رواية ” بعد الليل ” الفصل الرابع والخامس عشر للأديبة نهال عبد الواحد

الفصل الرابع عشر

و في فجر اليوم التالي نهضت قمر كعادتها، توضأت وصلت الفجر، ارتدت عباءتها السوداء و حجابها الأسود ثم أخذت بطرف حجابها لتغطي وجهها فلا يتعرف عليها أحد.

خرجت قمر فوجدت الشيخ مجاهد قادم من ناحية المسجد فأشار لها فاقتربت و سارت معه بالقرب منه.

و بعد فترة وصل مجاهد لأرضه و ما كانت لحظات حتى وصلت سيارات نصف نقل لتحمّل من الخضراوات و الفاكهة المتجهة إلى السوق مع تواجد عدد من الشباب و الفتايات الذين سيذهبون مع نقلاتهم للبيع في السوق.

وقفت قمر جوار الشيخ مجاهد و كانت لا تفهم شيء، حتى أشار لها نحو إحدى السيارات لتركب و أوقفها أمام أحدهم و هو يخبره بالمكان الذي ستذهب إليه و ماذا يعطيها من بضائع ثم أخبرها بأسعار كل شيء، شكرته و ذهبت إلى السيارة.

ركبت قمر السيارة و كانت تتمتم بذكر الله و أذكار الصباح و ما تحفظه من آيات القرآن الكريم، مر بعض الوقت حتى وصلت السيارة و نزّل من فيها و معهم قمر، سار السائق بضع خطوات حتى وقف أمام دكان لبيع وذبح و تنظيف الطيور، ومثل هذه المحلات نادرة في القرى، خرج شاب أربعيني قمحي البشرة طويل القامة و له شارب فسلم عليه ثم وقف وتحدث معه السائق و يبدو أنهما يتحدثان عن قمر حيث كانا ينظران نحوها من حينٍ لآخر.

وقفت قمر على استحياء تنظر أرضًا حتى ناداها السائق فتحركت نحوه.

فقال الشاب صاحب الدكان: إنتِ جمر المنصوري!

فأومأت برأسها أن نعم، فتابع الرجل قائلًا: وأنا منصور، حدتني عنك عمي الشيخ مجاهد و وصاني عليكِ كماني، شوفي يا بت الناس إنتِ عتجعدي إهني جار الدكانة عتحطي فرشتك و تبيعي بإذن الله، و كل اللي تحتاجيه من كافة شيء أنا تحت أمرك.

فأجابت ممتنة: تعيش يا عمي منصور.

فأكمل: ما تخافيش يا خيتي ما حدش يجدر يهوَب ناحيتك وإنتِ شكلك بت ناس، الله يوسع عليكِ!

فأجابت: ويوسع عليك يا عمي!

و وضع السائق أقفاص الخضروات و الفاكهة، وجلست قمر بالفعل و بسطت بضاعتها و بدأت تبيع.

كانت قمر تبيع بعض الخضروات الورقية مثل البقدونس، الكرفس و الجرجير… وأحيانًا بسلة، فاصوليا، كوسة، فلفل و أحيانًا بعض الرمان و الجوافة.

كانت تجلس و تبيع ما تأخذه كل صباح، كانت قمر لبقة و بائعة ودودة تكسب الزبائن بحسن منطقها رغم أنها طوال الوقت ملثّمة، كان الجميع يشهد بحسن خلقها و معاملتها مم جعلهم يتسآلون من داخلهم كيف لهذه أن تجلس في الطرقات؛ خاصةً وأن عمل المرأة في قرى الصعيد أمرًا غير شائع!

تمر الأيام و الأسابيع و تذهب قمر عقب صلاة الفجر كل يوم و تعود بعد المغرب منهكة لكنها راضية و مستريحة من داخلها لحدٍ كبير؛ فكثرة العمل لا تُتعب أبدًا!

كان مجاهد يتعامل معها بالحسنى فلولا إصرارها ما سمح لها أبدًا أن تخرج لتعمل، لكنه كان يأخذ منها ثمن البضاعة فقط ولم يأخذ المكسب بل و يعطيها أجر يومي، حقيقةً هو كان يفعل ذلك مع من يعمل لديه كنوع من زكاة المال و التصدق.

كانت تعود بعد المغرب تبدل ملابسها و تصلي فرضها و تتناول بعض الطعام و تغسل ثوبها وتصلي العشاء و تغط في نومٍ عميق، ومهما كانت منهكة الجسد فهي تشعر براحة من داخلها، أحيانًا يجيئها أبناء أخيها يجالسونها فتعطيهم بعض الحلوى حتى تصرخ فيهم أمهم ليذهبوا فتذهب قمر بعدها في نومها.

كانت تذهب يوميًا إلى السوق عدا يوم الأحد، و ذات يوم اقترح عليها الشيخ أن يأخذها لتدخر مالها في دفتر توفير بأحد البنوك حتى تحفظ مالها خاصةً و هي لم يكن لها مطالب.

و ذات يوم بينما كانت تجلس في السوق و كانت قد اكتسبت الكثير من الصداقات و المعارف، صارت محبوبة بحق، إذ سمعت صوت منصور صاحب محل الطيور يتحدث بصوت عالي ومرحِّبًا: يا أهلًا يا أهلًا يا حاجة أم شَريف، السوج نوِر.

فالتفتت قمر لحيث يتحدث منصور، فوجدت امرأة خمسينية جميلة الملامح بشرتها فاتحة و عيناها ملونة، ترتدي عباءة سوداء و كانت بدينة بعض الشيء.

أجابت المرأة: تعيش يا منصور، عايزاك تجهز لي كام جوز فراريج و نضفهم زين الله يباركلك.

فيجيب عليها: من عنيا التنين يا ست الحاجة، عندي فراريج معلوفة زين الزين.

فابتسمت المرأة قائلة: كنّها أول مرة يا منصور!

فابتسم الرجل قائلًا: تعيشي يا حاجة، ما عايزاش بحّة!

فتجيب: لا خليها عل موسم الجاي، بس تجهزلي حاجة زينة و ما تكونش كبيرة جوي ما انت عارف.

فأردف قائلًا: طلباتك أوامر.

– الأمر لله!

فنادى: كرسي للحاجة ياواد! هِم أمال! نورتي يا ست الحاجة.

فجاء صبيه بكرسي فجلست عليه ثم انتبهت لتلك الفتاة الملثمة التي تتابعها بعينيها.

فنادت عليها: إنتِ يا شاطرة!

فأشارت قمر لنفسها بإصبعها، فأومأت إليها المرأة أن نعم، ثم سألتها: معاكي إيه!

– معاي فاصوليا و بسلة و شوية فلفل علي شوية بطنجان.

كانت المرأة تتطلع بعينها لما معها ثم قالت: وريني البسلة إكدة.

فأسرعت قمر وملأت كفها الصغير وانطلقت نحو المرأة و هي تقول بأدبٍ جم: البسلة زينة و مليانة يا ست الحاجة.

فأمسكت المرأة بواحدة ففتحتها ونظرت فيها ثم أمسكت حبة من البسلة و وضعتها في فمها تلوكها قليلًا وعلى وجهها علامة استحسان، فقالت: جميلة و زي العسل، اوزني اتنين كيلو.

فأجابت قمر بصوتٍ سعيد: تؤمري يا ست الحاجة.

ثم تراجعت قليلًا قائلة: عايزة حاجة تاني يا ست الحاجة، والله الخضار طازة و صابح!

فتدخل منصور قائلًا: دي جاي من أرض عمي الشيخ مجاهد عدل.

فابتسمت المرأة بتعجب: واه! كنّك جريبتهم!

فأجابت قمر على استحياء: لا يا ست الحاجة، بس عم الشيخ مجاهد مربيني و كيف أبوي تمام.

ثم قالت: إيه رأيك يا ست الحاجة عبال ما يخلص عم منصور الفراريج أكون فصصتلك البسلة، والله أنا نَضيفة وما علكلكش.

نظرت إليها المرأة بعض الوقت تتمعنها بوجهها الباش ثم أومأت برأسها أن نعم، فأسرعت قمر جالسة لتنظّف لها الخضار.

مرت الأسابيع وهذه المرأة الطيبة تجئ بمعدل مرة أو اثنين أسبوعيًا وتجلس عند منصور سواء اشترت منه أو انتظرت حتى تقوم قمر بتنظيف الخضار لها.

كانت تراقب قمر بدقة فلا تنكر أنها قد انجذبت لها وأحبتها رغم وجهها الملثم و جهلها بحقيقة أمرها و قصتها.

أما قمر فقد كانت ترى في تلك المرأة الجميلة أمها، ليس تشابه في الملامح بقدر ما هو تشابه في الروح، الشعور والإنطباع.

فصدق القائل الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف و ما تباعد عنها اختلف؛ ذاك القبول عندما ترتاح لشخص لا تعرفه وتراه لأول مرة أو تنقبض منه.

و ذات يوم بينما كانت المرأة جالسة تنتظر تنظيف الدجاج و الخضراوات و كانت قمر عندما تراها تحسن مقابلتها، فاتجه منصور للمرأة و هو يعطيها كيس الدجاج فقال لها: ألف هنا.

فأجابت: تعيش يا منصور.

فقال بتردد: بجول يا ست الحاجة، مش محتاجة واحدة بت حلال و أمينة و زينة تنضفلِك و تروِجلك ف البيت.

ثم أومأ بطرف عينه ناحية قمر، فابتسمت المرأة ولم تعقب فانسحب الرجل على استحياء، وجاءت قمر تحمل أكياس الخضار المنَظّف قائلة: اتفضلي يا ست الحاجة، ألف هنا!

فمدت المرأة يدها بوجهها الباش فأخذت كيس الخضراوات وأعطتها المال كعادتها دون أن تأخذ الباقي فتظل قمر تشكر فيها حتى ترحل.

لكن هذه المرة قالت لها: باجولك يا بنتي.

فأجابت قمر: ءأمريني يا ست الحاجة!

_ الأمر لله يا بنيتي!
ثم أكملت: بجي كيف ماانتِ واعية أنا مَرة كبيرة و صحتي على كدي، وباجي إهني يوم ولا يامين في السبوع الواحد وبرجع البيت هلكانة ما جدراش أعمل حاجة، إيه رأيك لو تاجي يوم واحد ف السبوع تنضفي و تروجي و تجهزي لي خضار السبوع كله و والله ما عبخل عليكِ بشيء، منصور جاللي إنك أجازة الحد، إيه رأيك لو جيتي كل حد، أنا وحدانية ما محدش عايش معاي إلا ولدي شَريف و دي شغال مدرس وعبال ما يخلص و يجضي كام مشوار ما عيرجعش جبل ستة المغرب يعني تكوني خلصتي ومشيتي من زمن… هه جولتي إيه!

فتدخل منصور قائلًا لقمر: والله يا جمر ست الحاجة طيبة وكريمة و معاملتها زينة و إنتِ أولى بالجرشين اللي عيجولِك.

سكتت قمر بعض الوقت و هي تفكر كيف تقضي د اليوم الأجازة في ضيقٍ طوال اليوم بسبب مشاكل عبير و سخافاتها التي لا تنتهي، فتكون هذه أفضل فرصة للفرار منها و في النهاية فالإنسان لا يتعبه كثرة العمل بل كثرة الهم و الغم هي التي تكاد تقضي عليه.

فأومأت برأسها أن نعم قائلة: ماشي يا حاجة، تحت أمرك.

فأجابت المرأة: منصور يعرِف البيت اتفجي معاه وهو يوصِلِك لعندي.

فأومأت برأسها أن نعم مجددًا قائلة: تمام يا ست الحاجة….

…………….

الفصل الخامس عشر

جاء يوم الأحد وخرجت قمر في الصباح، انتظرها منصور كما اتفق معها ومع السيدة الطيبة ليقوم بتوصيلها إلى بيتها.

وبالفعل في حدود الثامنة صباحًا كانت قمر مع منصور تقف على باب البيت تدق الباب،  وبعد فترة فتحت المرأة باب المندرة الخارجية وارتسمت ابتسامة طيبة على وجهها.

دلف منصور و معه قمر وجلسا على أحد الأرائك و جلست أمامهما المرأة الطيبة وقد أشعلت (سبرتاية) و وضعت عليها براد الشاي، فقالت مرحبة و هي تضع الأكواب الزجاجية الصغيرة و تضع الشاي و السكر بداخل البراد: يا مُرحب يا مُرحب، نوِرتونا والله!

فأجاب منصور: النور نورك يا حاجة.

فصبت الشاي و قدّمته لهما وابتسمت ناحية قمر قائلة: مش عايزاكي تخافي يا بنيتي، أنا بخاف ربنا وعمري ما عأزيكي ولا عحمّلك فوج طاجتك.

فأجابت عليها قمر و هي تنزع طرف حجابها من على وجهها لتشرب الشاي: تعيشي يا حاجة، سيماهم على وجوهم و حضرتك يعني ما بينش عليكِ إنك مفترية لا سمح الله!

لكن المرأة كانت تتطلع لوجه قمر بتمعّن تتفحّص إياه بإعجابٍ شديد قد رُسم على وجهها، فأردفت: تبارك الله ما شاء الله! الله أكبر، جمر و إنتِ جمر صُح.

فالتفت منصور جانبه فجأة و وجم محملقًا فيها؛ هي فعلًا رائعة الجمال ، ربما قد تقيّح لونها وشحب عندما كانت تعاني لكن هي الآن أفضل بكثير من ذي قبل.

شعرت قمر بكل العيون تتفحصها فوضعت كوب الشاي حيث ارتبكت واصطُبغت بحمرة الخجل، انتبهت المرأة لمنصور فصاحت فيه: يلا يا منصور هِمّ إنت على دكانتك و كيف ما وعيتك أول ما جمر تخلص عتصل بيك تاجي تروِحها.

فنهض الرجل واقفًا وشكر المرأة ثم انصرف، وبعد انصرافه تأففت المرأة تنظر مكان إنصرافه: بُريه م الرجالة و عنيها، الواحَد منيهم يلمح واحدة بس تنّه يبحلج فيها، يا ستار! زين إنك مخبية وشك ف السوج كان اللي رايح واللي جاي ما خلصتيش منيهم والله!

فوضعت قمر كوب الشاي بخجل و قالت: ربنا يسترها عليّ! ربي عارف إني غلبانة والله!

ثم قالت: طلباتك يا ست الحاجة!

فقالت المرأة بحب: جوليلي يامّي نرجس أو ياام شَريف.

فقالت قمر: حاضر يا ست الحاجة.

فنظرت إليها نرجس فقالت بابتسامة أضاءت وجهها: معلهش أصلي لساتني ماوخداش عل كلمة دي، هه أعملك إيه!

فأجابت نرجس: شوفي يا بنيتي، كيف ماانتِ واعية إني ست كَبيرة و بطولي وعشان أعمل حاجة ف البيت، يا مري! بتطلع روحي، مش هكتِّر عليكِ وكل سبوع تخلصي شوية.

فأجابت: عيني ليكِ والله!
لكن حضرتك ما تواخدنيش يعني شكلك مش ست كبيرة ولا حاجة، ده بتهيألي أمي كانت أكبر من حضرتك.

_ إتجوزت صغيرة جوي.

_ معلوم طبعًا، لزمن تتجوزي صغيرة، بس يعني ما خلفتيش ولا بنت، ولا بناتك متجوزين في بلد تانية!

_ لا لا أنا ماحلتيش غير شَريف ولدي حبيب جلبي، إحنا أصلنا م البداري.

_ باين والله من غير ما تجولي! ماهو معروف إن بنات البداري جمرات.

فضحكت نرجس ثم تابعت: لو عل جمر يبجى اللي جاعدة جصادي دي.

ثم أكملت: المهم إتجوزت واد عمي، خلفت عيال كَتير لكن اللي نزل سجاطة واللي مات صغيِر، و ما طلعتش غير بشَريف ولدي، إتخرج إسم الله عليه و خطبنا له بت عمه ويوم الدخلة أبوها جاعد جارها ومعاه سلاحه عشان أول ما يدخلوا يطخ عيارين، كنّه كان فاتح السلاح خرجت منيه طلجة رشجت ف بته، بس، و الجوازة جلبت جنازة ومن ياميها و طلعوا سيط على ولدي إنه نحس و جدمه شوم، الله يلعنهم! و كل ما يتجدم لواحدة يرفضوه، طج م البلد كلاتها، وأول ماجاله التعيين إهني في مدرسة في باجور أبوه الله يرحمه جاب البيت دي و جال مُصلحة و ننجل كلاتنا معاه، وبعد ما جينا مفيش حاجة إتوفى الله يرحمه وجابل رب كريم، طبعًا العلاجات تجريبًا مفيش غير بس ولدي بيزورهم من وجت للتاني عزا، فرح، يعني مواجب إكده، يجولي يامّي صلة الرحم فبسيبه…

تنهدت قليلًا ثم سألتها: وإنتِ يا بتي حكايتك إيه!

سكتت قليلًا ثم قالت: أنا دلجيتي تميت العشرين سنة، لحد من سنتين بس كانت أحلامي كبيرة و سجف طموحي مالوش آخر، كان نفسي أكمل علامي و أتخرج و ابجى حاجة عليها الجيمة، أبوي الله يرحمه كان مشجعني و فرحان بي، و يجولي عسيبك تتعلمي لحد ما تجولي كفايا علام، لكن جه فجأة و إتوفى الله يرحمه ما لناش في نفسنا حاجة، بعديها على طول جالي عريس أخوي جعدني م المدرسة و جوَزني…

وشردت في ذكرياتها القاسية معه عندما كان يضاجعها بمنتهى الوحشية و الحيوانية، ثم صرفت تلك الذكريات وتابعت كلامها: كانوا ناس ما يعرِفوش ربنا، إن كان هو ولا أمه ولا خواته البنات، أعوذ بالله، أمه كانت بخيلة ما تحلش كيسها واصل، حتى كانت تعد الأكل والخبزة كام رَغيف، خدت دهباتي و فلوسي اللي أمي كانت بتشيعهالي عشان أجيب اللي نفسي فيه، جبت بت، طبعًا كانوا عيعلجولي المشانج كني انا اللي عملت إكده! أستغفر الله العظيم! جت البت سخنت وفضلت أتحايل عل ولية البت جايدة نار وعايزة أوديها تكشف، ما رضيتش واصل لحد ما البت فطست، جيت طلعت حبلى كانوا عايزين يسجطوني لو كانت بت، لكن طلع واد و جبل معادي الدَكتور جال إني ماعينفعش أولد طبيعي، لكن طبعًا الولية ما رضيتش و ركبت راسها إني أولد في البيت، فالعيل انحشر ومات، وخلَت ولدها يرمي عليّ اليمين ماانا بومة و نحس وما عيعشليش عيال و سبوني ف المِشتِشفى بالهدمة اللي علي، لولا جارة طيبة و الدَكتور الله يستر عليه والله ما كنت اعرِف عتصرف كيف! يوم ما روحت البلد لامي لاجيتها راجدة و خرج السر الإلهي ف ياميها، في رمضان اللي عدى دي، وبعدها خوي سافر وجلبت عليّ مرته اللي هي بت عمي وجال إيه ماعايزانيش ف بيت أبوي عايزة تاخد البيت وحديها هي وعيالها، روحت لبيت اعمامي طلِّعوا عليّ سيط إني عخطف رجالتهم …

فتنهدت وقالت: وجه عمي الشيخ مجاهد هو اللي دلني ع الشغلانة دي و أنا لسه جاعدة ف بيت أبوي لكن عازلين وكل واحدة منينا ف حالها لحد ما خوي يعاود من سفره.

كانت نرجس تستمع لها بتأثر شديد، ثم تنهدت وقالت: معلهش يا بتي، ربنا يعوض عليكِ بالخير!

فرسمت ابتسامة على وجهها رغمًا عنها وقالت: الحمد لله على كل حال، نجوم نشوف اللي ورانا عشان الحج!

فنهضت نرجس وهي تشير لها ناحية السلم الداخلي: يلا يا بتي!

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان