طائرة أم جناح

بقلم : عبد الحفيظ محمود حسن .

…… منذ فترة وجيزة توالت الأنباء والأخبار عبر الصحف والاعلام وشبكات التواصل الاجتماعي عن صدور أول طائرة تعمل بالطاقة الشمسية وتحلق في سماء مدينة أبوظبي الاماراتية الشقيقة ، ولقد انتابتني الفرحة برهة ، وتمكلتني البهجة قليلا عن دخول احدي الدول العربية السبق الحضاري الحديث
؛ ولكن لم تلبث أن تلاشت تلك الفرحة ، وزالت تلك البهجة.
فلماذا اذن!!
وما السر في ذلك ياتري ؟؟

….. فمنذ عشرين سنة مضت أو أكثر
كانت مصر والهند من الدول الصناعية المشهود لها ، اذ كانت احداهما تصنع موتور الطائرة ، والأخري تقوم بتجهيز الجناح لديها ؛ وذلك من خلال العلاقات الثنائية السياسية والاقتصادية بين البلدين .

…. وها نحن اليوم تجاوزنا العقد الأول من القرن الحادي والعشرين
، فالهند اليوم أصبحت من احدي الدول العشر الصناعية الأولي في العالم أجمع … ونحن !!
أين نحن اليوم ؟؟!!
أين مكانتنا ؟؟ ولماذا تخلفنا؟؟!!
هل عطلتنا ممارسة القضايا السياسية القومية والعربية والاقليمية عن التقدم و الالتحاق بالركب الحضاري فتقاعدنا؟؟!!
أم هو انتشار الفوضي والفساد بشتي أنواعه وبمختلف أشكاله عن ذلك ؟؟!!
انه ولا شك الفساد لاغير ؟؟!!

…… فلقد كنا في اواخر الستينات من القرن الماضي قد قمنا بتأسيس مصنع للطائرات والأسلحة .فأين هو الأن ؟؟
ومصنع الغزل والنسيج بالمحلة وما حدث له؟؟ وغيره كثير ، وهذا علي سبيل الذكر والمثال لا الحصر .
بل الأدهي من ذلك والامر ما نتج من خصخصة منشأت الدولة والمال العام وكذلك البنوك .

……. حتي كانت تلك الثورة المجيدة – التي طال انتظارها – فأطاحت رؤوس الفساد عن بكرة أبيها ، فكانت بمثابة بوابة الأمل لهذا الوطن العزيز ، وكغيرها من الثورات التي تتبعها زعزعة مؤقتة ، وبعض الاضطرابات السياسية ، ولكن كل ذلك هين مادام هناك أيادي عاملة ومنتجة مع حسن التدبير والادارة ، وتواجد المزيد من التكاتف والتعاون بين فئات المجتمع وطبقاته ،كل في عمله يتفاني ، ومن أجل أجره يتقاضي ، ومن أجل وطنه يعمل ويكدح فيثمر وينتج .

…… ولعل في هذا المؤتمر
– المؤتمر الاقتصادي العالمي –
الذي ضم العديد من الدول الكبري والمتقدمة والصناعية والشقيقة ،
والذي عقد مؤخرا في مدينة السلام
مدينة شرم الشيخ المصرية ، تحت رعاية وقيادة مصرية حكيمة – حفظها الله ورعاها – لعل فيه أمالا تفتح ، وأياد تعمل ، وأوضاعا تستقر ، وبناء يكمل ،ولا يعرقل عجلة الحياة والتقدم عن طريق الركب والسبق الحضاري الذي طالما حلمنا به منذ أبد بعيد .

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان