رسالة السيد ” الوزير سامح شكري ” في يوم الدبلوماسية المصرية
متابعة أميرة إبراهيم /
أنه لمن دواعي الاعتزاز أن أشارك أسرة الدبلوماسية المصرية الاحتفال بيوم الدبلوماسية المصرية لهذا العام… شعور بالفخر لانتمائي لهذه المؤسسة العريقة … التي تمتلك رصيداً كبيراً من الانجازات … والمشهود لها بالكفاءة والتميز ليس فقط على المستوى الوطني وإنما أيضاً على المستويين الإقليمي والدولي.
عامُ جديد للدبلوماسية المصرية في عالم يمر بمتغيرات متلاحقة … متغيرات تشكل المشهد السياسي العالمي والإقليمي… وتعظم من الآمال المعقودة على الدبلوماسية المصرية بمختلف أجيالها وثراء خبراتها من أجل تلبية تطلعات هذا الشعب العظيم لارتقاء بلاده إلى مكانتها في قلب العالم … وإذ نحتفل بيوم الدبلوماسية المصرية … فإننا نستلهم روح العزيمة والإصرار من التضحيات التي قدمها أعضاء وزارة الخارجية المصرية عبر تاريخها العريق في الذود والدفاع عن مقدرات ومصالح الوطن الغالي.
أن موقع مصر الجيواستراتيجي … وارتباط أمنها القومي بالعديد من الدوائر الخارجية … يضيف بعداً مهماً لسياسة مصر الخارجية ويمنحها هامشاً واسعاً من الحركة للانخراط فى صياغة الأجندة العالمية … والمشاركة الحقيقية والفعالة في معالجة الأزمات الدولية، والدفاع عن مصالحها الإستراتيجية … وإحداث التوازن والتنوع الضروريين في علاقات مصر الخارجية.
لقد كثفت وزارة الخارجية من جهودها من أجل تحصين ودعم ثورتي الخامس والعشرون من يناير والثلاثين من يونيو … ونقل صورتهما الحقيقية للعالم الخارجي وتبني مبادئهما … والعمل على استعادة مصر لموقعها العربي والأفريقي والمتوسطي وتنشيط دورها إقليمياً ودولياً … والتعامل مع القضايا العاجلة المرتبطة بالأمن القومي المصري … فضلاً عن وضع الأرضية الشاملة والأسس الملائمة للسياسة الخارجية المصرية في المرحلة الراهنة … وقد جاء نشاط الدبلوماسية المصرية على مدار الأعوام الثلاث الماضية، معبراً وبوضوح عن رؤية مصرية خالصة ترتكن إلى قاعدة راسخة من المبادئ المستمدة من تاريخنا وحضارتنا الممتدة بتنوعها … تعلي من قيمة العدالة والاحترام المتبادل في صياغة علاقاتنا بالآخرين … وتؤكد على تبني مصر لسياسة نشطة ومبادرة تستند إلى اعتماد مفهوم الشراكات الإستراتيجية – إقليمياً ودولياً – كمحاور ارتكاز لتحقيق مصالح مصر … والتأكيد على مكانتها الإقليمية في التفاعلات العميقة الجارية في ساحات الجوار الإستراتيجـي غيـر المباشـر في حوض النيل … والقرن الأفريقي والساحل والصحراء … والمشرق والخليج العربي … فضلاً عن إعادة التوازن للعلاقات المصرية مع القوى الكبرى والصاعدة بما يسمح بإقامة علاقات مستقرة معها … قائمة على الاحترام والمصالح المتبادلة … واحترام مفهوم السيادة الوطنية والحفاظ على بنية الدولة الوطنية ومؤسساتها.
لقد أصبحت المعادلة الدولية أكثر تعقيداً … وحماية المصالح الوطنية لم تعد تقتصر على السبل الدبلوماسية التقليدية… فالبيئة الدولية الجديدة أصبحت تفرض على الدبلوماسي أن يكون متعدد المواهب والقدرات بما يمكنه من التواصل مع مختلف الأطراف في إطار من المؤسسية والمهنية … ولاشك أن عزيمة وإصرار أبناء مؤسسة الدبلوماسية المصرية … ووضوح أهداف ورؤى ومنطلقات السياسة الخارجية، يمثلون معاً صمام أمان يستطيع شعب مصر أن يركن إليه … وأنني لعلى ثقة تامة بأنكم تدركون حجم المسئولية الملقاة علي عاتقكم … وأوصيكم جميعاً بالتسلح بالمعرفة والاستزادة من التمكن من أدوات العصر والمزيد من بذل الجهد لخدمة المواطنين المصريين في الخارج … فكل التحية والتقدير لأعضاء الأسرة الدبلوماسية المصرية … وكل عام وأنتم أكثر عطاء لوطننا الغالي … مصر.
—
التعليقات مغلقة الان