رواية ” المعجبة المهووسة ” الفصول التاسع عشر والعشرين الأخير للأديبة نهال عبد الواحد

الفصل التاسع عشر

 

صكها جلال صكة على وجهها وجمت من أثرها للحظاتٍ مصدومة ثم جمعت أشياءها وانطلقت مسرعة.

بينما وقف جلال يستوعب ما فعله ناظرًا ليده ثم لأخيه.

فسأله ياسين مستنكرًا: لماذا؟!

فقال بصوتٍ نادم: هل تركتني هكذا؟

فردت نهى بانفعال: بالطبع يجب أن تتركك! ماذا كنت تتصور؟!

فصاح جلال فيها: لا! لا تقدر على تركي! لا يمكن! غير معقول! ماذا تقولين؟!

فهمت نهى بالرد عليه فتدخل ياسين وقال: نهى! إذهبي أنتِ الآن، نوني غاليتي إصنعي دورق من عصير الليمون يا قلبي.

ثم ألقى إليها بقبلةٍ في الهواء فانصرفت غاضبة، فربت ياسين على كتف أخيه وأمسك بذراعه برفق وسار معه وجلسا وكان يرتعش ثم أعطى له ياسين كوبًا من الماء.

فسأله ياسين: أفضل الآن!

فأومأ جلال برأسه بأن نعم، فأكمل ياسين: ماذا حدث؟ أليست الأمور قد صارت على ما يرام؟!

– مها تعرف شابًّا غيري، بل وتقابله أمامي وفي نفس الوقت والمكان.

– إهدأ جلال! هذا كلام غير معقول! ولِمَ لم تسألها ليطمئن قلبك؟!

– عندما سألتها انظر كيف ردت عليّ!

-لهجة الكلام تغير معناه، أنت لم تكن تسأل بل كنت تتهم، وذلك لا يمكن تحمله ولا تقبله إطلاقًا، كان عليك سؤالها بهدوء والاستماع إليها، لكن تتهمها وتهينها ثم تمد يدك عليها هكذا! غير مقبول!

فمسح بيده خصل شعره بقوة كأنه سيقتلعها من جذورها ثم قال: لقد أرهقتني نفسي كثيرًا، تعبت! مللت! لكنها لم تتركني أليس كذلك؟ ستظل تحبني وستسامحني؟

– جلال! هذه الطريقة لا تصلح مع أي أنثى على الإطلاق، إن كنتما لازلتما بلا قيود وعلاقتكما هكذا فماذا ستكون بعد زواج ومسئولية وأبناء وأشياء كثيرة؟ الزوجة هي التي تحمل على عاتقها كل شيء وربما لا نستطيع نحن الأزواج المساعدة بشكل فعلي لأي سبب، لكن يمكن التخفيف عنها بكلمة حلوة، بمسحة على رأسها، تربت عليها برقة، تضمها إليك بحنان ستصبح كالخاتم في إصبعك ولن ترد لك كلمة ليس لأنها تخاف منك، لا، بل لأنها تخاف أن تغضب منها، ماذا لوقلت يومًا ما أجملك! أقسم لك سترى أحلى ابتسامة وأجمل دلال، كفاك أن تأخذ الأمور هكذا! وها هو الليمون قد وصل.

فوضعته نهى وجلست بتضجر فابتسم إليها ياسين وقبّل يدها وقال: تسلم يديكي حبيبتي.

فسألته نهى بغضب: هل عرفت ماذا حدث؟

أجاب ياسين: هناك شاب ما قد جاء وقابل مها بالخارج، ترى من يكون؟

أجابت نهى: طويل وعريض بفعل ممارسة الرياضة وقمحي البشرة وشعره قصير و…..

قاطعها ياسين بغيرة: ما كل هذا؟! وتنوي أن تكملي؟!

قالت نهى: لحظة واحدة.
ثم فتحت هاتفها وظلت تبحث فيه بعض الوقت ثم أعطته لجلال قائلة: أليس هو؟

أومأ جلال: بلى، ومن يكون؟!

– هو مازن أخوها.

– أخوها! لا لا! هناك عناق ودلال و……

– أجل هو مازن.

– لا والله! وماذا أيضًا؟!

– أنا ومها ورضوى كنا صديقات في المدرسة ومن الطبيعي أن أعرف مازن لأنه الأخ الوحيد لصديقتي وكثيرًا ما تولى أمر توصيلنا من الدروس أو من أي مكان، لكن كان واضحًا منذ زمن ما بينه وبين رضوى.

فأومأ ياسين برأسه متفهمًا، فاستطردت نهى: مازن ومها ليس مجرد أخوين بل صديقين لأبعد درجة تتوقعانها، دائمًا يحتويها ويفهمها بالضبط وهو سرها ولا تخفي عنه أي شيء مهما كان، عندما أحبت صاحب صوت الدوبلاج كانت تحكي أمامه بحرية وتلقائية رغم أنه كان شيء لا يُصدق ولم يتوقع أحد أن تتقابلا، هل تعلم يوم رحلة دهب عندما اتصلت بها أنهت معي مسرعة لأنها معك بينما كانت على اتصال معه من حينٍ لآخر بل وأرسلت له صوركما معًا؟!
الأغرب والشيء الغير متوقع على الإطلاق أنه الوحيد من أخبرته عن أزمتها تلك ولولا أني قد رأيت المحادثة بأم عيني ماصدقت.
حتى أنه من نصحها بالذهاب لطبيبة لكنها ذهبت وحدها دون أن تخبر أحد، كان ينوي لك على أمر….. إن صح ظنها السيء بك.
هل تتصورون لأي مدى هذه العلاقة؟ أتمنى أن يكون بين أبناءي نفس تلك العلاقة ، هي غير علاقة الأخوة العادية تمامًا.
مها لم تُعجب بأي شاب على الإطلاق ولم تتأثر بأي كلام مهما كان معسولًا، ذلك لأن لديها حضن حنون محتويها دائمًا فلم تشعر بأي نقص من تلك الناحية، لذلك على من يدخل حياتها أن تكون له نفس الكاريزما، أن يعرف كيف يفهمها وكيف يحتويها! وإلا فلن تستمر هذه العلاقة، كما أن لا شيء بالغصب والإكراه خاصةً مع شخصية عنيدة مثل مها.

كان جلال يستمع لكلامها بهدوء ودون أي رد.

عاد مازن إلى البيت في المساء وكانت أمه تجلس تشاهد التلفاز، وبعد أن جلس قالت: لقد تأخرت كثيرًا.

أجابها بإرهاق: إنها تجهيزات الشقة يا أمي، فما أن انتهى الكهربائي حتى اتصل من يركّب المطبخ، آه …هلكت!

– ربنا يتمم كل الأمور على خير حال وتعيش سعيدًا وأفرح بحمل أبناءك، وكم أود أن أفرح بمها وبحمل أبناءها أيضًا!

– أين هي الآن صحيح؟

أجاب فاتن بتنهيدة: في حجرتها، تبدو غاضبة ولم تتحدث إليّ بكلمة.

أومأ مازن وقد زمّ شفتيه: حسنًا، سأدخل إليها.

– سأجهز العشاء.

– لا، سأتحدث معها وأذهب للنوم، شكرًا لك.

وطرق الباب ودخل إلى مها، ثم اقترب منها وسألها: كيف حالك قمري؟

زفرت مها وأجابت على مضض: أخيرًا قد وصلت!

– كأنك كنتِ تبكين!
فتأففت دون رد.

فتابع زافرًا: خلاف جديد!
فهزت برأسها أن نعم ثم قالت: ما أن رآني أسلم عليك حتى جن جنونه بدلًا أن يجئ ليتعرف بك!

– وبالطبع لم تعطيه الرد المناسب!

– لم تعجبني طريقته.

– مها! إنصتي إليّ جيدًا! نحن معشر الشباب إذا رأينا من يهمنا أمرها تحدث أحدًا يجن جنوننا وعليكم معشر البنات الرد وبذكاء.

– هذا إذا كان هناك سؤال وليس اتهام.

– عليكِ أن تفهميه وتعرفي طباعه جيدًا وكيفية التعامل معه، خاصةً جلال.

– ولماذا؟! كأنك تعرفه!

– هل أنتِ حمقاء؟ أليس عليّ معرفة كل كبيرة وصغيرة عنه؟ أم تريني قد أخذت بوصف كامل الأوصاف هذا؟! جلال لم يكن له أي صاحب وكل علاقاته عابرة، ولم يثق بأي شخص من قبل، ياسين الوحيد الذي نجح في التعامل معه لأنه أخوه وأراد احتواءه فمؤكد أنه قد بحث عن الطريقة المثلى للتعامل معه أو ربما لجأ لمتخصص، وهذا ما ينبغي عليكِ فعله بالضبط.

– لكنه شخص مستفذ.

م- من يحب شخص فليحب مميزاته وعيوبه معًا… ما هذا؟

سألها مشيرًا إلى دفتر السيناريو، فأجابت: هذا سيناريو لدوبلاج مسلسل، قد أعطاه جلال إليّ لأسجله معه وسنبدأ من الغد، أم لك رأي آخر؟

– جميل! لكن إياكِ أن تأتي إليّ يومًا وتطلبي أن تمثلي أمام الكاميرات مثلًا.
فضحكت فقال: طاب مساءك حبيبتي.

ونهض واقفًا وانخني لأخته ورفع خصلة شعرها ليقبلها قبل أن يخرج فلمح هذا الإحمرار فضيق عينه ونظر إليها ثم جلس مجددًا.

فسألها بجدية: ما هذا؟

أجابت بارتباكٍ وتردد: إنه… إنه….

– هذه لطمة! هل قام بضربك؟!
فأومأت برأسها وعيناها تدمع مجددًا.

فجز مازن على أسنانه بغضب ونبس: ياله من….. وتغطين على فعلته! بأي صفة؟ كيف يمد يده عليكِ؟ ماذا سيفعل إذن إن صرتِ زوجته؟!

– لقد كنت منذ قليل تتكلم في حقه و….

– هذا غير تلك، إن غار عليكِ وتخاصمتا شيء أما ضربك شيء آخر، عليكِ أن تفهمي جيدًا! هناك أخطاء تتصل بالطباع لا تتغير خاصةً من يعتاد الإهانة باليد أو اللسان، أنتِ تهميني وأنا أخاف عليكِ ولا أريدك أن تصيري تعيسة.

فقالت بصوت باكٍ: وماذا أفعل؟
وأخفضت بصرها وأكملت بكاءها فنظر نحوها قليلًا ثم ضمها إليه وربت عليها برقة.

ثم قال: ستذهبين وتسجلي ذلك الدوبلاج، لكن لا صلة ولا حديث بينكما إطلاقًا مهما بادر هو ومهما فعل.

– لكن……

– هذا شرطي، لا تعامل شخصي نهائيًا إن كان هناك مشهد مشترك بينكما فستضطرين، لكن غير ذلك غير مسموح على الإطلاق، لا كلام لا لقاءات، وإن اتصل هاتفيًا لا تردي وإن أرسل رسالة لا تفتحيها، إعتبريه طلب أو أمر كما تشائين لكنه هو ما سيصير!

– إلى متى؟

– لأجل غير مسمى، ستكوني أمامه ولا يقوى حتى على الحديث معك، عليه أن يفهم أن ثمن هذه اللطمة غالٍ جدًا.

– وماذا إن ملّ؟!

– إذن فأنتِ الرابحة، وجع ساعة خير من وجع العمر بأكمله.

فسكتت فأكمل: حبيبتي! أنت غالية عليّ ولن أضحى بكِ حتى لو تقبلين ذلك.

– وماذا عن نهى؟!

– نهى صديقتك وأختي الصغيرة، يمكنك أن تدعييها على حفل زفافي هي وزوجها، ويمكنها زيارتك لكن لا لقاءات خارجية ولا زيارات لبيتها وبالطبع لا عودة للعمل في تلك الشركة، إتفقنا!

فهزت برأسها أن نعم فقبّلها في جبهتها وانصرف.

 

(الأخير)

تركها مازن بعد أن أخذ منها ذلك الميثاق أن لا حديث، تعامل أو لقاء ولا أي شيء وقد اقتنعت بوجهة نظره رغم صراع قلبها معها وخوفها من أن يمل ويبتعد.

بالفعل كانت تذهب إلى مكان التصوير وتتجاهله تمامًا ولا تلتفت إليه وإن استدعت الظروف مواجهته في أحد المشاهد التي يسجل حوارها فتضطر للقيام بها لكن بمجرد انتهاء التسجيل تعود كما لو كانت لم تراه يومًا.

بالطبع ذلك كان يؤلمها من داخلها فإلى متى ستظل صامدة هكذا وهو حبها الوحيد خاصةً عندما ترى حالته كيف أصبحت، لكنها ظلت محافظة على وعدها لأخيها وهي تتمنى من داخلها أن يظل متحملًا ولا يمل فينتهي كل ذلك العشق مثل حالات كثيرة تعشق لكن لا تستمر حكايتها مثلما بدأت، وكأنها لا تجري خلف الحب بل نحو مزيد من الألم والفراق.

أما هو فذلك التجاهل كان يشعله غضبًا لكن سرعان ما يهدأ حاله ولا يمل حتى لا تضيع منه للأبد، فرغم طول الخصام إلا أنه لازال لديه أمل في العودة ورغم كل ما يلاقيه كأن روحه تنتزع منه ويضرب قلبه رياح الخصام القوية، كلما تذكر كم أحبها وعشقها لكن الطرق تتفرق بينهما ولا يستطيع السيطرة على زمام الأمور، وكأن ذلك الخصام قد ذهب بهم إلى طريقٍ مسدود لا مُضي ولا رجعة، وصار قلبه كالشمعة يحترق حينًا و ينطفئ حينًا أخرى، يبدو أنه قدر العشاق ألّا يعيشوا دون لحظات مؤلمة، يا ترى هل لعشقهم نفس النهاية الحزينة مثل كثير من العشاق روميو وجوليت، قيس وليلى ألا يمكن لتلك النهايات أن تتغير ولو مرة؟! خاصةً لو كان عشق جارف كهذا.

يبدو أن اثنانتهما يجريان نحو تجرع الألم ومزيد من الأوجاع، لكن ترى لمتى؟! ألا يوجد حب بلا وجع؟!

ومرت شهور على ذلك حتى صارا لا يفهما أنفسهما هل لازالا يعيشان؟ وكيف لازالا يعيشان في دائرة ذلك الخصام؟!

وذات يوم إذ كان مازن في بيته فجاءه ياسين وجلال زائرَين فرحّب بهما وقدّم لهما مشروب.

قال مازن: رغم عدم وجود زوجتي إلا أني أجيد التصرف، تفضلا!

فأخذ كلا منها كوبًا ثم قال ياسين: لقد طلبنا منك ذلك الموعد لنتحدث بشأن أمر جلال ومها.

صاح مازن بلامبالاة: أمر من؟! هو كاد أن يكون أمر لكن لم يحدث أي شيء فكل شيء توقف وانتهى.

فسأله جلال: لماذا؟! منذ أشهر وأنا أحاول التواصل معها بشتى الطرق لكن بلا فائدة.

ابتسم مازن وأجاب بفخر: لأن أختي نشأت أن تطيع أوامر الرجال، فأنا أكون مسافرًا وفي عرض البحر وكلامي يُنفذ هنا على أمي وأختي قبل زوجتي.

قال ياسين محاولًا تهدئة الأوضاع: يبدو أن هناك سوء فهم!

تابع جلال: أعلم أني مخطيء، لكن أقسم لك أني تغيرت وتعلمت ذلك الدرس القاسي! أرجوك لقد نفذ تحملي ونفذت طاقتي، صدقني لن يحبها أحد بهذا القدر ولا طاقة لي بأي بُعد أو ترك.

أومأ مازن: وماذا عن الصك على الوجه؟! ترى لو كان لك أخت وصكها زوجها ماذا كنت ستفعل؟

أجاب جلال: كنت سأنسفه.

– إذن أنت من أصدرت الحكم.

– أقسم لك أني لن أكررها مطلقًا! أرجوك!

– حسنًا! سأسألها إذا كانت قد سامحتك وتستطيع العيش معك أم لها رأي آخر؟

وذات يوم إذ كانت مها في آخر تسجيل لها لذلك المسلسل وكان لقاءها أمام جلال، كم أنهكها ذلك الهجر والخصام!

وما أن نظرت للكلام المكتوب حتى وجمت وكأنما تقرأه للمرة الأولى، فالموقف والحوار مفصّلًا عليهما تمامًا.

تحدث جلال: إلى متى هذا البعاد؟ لقد طال خصامنا.

فلم ترد، فأكمل: سامحيني! إنها الغيرة، أليس الحب غيرة؟! فلا حب بلا غيرة، كيف لا أغار عليكِ؟! ليس فقط من أحدهم فحسب، بل من الهواء إذا مر عليكِ، من النسيم إذا تراقص بخصلات شعرك، حتى من قهوتك التي ترتشفيها بشفتيكي.

– لقد أهنتني واتهمتني.

– كنتُ مخطئًا وقد نلت من العقاب ما أستحق وكفى، أرجوكِ كفاكِ عقاب! متى ينتهي ذلك العقاب الطويل والخصام المميت؟ ألم ينهك الخصام قلبك؟! ألم يحرق البعاد روحك؟! فلنبدأ بدايةً جديدة، صفحة جديدة نكتبها معًا.

– ماذا تقصد؟
وفجأة أخرج جلال من جيبه علبة صغيرة فتحها فإذا بها خاتم رائع فوجمت مها تود أن تستوعب الموقف وتعود لتنظر في الورق لا تدري إن كانت في تسجيل المقطع أم على أرض الواقع.

لكن جلال لم يترك لها أي فرصة فمد يده وأمسك يدها وألبس لها الخاتم ثم قال بعشق: لقد تقدمت لأهلك خاطبًا لك.

فأومأت بعينيها متسائلة إن كان هذا حقيقة، فابتسم لها وأومأ بابتسامة عريضة تعرفها.

فسألها: هلا طمأنتي قلبي وأرحتيه؟ هل تقبليني زوجًا لكِ؟ بل خادمًا مطيعًا، لا! بل جنيّ لمصباحٍ هو ملكك.

فلمعت عيناها بسعادة لكن لم تستطيع أن تنطق فاقترب منها ونظر في عينيها ويومئ لها متسائلًا أن ما رأيك! لكنها لازالت واجمة لا تستوعب الأمر تحدق إليه فقط.

لكن بعد لحظات وعلى فجأة تعلّقت برقبته فحملها معانقًا ليرفعها إلى مستوى طوله ثم همس إليها: هل قلت لكِ يومًا أني أحبك؟

فهزت برأسها أن لا.
فأنزلها أرضًا وقال بهيام وهو يسند رأسه على رأسها ناظرًا في عينيها: أحبك، بل أعشقك، لا! بل أتنفسك.

وفجأة تصفيق من فريق العمل وصفير من الجميع مهنئين.

وبعد ذلك اليوم بأشهر…
حفل زفاف في حديقة في الهواء الطلق وكانت مها تمشي بفستان الزفاف رائعة الجمال أمام طاولات البوفيه وتتناول بعض من أصناف الأطعمة الموجودة، فأتى جلال من خلفها معانقًا لها يلصق ظهرها بصدره.

سألها: ماذا تفعلي؟! هل رأيتِ يومًا عروس تترك زفافها وتتسلل وحدها لتأكل؟!

– وهل لأنها عروس تموت جوعًا؟! خذ هذه طيبة المذاق.
ودفعت بشيء ما في فمه فضحكا ثم ابتلع ما في فمه قائلًا: ألم يأن لكِ أن تعقلي قليلًا؟!

صاحت مها بدهشة وصدمة مصطنعة: ماذا؟! هل تعتقد يومًا لو كنت عاقلة كنت أحببتني وعشقتني؟! إن العاقلات كثيرات بينما هذا الجنون عملة نادرة.

فضحكا ثم قال: أتسمحي لي سيدتي أن أرقص معك الرقصة القادمة؟

فهزت برأسها موافقة ولازالت تأكل فقال: لقد جمعت لك كل الأفلام الكارتونية التي تحبينها بدلًا من التي حطمتيها.

فأهدرت بسعادة: إذن سأشاهد أحدهم بمجرد عودتي للمنزل.

– وأنا سأقول بتحطيمهم بمجرد عودتي لللمنزل.

فضحكت بشدة ثم قالت: أتذكر منامتك السوداء؟

– بلى، وقد أخذتيها واستوليتي عليها للأبد.

– إطمأن لقد أحضرتها في أشيائي، كم هي مريحة!

– لديّ فكرة أفضل.

– ماذا؟

– لأنك عروس جديد سأعطيكِ إحدى مناماتي الجديدة.

فهزت برأسها أن موافقة ولازالت تأكل فحملها على فجأة وقال بدعابة: كفاكِ!

فدفعت له بشيء ما في فمه وهي تأكل فنظرا لبعضهما البعض وضحكا بشدة.

ثم قالت: لأين؟

– لنكمل هذا الحفل الذي لا يود الانتهاء، ثم إلى بيتنا.

– بيت حبيبي!

– بيت حبيبي.

تمت🌷

شكرًا لحسن متابعتكم،
أتمنى السعادة لقلوبكم جميعًا،❤❤❤
في انتظار تعليقاتكم ورأيكم،
تحياتي ،

 

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان