قيادة إستراتيجية روسية فى الشمال وتعزيزات عسكرية بالقرم

متابعة : خالد متولــى

أعلن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أن القيادة الاستراتيجية الجديدة ستبدأ أداء مهامها فى منطقة القطب الشمالى اعتبارا من ١ ديسمبر المقبل. وفى اجتماع فى مدينة سوتشي جنوب روسيا مع وزير الدفاع سيرجى شويجو ورئيس هيئة أركان الجيش فاليرى جيراسيموف وقادة عسكريين آخرين، أشار بوتين إلى أن القيادة الإستراتيجية الروسية ستعمل فى إطار تشكيلة أسطول البحر الشمالى الروسى.

وذكر الرئيس الروسى أن هذا الإجراء جاء فى إطار الخطوات الرامية إلى تحسين تركيبة القوات المسلحة وهيكليتها، مشيرا إلى أن عددا من الوثائق ستحدد أهداف ومسارات نشاط القوات المسلحة الروسية وصورتها العامة خلال مدة لا تقل عن ١٠ سنوات. وأضاف بوتين أن تشكيل مجموعة القوات الروسية فى شبه جزيرة القرم يجرى وفقا للخطط الموضوعة له مسبقا.

يذكر أن الأسطول الشمالى الذى تعتمد عليه روسيا فى منطقة القطب الشمالى يعد أقوى أساطيلها الحربية. مع ذلك فإن هذه المنطقة تتخلف بشكل ملحوظ عن غيرها من مناطق البلاد من حيث مستوى ضمان أمنها، وذلك لأسباب تاريخية ومناخية وجغرافية. وستشمل القيادة الإستراتيجية الموحدة المرتبطة بالأسطول الشمالى، بالإضافة إلى القطعات البحرية بعينها، قوات برية ووحدات من سلاح الجو والدفاع الجوى، التى ستكون وظيفتها حماية مصالح روسيا فى المنطقة، إلى جانب التركيز على حماية حدود البلاد الشمالية.

وكانت روسيا قد قامت فى مطلع أكتوبر الماضى بنصب منظومات رادار عسكرية فى منطقة قريبة من ولاية ألاسكا الأمريكية فى إطار الترتيبات الرادعة التى تساعد روسيا على حماية مصالحها وأمنها، حيث تواصل موسكو تعزيز قدراتها الدفاعية فى منطقة القطب الشمالى. ووُضعت محطات الرادار فى جزيرة فرانجيل ورأس شميدت، حيث تتمثل مهمتها فى رصد سماء المنطقة، وتوجيه الطائرات الاعتراضية إلى أهداف يجب التصدى لها.

وكشف قائد القوات البرية الروسية الجنرال أوليج ساليوكوف عن تشكيل مجموعة من القوات تحت مسمى “سيفير” لتأمين منطقة القطب الشمالى الروسية. ومن المقرر أن تضم المجموعة لواءين من المشاة الآلية، مجهّزين بوسائل النقل القادرة على شق طريقها فى منطقة لا توجد فيها طرق معبدة، وفى المحيط المتجمد الشمالى، ووحدات من مشاة البحرية وقوات المظلات.

وكانت وحدات من القوات المسلحة الروسية نفذت مؤخرا مشروعاً تدريبياً إستراتيجياً يعرف باسم مناورات الشرق ٢٠١٤، فى شرق شطر روسيا الآسيوى. وحسب مصادر عسكرية، فروسيا مضطرة لإنشاء قواعد عسكرية فى منطقة القطب الشمالى، لحماية احتياطيات كبيرة من النفط والغاز والثروات الطبيعية الأخرى اكتشفت هناك.

وفى هذا الصدد، قال عضو أكاديمية العلوم العسكرية الروسية العقيد إدوارد روديوكوف إن نصب محطات الرادار العسكرية قرب حدود روسيا مع الولايات المتحدة، هو إجراء رادع يساعد روسيا على تحقيق مهامها السياسية والاقتصادية بمساعدة القوة العسكرية.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان