يبدو أن المنهج الانتخابي التسلقي المخادع الذي أتقنته جماعة الإخوان ؛ حين خدعوا الجماهير بالتجارة بالدين والديمقراطية معا وحين وصل مرشحهم محمد مرسي إلى الحكم تشدق في أيامه الأولى بأنه رئيس لكل المصريين ولم تمض أسابيع معدودة حتى اتضح أنه مجرد عميل لجماعته التي خاطبها بأهله وعشيرته وانحاز كليا لتمكينها من كل مفاصل الدولة وأغدق عليها المناصب والمكاسب فطغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد ففعل بهم ربك ما فعله بقوم عاد ؛ هذا المنهج أعجب بعض المتسلقين من فاقدي الأهلية ومحترفي الخداع فاستخدموا نفس المنهج في الوصول إلى الكرسي ثم التنكر لكل الوعود والانحياز إلى الأهل والعشيرة وأوضح مثال على ذلك نقيب الصحفيين الحالي يحيى قلاش الذي اختير نقيبا منذ شهور معدودة وسرعان ما تبخرت وعوده لزملائه بأن يكون نقيبا لكل الصحفيين يدافع عن حقوقهم ويرعى مصالحهم ويرتقي بمستوى المهنة ويوسع دائرة عضويتها من طليعة المثقفين والمتخصصين وكبار الكتاب ويسوى في الرعاية النقابية بين العاملين بكل المؤسسات الصحفية دون تمييز تنكر قلاش لكل هذه الوعود وانحاز بشكل مكشوف وفاضح لأهله وعشيرته من العاملين بدار التحرير ؛ يليهم العاملون بالصحف القومية بالترتيب التالي: دار أخبار اليوم ثم روز اليوسف وأخيراً العاملون بالأهرام أما العاملون بالصحف الحزبية والمستقلة فهم أبناء البطة السوداء ؛ فلا دعم لهم ولا رعاية ولا حظ لهم ولا نصيب في مشروعات النقابة الخدمية من إسكان ورعاية صحية ومهنية ؛ بل بلغت التفرقة أن تدافع النقابة عن أهله وعشيرته من الصحفيين في قضايا النشر وتترك أولاد البطة السوداء لمصيرهم وأدخل نفسه مدخلا وعرا في معركة خاسرة مع خريجي أقسام الإعلام بنظام التعليم المفتوح الذين حصلوا على درجة البكالوريوس في الإعلام ومهما كانت سلبياته فهم على الأقل عرفوا عن المهنة ما لم يعرفه قلاش ولا مجلسه الذين يعملون بالمهنة بشهادات لا تمت للإعلام ولا للصحافة بصلة ؛ مما أعاد للأذهان معاداة جماعة الإخوان لكل من لا ينتمي إلى أهلهم وعشيرتهم من صفوة العلماء والمثقفين والإعلاميين في مصر وإبعادهم عن مناطق العمل الإعلامي والثقافي محتجين بأنهم يعارضون تطبيق الشريعة ويحيى قلاش يحتج بضحالة معلومات وثقافة خريجي التعليم المفتوح والتي تتفوق على ثقافته الصحفية مهما بلغت من الضآلة فقد درسوا أربعين مادة في التخصص اجتازوا فيها أربعين امتحانا لم يقرأ الأخ قلاش كتابا واحدا منها سوى المواد المشتركة مع كليات الخدمة الاجتماعية كالعلاقات العامة والمسوح والبحوث الاجتماعية لقياس واستطلاع الرأي العام وهي كل ما يعرفه خريجوا الخدمة الاجتماعية الذين ينتمي إليهم قلاش عن مواد الإعلام فإذا كان قلاش لا ينتمي إلى جماعة الإخوان تنظيميا فهو بالقطع ينتمي إليهم فكريا ومنهجيا ، ويتبع نفس أسلوبهم وأخشى عليه أن ينتهي هو ومجلسه نفس نهايتهم ؛ ” ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد ” صدق الله العظيم.
التعليقات مغلقة الان