**مـــــفـــــاجـــآت متـــــأخـــــــرة **

بقلم   أ.د/ مجــدى عجــمية  

مفاجآتى فى اكتشاف حقائق أخلاقيات البشر أصبحت مؤلمة وكثيرة تجعلنى لا أثق إلا فيمن ندر وعصمه الله من مؤثرات الحياة و متغيراتها من حيث ضغوط المصالح المادية على التمسك بالأخلاقيات أو ظهور اللا أخلاقيات عند أناس ظننا أن لديهم أخلاقاً ، ولا تظهر هذه الحقيقة خلال العلاقات السطحية فى جميع مجالات الحياة والتى تقتصر على إلقاء التحايا الصباحية والمسائية والمعايدات وكلام المناسبات فى الأفراح والأحزان والمشاعر الوطنية والعادات والتقاليد التى تجمع بين الناس فى الأسرة والعائلة والجيران والمناسبات العامة فى الأسواق و الميادين والشوارع ؛فنراهم يتكلمون بكل الصيغ التعبيرية المعهودة وفقاً لطبيعة الموقف و ثقافة الإنسان ..وما فاجأنى أن من تظنه موسى يطلع فرعون ومن تحسبه على خلق تكتشف إنه مجرم و من تحسبه أميناً و تأمنه على أسرارك تفاجئ به يساومك أو يتساوم مع خصمك عليها وأن من تظنه حبيباً تجده منافقاً متلوناً تلون الحرباء ، وأن من تحسن معاملته وتصبر عليه صبراً طويلاً يظنك ضعيفاً ويبلغ به الحد إلى الاستهتار بكلامك وأن من تتواضع معه يراك ضعيف الشخصية ومن تفوّت أخطاءه يحسبك جاهلاً وأن من تخلص فى حبه ومعاملته يعتقد أنه سيطر عليك وهيمن على مشاعرك وتفكيرك ويبلغ الأمر قسوته عندما يتغلغل هذا الفكر السئ إلى السياسة فمن تختلف معه فى رأى أو وجهة نظر سرعان مايتهمك بعدم الوطنية أو يصنفك إلى فكر حزب سياسى سئ السمعة أو لفئة لها فكرها الشاذ أو لتيار ايدولوجى لاعلاقة لك به تماماً وتبلغ الإساءة غايتها عندما يتعلق الأمر بالعقيدة فمن يختلف معك يتهمك بمذهب دينى أو بالكفر والإلحاد ..صديقى القارئ العزيز ترى مانتيجة مانحن فيه .ألم يرجع إلى تقصير دور الأسرة واستبعاد الجانب التربوى فى التعليم ؟؟وتراجع دور علماء الدين فى التبصير والتجديد فى الخطاب الدينى طبقاً لتطور الحياة ومعطياتها التكنولوجية وسيطرة الآلة التى هى من اختراع الإنسان على تفكير الإنسان ومشاعره واتخاذ قراراته بصورة عامة حتى الوجدانية والعاطفية والإنسانية ، وتعمد غياب الإعلام فى عمومه عن مواجهة هذه القضايا والموضوعات لأنها لاتحقق له الربحية المادية العالية التى أصبحت الهدف الحقيقى الوحيدإلا فيمن ندر حتى ولو كان على حساب مصائر تاريخ الشعوب والإنسانية ..ولا تخلو الحكومات المتتالية والمتغيرة من المسئولية بسبب عجزها عن وضع استراتيجيات وإن وضعتها تعجز عن تنفيذها وتظل قيد الأدراج أو تنتظر أول تدمير لها مع تغيير السيد رئيس الوزراء أو الوزراء المعنيين كالتعليم والصحة والاقتصاد والشباب والثقافة والكهرباء والتخطيط وغيرها .. ألم يأت الوقت بعد لكى نضع استراتيجيات وسياسات ثابتة بخطط زمنية مجدولة وعلى كل وزير أو محافظ أن ينفذ المطلوب منها فى فترة وزارته وأن يلتزم جميع موظفى الدولة بتنفيذها طبقاً لطبيعة التخصص والجهة المعنية بذلك..ألم يحن الوقت بعد ثورتين عظيمتين لشعب وطنى أصيل _تحمل الكثير ومازال يتحمل بحب لوطنه ولاستقراره _للقضاء عى العشوائيات التى طغت على تصرفات الكثير منّا و معظم المسئولين فى الدولة؟؟؟!!!! 

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان