«دراسات الإسلام السياسي»: «داعش» يدعوا أعضاء «الإخوان» لترك السلمية والانضمام لعناصره في سيناء

كتب- محمود الجندي

قال الكاتب الصحفي مصطفى حمزة، مدير مركز دراسات الإسلام السياسي، إن تنظيم الدولة الإسلامية المزعومة في العراق والشام «داعش» يدعوا عناصر جماعة الإخوان المسلمين داخل مصر للانضمام إلى عناصره التكفيرية في سيناء، ومحاربة قوات الجيش والشرطة الباسلة واستهدافهم.

وأشار في تقرير أصدره المركز اليوم الأحد حول مقطع مصور بثه التنظيم عبر مواقعه المختلفة بعنوان «مواطئ الفاتحين»، وهو منسوب إلى ما يسمى بـ«إمارة الرقة» في سوريا إلى أن التنظيم يسعى لاستقطاب عناصر الإخوان الناقمين على النظام السياسي في مصر، وتجنيدهم عن بعد، ودعوتهم للقيام بعمليات فردية ضمن استراتيجية الذئاب المنفردة التي يعتمدها التنظيم منذ ظهوره.

وأوضح حمزة أن هناك حبلًا سريًا يربط التنظيم الإرهابي بجماعة الإخوان، التي تعتبر نفسها الجماعة الأم لجميع التيارات الإسلامية في العالم، مؤكدًا أن سيد قطب يعتبر الأب الروحي للتنظيم، ويصفونه في أدبياتهم بالإمام الشهيد، ويعد كتابه (معالم في الطريق) أحد أهم أدبياتهم في تكفير المجتمعات المعاصرة (حكامًا ومحكومين).

ونبه إلى أن «أبو بكر الناجي» في كتاب «إدارة التوحش» أوضح تأييده للمنهج النظري للجماعة، واعتبره مشروعًا جهاديًا، إلا أنه اعترض على ممارساتهم الواقعية، التي وصفها بـ«المشروع البدعي»، ما يؤكد اتفاقه معهم في الفكر واختلافه في التطبيق والممارسة.

واستدل الباحث في جماعات الإسلام السياسي على ذلك بتصريحات بعض عناصر التنظيم التي ظهرت في المقطع المصور، مثل أبو أسامة المصري، الذي وجه رسالة إلى عناصر الجماعة قائلًا: «السلمية لن تنفعكم وليست من دين الله في شيء .. السلمية لا تزيد الحالة إلا سوءًا وعذابًا»، مضيفًا: «لقد جربتم طريق الديمقراطية ورأيتم ما جرته عليكم من وبال، وجربتم الإخوانجي والعلماني، وعاينتم فشلهم».

ووصف الداعين للمشاركة في العملية السياسية من الدعاة المصريين كمحمد حسان والحويني والعدوي بالمرتدين المجاملين للكفار المؤيدين للوصول للحكم بالديمقراطية الكافرة، وأضاف إليهم محمد سعيد رسلان، واصفًا إياه معهم بأنهم علماء للسلاطين، وذلك ليقطع الطريق على «ذئابه المنفردة» من أن يستفتوا هؤلاء المشايخ في الانضمام للتنظيم الإرهابي أو القيام بعمليات ضد الجنود الأبرياء.

وأوضح حمزة أن هناك عناصر داخل مصر بايعت تنظيم «داعش» وعناصر أخرى تحمل فكره دون مبايعة، لا سيما بعد سقوط حكم جماعة الإخوان في مصر، إلا أنهم لم يمارسوا العنف العملي على الأرض حتى الآن لأسباب مختلفة يضيق المجال لذكرها، وهؤلاء من يصفهم «أبو أسامة» بالذين بايعوا الخلافة سرًا، ولا يعرفون طريقًا للوصول إلى «إخوانهم المجاهدين»!.

ولفت مدير مركز دراسات الإسلام السياسي إلى أن خطورة هذه العناصر تكمن في جاهزيتها لارتكاب جرائم العنف إذا ما توافرت لهم أساليب متاحة، ووقت مناسب، وفرصة سانحة، ولذلك دعاهم «أبو همام المهاجر»، أحد عناصر التنظيم، إلى دعم عناصر «داعش» في سيناء بالمال، وفي حال عدم الاستطاعة فعليهم بمقاتلة جنود الجيش والشرطة ولو باستخدام السكاكين، على اعتبار أن هذا من الجهاد المزعوم الذي يرفعون رايته.

وأشار حمزة إلى أن ظهور مقطع الفيديو في هذا التوقيت الذي يتلقى فيها التنظيم ضربات قاصمة على يد القوات المسلحة في سيناء له دلالة هامة حيث أظهر عجز «داعش» وضعفها في سيناء بعد الضربات المتلاحقة التي وجهها لهم الجيش المصري، مما دفع التنظيم إلى طلب مزيد من الدعم اللوجستي المتمثل في تدفق المال والعناصر الجهادية إلى سيناء التي يعتبرونها منطقة شوكة نكاية وإنهاك.

وأضاف تقرير مركز الدراسات أن «داعش» يتبنى خطةً إعلامية مختلفة تتناسب مع طبيعة مرحلة القتال في سيناء، لافتًا النظر إلى أن الخطة الإعلامية العامة المعتمدة لدى التنظيم لا تخاطب أفراد الجماعات الإسلامية، وإنما توجه رسالتها إلى عوام المسلمين لإقناعهم وتبرير جرائمهم لكسب التعاطف الإيجابي بالدعم والتجنيد، أو التعاطف السلبي بالتحييد، إلا أنه اضطر لاستخدام خدة إعلامية جديدة نظرًا لطبيعة المعركة التي خسروا فيها الكثير.

وبين حمزة خطأ استدلالات عناصر التنظيم ببعض الآيات القرآنية التي حثت على الجهاد ضد الكفار المعتدين وحرضت عليه، وإسقاطها على واقع مختلف بعد تكفير أشخاص ذلك الواقع، ليتناسب موقفهم مع الآيات القرآنية التي يستدلون بها، مشيرًا إلى أن «داعش» يتعامل مع النصوص الشرعية من القرآن والسنة وآيات الجهاد بالبتر والاجتزاء من السياق على طريقة {لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ} و{فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ}، أو بالتحريف في المعنى والتفسير والتأويل، مستغلًا جهل كثير من الشباب بحقيقة التفسير الصحيح لهذه النصوص والآيات.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان