات المسلحة المصرية
المسيحيون كفار لابد من قطع رقابهم لأنهم يسرقون أرزاق المسلمين… وقطع الأعضاء موجود فى القرآن وليس من عندنا وكل مؤيد لحكم «السيسى» كافر ويجب قتله ..والرسول كان يقتل فى الحروب أعداء الإسلام، وكان الصحابة أيضا يقاتلون من بعده من أجل الدولة الإسلامية

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان