” روح الفؤاد ” رواية تنشر على حلقات يومية

  1. (روح الفؤاد)
    الحلقة الأولى

بقلم:نهال عبد الواحد

  1. إن أكثرنا على اقتناع أن الحب والرومانسية ماهي إلا أمور لنقرأها في الروايات أو لنشاهدها في التلفاز وأنها بعيدة تمامًا عن الواقع، ورغم أن زمن المعجزات قد انتهى، إلا أن هناك من يسعده نصيبه ويرزق بهذا الحب في حياته…..
    حتى مهما بلغ منه اليأس!

استيقظت في الصباح الباكر، أخذت حمامها ثم خرجت وقفت أمام المرآة تمشط شعرها الأسود الحالك الطويل والذي يصل لآخر ظهرها ثم اكتحلت مظهرة رماديتها واضعة من طلاء الشفاه وردي اللون.

تطلعت لنفسها في المرآة بابتسامتها الساحرة فيتورد خديها قليلًا، غير هذا القوام الأنثوي الممشوق، ترى من يرى هذا الجمال ويظل بعقله!

دخلت هذه الجميلة إلى المطبخ وأعدت الفطور والشاي ثم عادت من جديد تيقظ زوجها ببعض المداعبات الخفيفة ليستيقظ ويذهب إلى عمله.

لكن مر بعض الوقت حتى فتح عينيه متأففًا ثم دافعًا يدها بعيدًا بشكل مثير للغضب ثم نهض وذهب إلى الحمام دون أي كلمة ولا يسمع إلا صوت تأففه.

وبعد قليل خرج من الحمام وكان متوسط القامة والجسد وملامحه وسيمة وهي لازالت تنتظره وقد أعدت ملابسه التي سيخرج بها لعمله و وقفت تساعده في ارتداء ملابسه ببعض الدلال الذي يقابله بوجه عابس ثم خرج من الحجرة وهي تهرول خلفه ثم تصب الشاي له مسرعة.

فجلست وتناولت بعض اللقيمات وشرب الشاي بينما هي تصنع له إفطاره مسرعة ليأخذها معه للعمل.

فقالت في دلال: يا إلهي! ما هذا الوجه العابس! لازلنا في أول اليوم! اضحك عزيزي في صباحك حتى يفتحها الله لك.

فتنهد بتأفف وصاح فيها: أوف يا روح! دعيني وشأني، هذا وجهي أي ملكي.

فتابعت بنبرة حانية: هل هذا جزائي يا نادر أني أطمئن عليك؟ ماذا بك؟

– كأنك تريدين اختلاق المشاكل في الصباح!

– حسنًا حسنًا! ماذا تحب أن تأكل في الغداء؟ ما رأيك مثلًا في صيادية السمك؟

فأجاب بلامبالاة: إفعلي ما تشائي.

فتابعت تتصنع الغرور: بالطبع! لأنك لم تتذوق يومًا طبخًا مثل طبخي!

فقال بفرغ صبر: ها أنت تعلمين، إذن كفاكِ ثرثرة واتركيني.
ثم نهض من مكانه.

فنهضت خلفه قائلة: هل انتهيت من فطورك؟

فتأفف دون رد فأسرعت تمسك بفرشاة الشعر وصففت شعره، أمسكت بزجاجة العطر وعطرته، ثم أحضرت له حذاءه مسرعة ليرتديه.

وبعد أن أتم الاستعداد وقفت أمامه مبتسمة وقالت بدلال: ألم تنسى شيء؟

فزمجر وتأفف قائلًا: لا لم أنسى، صحيح إياكِ وكثرة الإتصال و المكالمات فلا داعي لها أصلًا!

فتح الباب و وقفت له لكن تصادف أن جارتها في الشقة المقابلة أمام الباب وتخرج القمامة وكانت مرتدية ملابس فاضحة، لها شعر أصفر فاقع بفعل الصبغة فابتسم نادر نحوها بابتسامة عريضة وقال: صباح الخير.

فأجابت بضحكة رقيعة: صباح النور أستاذ نادر .

ثم نزل نادر وكانت روح لا تزال واقفة فقالت مستنكرة: كأنك لا تريني!

فتنهدت بضيق قائلة: لقد ألقيت الصباح، أنتِ من لم تردي.

فرفعت روح سبابتها وقالت محذرة: إسمعي يا فيفي! ليتكِ قبل أن تفتحي باب شقتك تسترين نفسك أفضل من هذه الهيئة.

فتغنجت بجسدها وصاحت بوقاحة: ماذا؟! كنت أُخرج القمامة، هل عليّ إرتداء التشريفة؟! ثم من لم تعجبه هيئتي لا ينظر إليّ.

ثم دخلت وأغلقت الباب، فدخلت روح بدورها متذمرة وأغلقت الباب، جلست تفكر في حالها كيف كانت وكيف أصبحت؟
وشردت بذهنها وعادت بذاكرتها…

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان