خطبة الجمعة اليوم بمساجد الإسكندرية تحت عنوان “شهادة الزمان والمكان والجوارح على الخلق” 

ليلى خليل

 انطلقت القافلة الدعوية المشتركة بين أئمة أوقاف الإسكندرية ووعاظ الأزهر الشريف بحضور السيد صاحب الفضيلة الشيخ هاشم الفقي مدير عام الدعوة والسيد صاحب الفضيلة الشيخ وسام كاسب مدير عام المتابعة ومسئول الدعوة الإلكترونية بالمديرية لاداء خطبة الجمعة اليوم بمساجد الإسكندرية تحت عنوان “شهادة الزمان والمكان والجوارح على الخلق”

فنحن نستقبل اليوم عامً هجرياً جديداً نسأل الله عزوجل أن يجعله عام خيرٍ وبركةٍ على مصرنا العزيزة الغالية وأمتنا الإسلامية والعربية وسائر بلاد العالمين، ونودع عاماً مضى ليصعد إلى ربه تبارك وتعالى شاهدا بما لنا وما علينا فيشهد للمحسن بإحسانه وللمسئ بإساءته وإن من حكمة الله تبارك وتعالى أن جعل على أعمال العباد شهوداً من الزمان والمكان والجوارح والأعضاء فقال سبحانه وتعالى { يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (25) }

ثم بين لنا الحق تبارك وتعالى كيفية الشهادة فقال { حَتَّىٰ إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (20) وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا ۖ قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (21) وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَـٰكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ (22) }

وقد وصف لنا رسول الله صلى الله حال العبد يوم القيامة عند هذه الشهادة فقال فيما يرويه الامام الحاكم في المستدرك من حديث سيدنا انس رضي الله عنه “ضَحِك رَسولُ اللهِ ﷺ ذاتَ يومٍ -أو تَبسَّمَ- فقال رَسولُ اللهِ ﷺ: ألا تَسْألوني مِن أيِّ شَيءٍ ضَحِكتُ؟ فقال: عَجِبتُ مِن مُجادَلةِ العبدِ ربَّه يَومَ القيامةِ، بقولِه: أيا ربِّ، أليْس وعَدْتَني ألّا تَظلِمَني؟ قال: بَلى، قال: فإنِّي لا أقْبَلَ علَيَّ شَهادةَ شاهدٍ إلّا مِن نَفْسي، فيَقولُ: أوَليْس كَفى بي شَهيدًا، وبالملائكةِ الكِرامِ الكاتبينَ؟ قال: فيُردِّدُ هذا الكلامَ مرّاتٍ، فيَختِمُ على فِيه، وتَكلَّمُ أركانُه بما كان يَعمَلُ، فيَقولُ: بُعدًا لكمْ وسُحقًا؛ عنْكنَّ كُنتُ أجادِلُ”.

فلابد للانسان ان يحفظ جوارحه عن معصية الله عزوجل حتى تكون شاهدة له يوم القيامة لا عليه.

وقد وجه الشيخ سلامة عبدالرازق وكيل وزارة الأوقاف بالأسكندرية نداء النصح إلى الأمة الإسلامية والعربية بأن نهجر المعاصي إلى الطاعة، ومن الكسل والخمول إلى الهمة والنشاط، ومن التدمير والتخريب إلى التعمير والبناء حتى نرقى بأمتنا، وننتهز الوقت في بناء شعب قوي ووطن قوي تحت قيادة واحدة واعية لنحقق مراد الله تعالى في خلقه “إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ” “وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا”

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان