لأمن يعثر على ثلاث جثث بدون رأس النيابة: الحوادث متشابهة.. وتستدعي القلق

اللواءالاخبارية-مروة حسينأعاد العثور علي 3 جثث بدون رأس مقطعة الي اجزاء بالجيزة، الاذهان الي لقب “السفاح” الذي دائما ما يكون شخصا يرتكب جريمته بأسلوب متشابه، في حين تشير التحريات الامنية الاولية الي ان الصدفة وحدها تلعب الدور الرئيسي في تلك الجرائم، وان الجاني فيها مختلف ولكن اسلوبها المتشابه هو ما يدفع الي التفكير في ان مرتكبها شخص واحد.
الجرائم المتسلسلة او جرائم السفاح تربط بينها عدة عوامل منها تنفيذ كافة الجرائم بذات الاسلوب وفي اوقات متقاربة يفصل بينها زمن محدد وتجمعها محافظة واحدة وهو ما يتشابه مع الجثث التي عثر عليها بالجيزة، حيث تبين ان الجثث الثلاث مقطعة الي اجزاء سواء نصفين او اكثر ويتم وضعها داخل حقيبة او اكياس بلاستيكية وتلقي اسفل طريق دائري او في منطقة صحراوية مهجورة حتي يتم العثور عليها من خلال دورية امنية او أحد المارة الذي يبلغ عنها.
وتشير الجرائم الثلاث التي وقعت بالجيزة إلى أن القاسم المشترك بينها هو ان الفاصل الزمني بين كل منها تراوح بين 3 اسابيع وشهر وتم ارتكابها بذات الاسلوب في شطر الجثث او تقطيعها لاجزاء صغيرة الحجم ووضعها داخل اكياس قمامة وحقائب جلدية والقائها في منطقة نائية.
وعثرت الأجهزة الامنية على الجثة الاولي قبل اكثر من شهرين بجوار المتحف الكبير الذي لم يتم افتتاحه بالهرم ، وبمناظرة المستشار اسامة حنفي رئيس نيابة حوادث جنوب الجيزة كشفت ان الجثة مفصولة الراس ولم يتم العثور عليها في الحقيبة الموضوع بها باقي اجزاء الجسد، كما تبين ان الجثة يوجد عليها اثار اسمنت مما يرجح ان القاتل حاول اخفاءها بدفنها داخل الاسمنت الا انه فشل والقاها في تلك المنطقة المهجورة.
وبعد مرور فترة قصيرة علي اكتشاف الجثة فحص احمد ناجي مدير نيابة الحوادث 3 حالات تغيب، ابلغت اسرها عنها، حيث تم أخذ عينة DNA من اسر المتغيبين الا ان جميعها كانت سلبية ولم يثبت ان الجثة تابعة لأي من الاسر الثلاث فطلبت النيابة تحريات الاجهزة الامنية حول الواقعة للتوصل الي احد المتغيبين الذي يمكن ان يكون تم قتله بهذه الطريقة.
وترجع أحداث واقعة الجثة الثانية، عقب عثور أهالي منطقة بولاق الدكرور على الجثة، وتم الاشتباه في حقيبتين اسفل كوبري سقارة وهو ما اثار الذعر خشية ان تحتوي الحقيبتان علي قنابل او عبوات ناسفة فتم استدعاء خبراء المفرقعات دون ان يقترب اي شخص من الحقيبتين وتم فرض كردون امني حولهما حتي حضر خبراء المفرقعات برفقة رجال المباحث العامة.
وكشفت التحقيقات الاولية ان ضباط تأمين الطرق والمنافذ اثناء مرورهم لملاحظة الحالة الامنية اشتبهوا في حقيبتين بمطلع كوبري سقارة فتم ابلاغ خبراء المفرقعات خشية وجود قنابل بهما الا انه بالفحص تبين العثور علي اجزاء آدمية لرجل بالحقيبتين، فتم اخطار النيابة العامة للتحقيق، وانتقل احمد ناجي مدير نيابة حوادث جنوب الجيزة الي موقع الاشلاء الادمية، وتبين انها جثة لرجل في العقد الثالث من العمر في حالة تعفن.
وأشارت مناظرة الجثة الي حدوث الوفاة منذ مدة تتراوح بين 4 او 5 ايام نظرا لتعفن الجثة بشكل شبه كامل، واسفرت المناظرة ايضا عن ان الحقيبة الاولي عثر بداخلها علي نصف الجثة عبارة عن جذع الجسد من منطقة الصدر حتي منطقة الحوض وذراعين والحقيبة الاخري وجد بها الساقان فقط ورأس الجثة مفقودة فلم يتم التعرف عليها بالاضافة الي عدم بيان الاصابات بالجثة نظرا لحالة التعفن بها.

وأمرت النيابة باشراف المستشار اسامة حنفي مدير نيابة جنوب الجيزة بندب خبراء الطب الشرعي لتشريح جثة المجني عليه لبيان سبب الوفاة كما طلبت تحريات اجهزة البحث الجنائي حول الواقعة وفحص بلاغات التغيب للتوصل الي هوية القتيل.
أما الجثة الثالثة فتم العثور عليها منذ قرابة اسبوعين بمنطقة امبابة، حيث كشفت تحقيقات احمد حمزاوي مدير نيابة حوادث شمال الجيزة الكلية، ان الجثة كانت ملقاة بجوار سور مطار امبابة حيث كشفت مناظرة ابراهيم بدوي وكيل اول نيابة الحوادث ان الجثة لسيدة يصعب تحديد عمرها وان حالة الجثة سيئة للغاية حيث انها تم تقطيعها لقرابة 42 جزءا بمنشار كهربائي ومعبأة بأكياس قمامة سوداء وكل اجزاء الجثة موجودة عدا الرأس.
وأمر محمد مكي رئيس نيابة حوادث شمال الجيزة الكلية بندب خبراء الطب الشرعي لتشريح الجثة وبيان سبب الوفاة كما طلب فحص بلاغات التغيب في محاولة للوصول الي هويتها وندب خبراء الادلة الجنائية وتعميم صور الجثة علي الاقسام في حالة تعرف احدى اسر المتغيبين علي اي علامات بها ترشد عن هويتها.
وبذلت الاجهزة الامنية بالجيزة، مجهودات مكثفة في تلك الحالات وتتبع العديد من الاجراءات المعتادة في الجرائم المشابهة للتوصل الي هوية المجني عليهم، فور الاخطار بالبلاغات شكل اللواء كمال الدالي مساعد وزير الداخلية لامن الجيزة فريق بحث في كل منطقة عثر بها علي جثة ويشرف عليه اللواء محمود فاروق مدير الادارة العامة للمباحث، وتتولي فرق البحث فحص كافة بلاغات التغيب والاختفاء، كما يتم أخذ عينة DNA، من كافة اسر المتغيبين لمضاهاتها بعينة الحمض النووي من الجثامين المجهولة تحسبا لتطابق اي عينة من افراد تلك الاسر مع اي من الجثامين للتوصل الي هوية احدهم وكشف غموض الجريمة وهوية الجاني وسبب ارتكابه لها.
وقالت مصادر امنية وقضائية ان اغلب تلك الجرائم قد يتم حفظها وقيدها ضد مجهول، كما يمكن الكشف عن لغزها في حالة التوصل الي هوية القتيل.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان