ختام مؤتمر اقتصاديات النشر في العالم العربي بمكتبة الإسكندرية و التحديات التي تواجه صناعة النشر

ليلى خليل

اختتمت اليوم فعاليات مؤتمر الإفلا ومكتبة الإسكندرية السنوي لقضايا النشر وأثرها على الوطن العربي، الذي نظمه قطاع المكتبات بمكتبة الإسكندرية يومي 4و5 فبراير 2019.
وقال الدكتور أمجد الجوهري؛ رئيس قطاع المكتبات بمكتبة الإسكندرية، إن المؤتمر جاء لتسليط الضوء على أهمية صناعة النشر كصناعة حيوية في اقتصاديات الدول، والمقارنة بين النشر الورقي والإلكتروني، ومناقشة التحديات التي تواجه صناعة النشر، خاصة في القطاعات الأكاديمية والعلمية.
ولفت إلى أن المؤتمر شهد مشاركة 200 باحث ومتخصص من دول مختلفة، وهي مصر والأردن والعراق ولبنان وتونس وعمان والجزائر وليبيا والسعودية والإمارات وسويسرا وهولندا. وأضاف أنه تم تقديم 15 ورقة بحثية في أربع جلسات.
وأشار الدكتور أمجد الجوهري إلى أن المؤتمر خرج بعدد من التوصيات، منها إنشاء منصة إلكترونية خاصة بالنشر التراثي في الوطن العربي، وأن يتولى اتحاد الناشرين العرب تقديم صيغة موحدة لعقود النشر تضمن توافق العلاقة بين المؤلفين والناشرين، والتأكيد على أهمية الالتزام بحقوق الملكية الفكرية لما لها من دور مؤثر في اقتصاديات النشر، ومكافحة تزوير الكتب، مع وضع آلية أكثر فعالية لتطبيق القوانين في هذا الصدد.
وأضاف أن الحضور أكدوا على أهمية الاعتناء بالنشر الإلكتروني في العالم العربي لما له من دور هام في صناعة النشر، كما شددوا على أهمية دور اتحادات الكتاب في حماية حقوق المؤلفين، وثمنوا دور مكتبة الإسكندرية الفعال في المساهمة في نشر المشاريع الضخمة ودعوة مؤسسات المعلومات في الوطن العربي للمساهمة بدور فعال في النشر.
وكان الدكتور مصطفى الفقي؛ مدير مكتبة الإسكندرية، قد افتتح المؤتمر صباح أمس، وأكد في كلمته أن العالم يقف في مفترق طرق بين النشر الورقي والإلكتروني، ففي هذه الفترة المحورية، قد يتوارى الكتاب وتختفي الصحيفة، ولا تبقى إلا الكلمة الإلكترونية، مما يعني حدوث تحول شامل وجذري في العلاقات الاجتماعية والثقافية والظروف السياسية والاقتصادية. وتساءل الفقي: هل يمكن أن يمضي النشر الورقي مع الإلكتروني بشكل متوازٍ، أم أنه لا بد أن يحل الإلكتروني محل الورقي؟
وأشار الفقي إلى أن مؤتمر اقتصاديات النشر في العالم العربي يسعى إلى البحث في دور المؤسسات الثقافية الكبرى في مواجهة مشاكل وتحديات النشر، وتقديم توصيات لإحداث توازن بين ما يمكن أن يحدث وما يجب أن يحدث في قضايا النشر في الوطن العربي، خاصة في المرحلة الفاصلة بين النشر الورقي والإلكتروني.
من جانبه، أعرب الدكتور ستيفن فايبر؛ مدير السياسات وبرامج المناصرة بالاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات (الإفلا)، عن سعادته بنجاح المؤتمر، مؤكدًا أن المشاركين قدموا العديد من الأفكار والمبادرات والمشروعات الواعدة، لمواجهة التحديات التي تواجه صناعة النشر في العالم العربي.
وشدد على أهمية عمل المتخصصين في صناعة النشر على زيادة إتاحة المحتوى وليس زيادة الإنتاج، إلى جانب إيجاد حلول للترويج للإنتاج المحلي، خاصة الانتاج الخاص بالجامعات.
وفي كلمته، أعرب الدكتور خالد الحلبي؛ رئيس الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات، عن سعادته للمشاركة في تلك التظاهرة العلمية الرصينة، مثمنًا التعاون المستمر بين مكتبة الإسكندرية والاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات في خدمة قضايا النشر في العالم العربي.
جدير بالذكر أن المؤتمر جمع نخبة من المتحدثين الدوليين والعرب لطرح العديد من المشاكل والتحديات والخبرات الناجحة في مجال صناعة النشر في العالم العربي. كما أتاح الفرصة للمكتبيين حول العالم لمُشاركة خبراتهم والدخول في مُناقشات حول قضايا النشر ومُناقشة أحدث التقنيات في هذا المجال.
ويتناول المؤتمر كل عام قضيةً أو موضوعًا مُختلفًا من الموضوعات المُرتبطة بالنشر، كما يتطرق إلى أثر التكنولوجيا على النشر وسوق المعلومات والتحديات التي تواجه التداول الحر والمصادر الإلكترونية والعلمية وقوانين حقوق الطبع والنشر.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان