خطاب الرئيس ,, رسالة للعالم

كتبت : جيهان السنباطى

“قوة , شجاعة , ذكاء , ثبات , شمولية , توازن” تلك هى الصفات التى إتسمت بها كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك , كلمة تناولت كل قضايا المنطقة بموضوعية وإيجاز, لم يغفل فيها أى شىء حتى فيروس الإيبولا تحدث عنه , ومن قوتها ذكرتنى باللحظات التاريخية التى عاشها الشعب المصرى من قبل أثناء متابعته لخطاب الرئيس السابق محمد أنور السادات الذى ألقاه أمام الكنيست الإسرائيلى فى أول زيارة له الى تل أبيب داعياً للسلام من منطلق القوة , حيث القوة والشموخ والإعتزاز بحب الوطن . ففى هذا الخطاب ظهر الرئيس السيسى واثق الخطوة , ثابتاً فى القول غير متلعثماً , مرتب الافكار , بدأ كلماته بتوجيه التحية والشكر لشعبه , مؤكداً على أنه شعباً قوياً صنع التاريخ مرتين خلال الأعوام القليلة الماضية عندما ثار ضد الفساد وسلطة الفرد , وعندما تمسك بهويته ورفض الرضوخ لطائفة بإسم الدين . خطابه كان بمثابة رسالة واضحة وصريحة موجهة من الشعب المصرى للعالم تؤكد أن مصر مازالت قوية رغم مامر بها من صعاب , وأنها قامت بثورتها ضد قوى الفساد والظلام , وهى الآن تسير على الطريق الصحيح , وقد تخطت مرحلة التخبط وعدم الإستقرار , وأنها مازالت قادرة على القيام بدورها الإقليمى , وأن مصر الآن عادت أكثر قوة وصلابة من ذى قبل , وستظل مصر هى مصر التى تحترم ماضيها وحضارتها , والتى تحترم حاضرها ومستقبلها . من هذا المنطلق نستطيع القول أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى الى نيويورك وكلمته أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة تُعد بمثابة ميلاد زعيم جديد لدول العالم الثالث وليس مصر فقط , وهذا سيكون مصدراً للقلق والتوتر لبعض دول المنطقة خاصة تركيا وقطر الداعمين للجماعات الإرهابية والباحثين عن الزعامة فى المنطقة , وهذا مالم يستطع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان على قبوله وجاء رده سريعاً فى كلمته التى ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث إنصبت كلمته على محاولة التأكيد على أن ماحدث فى مصر ليس ثورة شعبية وإنما إنقلاب على رئيس منتخب من قبل الشعب ناقداً صمت الأمم المتحده تجاه هذا فى محاولة منه لإستفزازهم ومحو الآثار الإيجابية التى تركتها كلمة الرئيس السيسى داخلهم ونسى تماماً أن يتحدث عن بلاده ولم يتحدث عن المصالح التركية على المستوى الاقليمى والدولى وكأنه دعى فقط لإنتقاد مصر ورئيسها وشعبها . لكنى أؤكد أن مصر ستظل كبيرة ولن تنساق وراء تلك المهاترات وتستطيع الرد على كل من يتطاول عليها وعلى رئيسها وشعبها , وأرجو من الرئيس السيسى ألا يستمع لهؤلاء ويواصل مسيرته نحو الإصلاح فمصر وشعبها ينتظر منه المزيد ويثقون فيه وفى قدرته على الوصول بمصر لبر الأمان .

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان