فضائيات تعليقًا على دعوة عصام الأمير مقاطعة الدراما التركية: «واجب وطني»

متابعة : خالد متولــى

– قنوات تنتظر قرار غرفة الإعلام وأخرى ترفض التعليق

– نقاد يرحبون رغم استبعادهم الاستجابة للدعوة

تجددت دعوة مقاطعة الدراما التركية مرة أخرى، واتخدت طابعا رسميا بعد أن أصدر عصام الأمير، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، والقائم بأعمال وزير الإعلام، بيانا يطالب فيه الفضائيات الخاصة بمقاطعة الدراما التركية.

وجاءت تجدد الدعوة ردا على خطاب الرئيس التركى رجب طيب أردوغان الأخير، والذى هاجم فيها مصر، لتكون هذه الدعوة هى المرة الثانية بعد أن قامت بعض القنوات بمبادرة إثر قيام ثورة 30 يونيو، لكنها لم تفعل بالشكل المطلوب.

وأثار عدم تفعيل الدعوة فى المرة الأولى شكوكا حول تفعيلها هذه المرة من جانب الفضائيات الخاصة، وقال إبراهيم حمودة، رئيس قناة «النهار»: إن قناته صاحبة السبق فى هذه الدعوة، وقد تأخر عصام الأمير كثيرا فى تلك الخطوة.

وأشار إلى أن «النهار» ومنذ 2013 قررت مقاطعة الدراما التركية تماما فلم نشترِ أعمالا تركية من هذا الوقت ولن نشترى إلى أبد الدهر، فبعيدا عن موقف أردوغان اقول إننا غير مقتنعين بالدراما التركية.. فهى دراما تافهة، وبها كل أمراض الدراما من مط وتطويل ومباشرة فى الخطاب ولا توجد بها قصة ولا قريبة منا ومن ثقافتنا، وكانت موضة وانتهت.

ورأى أن كل الأبحاث ودراسات المشاهدة أكدت انحفاض نسبة المشاهدة عليها ولم تعد تجارة رابحة إذا نظر اليها البعض من هذا المنظور، ومن ثم اتخذنا قرارا بمساندة ودعم الصناعة المصرية والعربية وسارت على دربنا قنوات أخرى وقد قمنا بعرض مسلسل «آدم وجميلة»، الذى حقق نجاحا مدويا وبعده «قلوب» ونستعد لعرض «الخطيئة» ومستمرين فى هذا الاتجاه.

فيما قالت إلهام أبوالفتح، رئيس شبكة قنوات صدى البلد، إن قرار المقاطعة مرحب به منذ فترة، وقالت: القنوات اتجهت للدراما التركية بعد انحسار الدراما المصرية وأصبح مستواها ليس جيدا وعليه اتجهت القنوات للدراما التركية ولكن هذا الأمر لم يعد مقبولا الآن بعد أن انتفض صناع الدراما المصرية وقدموا أعمالا جيدة، وبدأوا فى إنتاج أعمال تغذى القنوات بعيدا عن شهر رمضان.

وأضافت: استجابت القنوات لهذه الانتفاضة وبدأوا فى الإقبال على شراء المنتج المصرى وللعلم فلقد عُرض على شراء أكثر من عمل تركى بمبالغ بخسة ولكنى رفضت مناصرة للصناعة المصرية، أما فيما يتعلق بموقف أردوغان فقبل خطابه الفج ومنذ تولى الإخوان الحكم والعلاقة بينهما كانت مشبوهة، ولها دلالات غاية فى الخطورة، وحينما نتخذ قرارا بالمقاطعة فيكون هذا سلاحا لوقف محاولة غزوهم لنا ثقافيا للسيطرة على عقول المشاهدين.

من ناحيته أكد محمد هانى أنه لم يتلقَ بيانا فى هذا الشأن من غرفة صناعة الإعلام المرئى والمسموع وإلا كان التزم به فورا، مشيرا إلى أن الغرفة ستعقد اجتماعا خلال أيام لمناقشة بيان عصام الأمير وحينما تصدر الغرفة بيانها سوف نستجيب له حتى لو كان بالمقاطعة رغم أننا أبرمنا عقودا واتفاقيات لعرض مسلسلات جديدة ولكننا نؤكد أننا ملتزمون بأى قرار صادر من غرفة صناعة الاعلام فهى الجهة التى تمثلنا حاليا، أما فيما مضى فقرار المقاطعة كان قرارا خاصا بكل قناة على حدة.

وقال: سبق واتخذنا قرارا بمقاطعة الدراما التركية بعد ثورة 30 يونيو مباشرة نظرا لموقف النظام التركى من ثورتنا الشعبية، وكانت الدراما التركية فى هذا الوقت منتشرة انتشارا كبيرا على كل الشاشات، وتتمتع بنسبة مشاهدة عالية، وعليه كان القرار قويا جدا وقتها، أما الآن، فالجميع يعلم أن الدراما التركية فى تراجع ونسبة مشاهدتها انخفضت بشكل كبير، ولم تعد لها نفس المكانة عند المشاهدين خاصة بعد انتعاش سوق الدراما المصرية الذى بدأت تغذى الشاشات طول العام بدلا من اقتصاره على موسم رمضان وعليه وللمصادفة لا يوجد مسلسل تركى يُذاع على قنوات cbc العامة، التى حلت بدل منه المسلسلات العربى.

فيما رفضت أكثر من قناة خاصة تعرض حاليا دراما تركية التعليق على هذا الموضوع، وقال مسئول بإحدى تلك الفضائيات، مفضلا عدم ذكر اسمه، إن الفن لا يقاطع بدليل أن مهرجان الإسكندرية الأخير احتفل بالسينما التركية ومهرجان القاهرة الذى يستعد للانطلاق يعرض فيلما تركيا.

وأبدى استغرابه أن تخرج هذه الدعوة من اتحاد الإذاعة والتليفزيون، الذى لا يعرض أعمالا تركية متجاهلا أن هناك عقودا أبرمت ومسلسلات تم شراؤها، وقال إن الأمر متوقف على مدى استجابة المشاهد المصرى الذى إذا قرر المقاطعة لن تصبح الدراما التركية مادة مغرية لعرضها.

من جانبها تقول الناقدة خيرية البشلاوى: «نعم يجوز مقاطعة الدراما التركية بل لزاما على القنوات والجمهور مقاطعة هذه الدراما كأبسط رد على هجوم أردوغان.. فليس صحيحا ما يردده البعض أن الفن بلا وطن بل له وطن وهوية ويعكس ثقافات وطنه وشعبه».

ورأت أن مصر تتعرض إلى غزو ثقافى كنا نتقبله فى البداية ولكن بعد أن كشف النظام التركى حقيقة موقفه من مصر لابد أن تكون لنا وقفة مع الفن التركى والفنانين، فهذا ثمن لابد أن يدفعوه نتيجة ما يفعله نظامهم فكيف نترك هذا الرجل يهاجمنا بهذا الشكل السافر ولا نرد عليه؟

وأعربت عن أملها فى أن تستجيب القنوات، رغم قناعتى بصعوبة الأمر، فى ظل وجود وسطاء يروجون للمنتج التركى فى مصر، ونجحوا فى إبرام تعاقدات لأعمال تركية كثيرة سوف تجد مكانها على القنوات المصرية وهنا على المواطن المصرى دور كبير لأنه وحده القادر على وضع حد لهذا الموضوع.

فيما تقول الناقدة ماجدة موريس: أتفق تماما مع دعوة المقاطعة وإن كنت أنظر للقضية بشكل مختلف، وهو ما لفت نظرى من فترة قبل أن يكشف النظام التركى عن وجهه القبيح تجاه مصر، فقد شعرت بخطر داهم، وأنا أرى هذا الانتشار الغريب للدراما التركية الموجود فى كل القنوات مصرية وعربية ولا أتذكر اسم قناة واحدة لا تعرض دراما تركية.

وأضافت: فى البداية تقبلنا فكرة وجود أعمال تعكس ثقافة جديدة علينا، ولكن فجأة تعرضنا لعملية إغراق فلقد استغل البعض انخفاض سعر المسلسل التركى، وقام بشراء أعداد هائلة من المسلسلات أغرق به السوق العربية دون الوضع فى الاعتبار تأثير هذا الأمر على مستقبل صناعة الدراما العربية خاصة المصرية التى أصبحت فى خطر داهم، وبالتالى يتعين وضع حد لهذا الأمر، وأتمنى أن تستجيب القنوات كافة، وتقوم بتغليب المصلحة العامة على مصالحهم الشخصية.

 

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان