مؤثرات الحضارة الإسلامية في أمريكا اللاتينية بمكتبة الإسكندرية

ليلى خليل

نظم برنامج دراسات الحضارة الإسلامية بمكتبة الإسكندرية ، الثلاثاء، ندوة ” مؤثرات الحضارة الإسلامية في أمريكا اللاتينية من القرن 15م إلى 19 م”، وذلك بحضور مجموعة باحثين وهم الدكتور جمال عبد الرحمن، من جامعة الأزهر، والدكتورة دانييلا مينديث، المتخصصة في الأرشيف الوطني بالمكسيك، والدكتورة اليخاندرا جوميث كولورادو، والدكتور محمد الجمل.
وقال الدكتور محمد الجمل، إن هذا اللقاء هو ثمرة التعاون بين باحثين من المكسيك ومكتبة الإسكندرية، حيث يتضمن عدة محاور تشمل الوجود الإسلامي في أمريكا اللاتينية قبل كريستوفر كولومبوس ثم الهجرات التي توالت على مريكا بعد سقوط الأندلس، فضلا عن الوجود المورسكي ثم المجموعات العربية وقواعد البيانات التي يقوم عليها الباحثين المكسيكيين في هذا الشأن وختاما ما يتعق بالعمارة والفن المدجن في أمريكا اللاتينية.
وأوضح إن الكثير من الباحثين قاموا بترجمة الكثير من الكتب الخاصة بالحضارة الإسلامية في الأندلس، حيث تطرق إلى بعض الكتب التي تناولت الفن الإسلامي والعمارة في الأندلس وأمريكا اللاتينية.
وتحدث الدكتور جمال عبد الرحمن، عن الوجود الموريسكي- والذي يعني الشخص الذي يعتنق الإسلام في الباطن ويظهر اعتناقه المسيحية-، مشيرا إلى أن هجرة هؤلاء المجموعات هربا من الإضطهاد الذي لاقوه في اسبانيا عقب سقوط الدولة الإسلامية هناك.
وقال إنه قبل وصول كريستوفر كولومبوس لأمريكا اللاتينية بدأت عمليات التنصير في هذه المناطق وكان المجموعة الموريسكية يتحينون الفرصة للهروب من الجحيم في اسبانيا وذلك إما من خلال السفن التركية إلى الجزائر ودول المغرب أو في العالم الجديد في أمريكا اللاتينية.
وأضاف ” عبد الرحمن” أن الوجود الإسلامي في أمريكا اللاتينية لم ينقطع تماما وهذا ما بد جليا من خلال الكتابات القديمة حيث كانوا يسافرون كتجار بأسماء أشخاص مسيحيين وأنه جرت محاكمات لبعض الأشخاص المسلمين الذين تم ضبطهم في أمريكا وهذا يدل على أن عدد المورسكيين كان ليس بالقليل خاصة مع وجود بعض الكلمات العربية هناك.
وتطرق إلى الحديث عن الوجود الإسلامي في فنزويلا خاصة في جزر مارجاريتا، لافتا إلى أن بعض الأبحاث تطرقت إلى رصد وجود بعض الأشخاص الموريسكيين إلى تلك الجزيرة وهو ما يتطلب من الباحثين التنقيب وراء هذه المعلومات للتعرف على الوجود الموريسكي في فنزويلا قبل كريستوفر كولومبوس والوجود الأسباني.
بدورها قالت الدكتورة دانييلا مينديث، أنها اعدت قاعدة بيانات عبارة عن وثائق لها علاقة بالوجود الإسلامي في المكسيك وترجع إلى فترة القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين.
وأوضحت أن هذه الوثائق موجودة في الأرشيف الوطني في المكسيك وتعود إلى محاكم التفتيش فضلا عن وثائق أخرى متعلقة بالممتلكات الوطنية ووثائق الزواج والمحكمة العليا بالمكسيك.
وأشارت إلى أن تلك الوثائق بها أسماء أشخاص يحملون أسماء إسلامية مثل محمد ورمضان، حيث قامت بعرض عدد من تلك المجموعات التي تم إعدادها عن الوجود الإسلامي في المكسيك في تلك الحقبة تتضمن بعض تفسيرات القرأن باللغة الإسبانية فضلا بعض الوثائق الخاصة بالوريسكيين.
من جانبها عرضت الدكتورة اليخاندرا جوميث كولورادو، الباحثة المكسيكية، المقتنيات الخاصة بالشرق الأوسط الموجودة في المتحف القومي لثقافات العالم في المكسيك منها صور قديمة للمتحف يضم مجموعات في الفن خاصة بالشرق الأوسط، لافتة إلى أن المتحف يضم أكثر من 17 ألف قطعة أثرية من أماكن مختلفة من العالم.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان