صحتك .. أنت المسئول عنها

بقلم/ معتز صابر

كاتب وروائي

ومدرب تنمية بشرية

إذا خاطبت أحد أولئك الذين لا أقول عنهم لا يهتمون بصحتهم بل يهدرونها ويبددونها وحاولت إقناعه بأن يترك تلك العادات الغير صحية والتي تقتله ببطء وأسردت له المخاطر الصحية وكيف أنها تؤدي للوفاة، ستجد البعض يتحجج  بحجج هو نفسه يعرف ضعفها ويخبرك أن الرياضين أنفسهم يموتون موت مفاجئ.

نعم، الموت لا يعرف صحيحا أو سقيما … تجد الكثير من المرضى يعيشون بمرضهم سنوات كثيرة، وآخرين لا يدخنون ويهتمون بصحتهم ويمارسون الرياضة بانتظام، ويموت فجأة … تلك إرادة الله، ليتعظ الناس ويعمل كل منا لآخرته.

وهنا نأتي لقضية الموت المفاجئ، فمن منا لم يسمع بموت قريب أو صديق أو جار أو أحد كان يعرفه وكان شابا ذو صحة وعافية ثم تفاجأ بموته، وذلك جعل الكثير يتسائل عن أسباب ذلك الموت المفاجئ، ولكن .. تعددت الأسباب والموت واحد.

المقابر ليس مكتوب عليها للكبار فقط … لكل منا أجله صغيرا كان أو كبيرا، “فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون” سورة الأعراف – الآية (34).

ذلك نعرفه كله … ربما يرى البعض منا أن أولئك المدخنين والذين لا يهتمون بصحتهم يعيشون ويكبرون في السن، ويرى أن الذين يهتمون بصحتهم ويمارسون الرياضة بانتظام يموت البعض منهم فجأة، فيخطر على بالهم أنه ما دامت المسألة هكذا فلماذا أهتم بصحتي ولماذا احذر مما تحذرنا منه منظمات الصحة ولا أفعل ما يحلو لي.

الجواب في أمرين: الأول أنه سواء مت صغيرا أو كبيرا فصحتك مسئول عنها أمام الله.

أما الأمر الثاني فأجلك مكتوب قبل أن تولد، مكتوب أنك ستعيش عشرين أو أربعين أو ستون أو .. أو .. ومادام أجلك مكتوب وسيأتيك الموت حين يحين موعدك فلماذا لا تعيش بقية حياتك تتمتع بصحتك وتتمتع بلياقة بدنية عالية .. لماذا تعيش بقية حياتك بأمراض أو بصحة عليلة بحجة أن الموت مكتوب على الجميع وأن الموت لن يترك أحد وسيأتي الموت حيث يحين موعدي، تخيل أن هناك مسافرين وكل منهما بدأ سفره بزاد وطعام وشراب، كان الأول لا يهتم للحفاظ على طعامه وشرابه لا يهمه إذا كان يتساقط منه على الأرض أثناء سفره، أما الآخر فكان يحافظ على زاده، يزداد بالماء وبالطعام أثناء سفره ولا يهمل زاده أبدا ولا التزود بطعام وشراب أثناء سفره، ووصل الاثنان لكن الأول وصل نهاية طريقه بمشقة وتعب وجهد ولم يستمتع أثناء سفره ولا بعد وصوله من شدة ما لاقاه من تعب، أما الآخر فقد وصل مرتاحا سليم الصحة والبنيان واستمتع بسفره وبعد وصوله.

نعم الموت لا يميز بين الصغير أو الكبير، ولا بين الصحيح أو السقيم، لكن صحتك أنت المسئول عنها وأنت الذي ستستمتع بها لا غيرك.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان