خالد الريدي يكتب-لا لإسلام وهدم الإسلام ومرحى بنقد بنّاء لا هدام !!

لم أعتد أبدا فى حياتى كلها الانسياق وراء قيل ولا قال بغير إعمال العقل أو المنطق أو اللهاث خلف محبى الإثارة ومن يهرولون خلف الشائعات بسرعة الصاروخ ، وبحكم طبيعة تركيبتى من ناحية ، ثم طبيعة تخصصى كحقوقى واشتغالى بالمحاماة لسنوات ، قبل العمل الإعلامى ، وحصولى فيما بعد على ماجستيرالقانون ، ثم احترافى للعمل الإذاعى ، إلى جانب عشقى للكتابة الصحفية الورقية والأليكترونية ، فكل ذلك جعلنى أؤمن بفكرة ضرورة الحياد التام إلا فيما يخص الدين والوطن ، والحديث أو الكتابة الموضوعية وبشكل متوازن ، وعلى العكس من ذلك فأنا ممن يؤمنون تماما بنظرية المؤامرة لأنها حقيقة واقعة وليست ظنا ولا وهما ولا تخيّلا ، وكم تكالبت علينا أمم وعصابات ورعاع ، وكم تعرضنا لحروب شرسة حاولت القضاء علينا تماما ، وهدم كياننا العضوى والإنسانى قبل التاريخى والحضارى ، بل إننى أؤمن حتى أن التاريخ يعيد نفسه ، وبشكل شبه كربونى أحيانا ، وقد عشنا وجربنا وخبرنا ، ونعلم جيدا ما نقول ، ولكل ماسبق لن أنساق خلف من قالوا عن إسلام البحيرى الباحث فى شئون الجماعات الدينية ، والذى يقدم برنامج مع إسلام على قناة القاهرة والناس ، إنه ليس مسلما فى الأصل ، وأنه يهودى الديانة ، وقد تعمد من جندوه أن يسمى بهذا الاسم ” إسلام” ليكون له وقعه الخاص على المشاهدين ، وعلى عكس الدور الذى يقوم به حاليا فى برنامجه ، وأنه جزء لا يتجزأ من نظرية المؤامرة المستمرة ضد الأمتين العربية والإسلامية ، والتى لم تتوقف لحظة ، وبعيدا عن صراع الحضارات اللعين الذى تؤججه أمريكا بل اخترعته من الأساس ، أو نظريتها الأحدث الفوضى الخلاقة ، ونشر الفتن والدسائس والمؤمرات ، تحت شعار نشر الديمقراطية وقيم الحرية وحقوق الإنسان ، واستغلال الأزمات والظروف الداخلية فى البلاد العربية والإسلامية ، ولن أعيد وأزيد فى مسألة تفتيت وتقسيم الدول وتحويلها إلى دويلات والدور الأمريكى الإسرائيلى التركى القطرى والإيرانى أيضا ، حسب المخططات المختلفة والأطماع المتنوعة لهم جميعا ، ولكنى سأتحدث فعليا عن إسلام بحيرى بشكل مباشر بوصفى ممن شرفوا بالحصول على دبلوم السياسة الشرعية قبل ماجستير القانون العام ، وأنى شرفت بدراسة الشريعة الإسلامية ، وقرأت فى هذا المجال المحبب إلى قلبى قدر حبى للتاريخ والسياسة والإعلام أيضا ، فللأسف لم يستطع إسلام البحيرى أن يقنعنا كمشاهدين له ومتابعين للبرنامج أن نواصل متابعته بالمرة ، بل انصرف عنه الألاف المؤلفة من الناس ، وهم فى أشد الغضب عليه إلى حد النقمة ، لأنه لم يتمكن من التفرقة بين النقد البناء الموضوعى المثمر الهادف ، وتحوّل إلى التجريح التام ، خاصة فى ظل لجوئه إلى استخدام الألفاظ التى تمثل سبا وشتما بل وقذفا أيضا ، فلا شك أنه ليس فى البشر أحد فوق النقد ، ولكن النقد يتناول إيجابيات وسلبيات فى الوقت نفسه ، والنقد يقصد به البناء لا الهدم ، الخير لا الشر ، ونؤكد أن هناك آراء فى الفقه الإسلامى عفا عليها الزمن ، وهناك آراء شاذة ، ولابد من تنقية الفقه الإسلامى من كل ماهو غير صالح أو لم يعد مقبولا فى عصرنا ، بعد كل هذه القرون من التطور التقنى الهائل ، والاكتشافات المذهلة ، وأنا شخصيا كنت ناقدا لاذعا ومازلت لبعض الآراء والأفكار ، لكنى لم أنس لحظة أن هؤلاء الفقهاء لهم كل التقدير والاحترام ، لأنهم بدأوا من الصفر، وهم من أسسوا القواعد ، ووضعوا اللبنات ، أو طوروا البناء الذى كان مازال بحاجة إلى التطوير المستمر ، وكل منا أيا كان معرض للخطأ بل للسهو وكذلك النسيان ، فنحن بشر ، ولسنا ملائكة بأى حال ، ولا يضيرنى أن يكون الإمام البخارى من بخارى ، بل على العكس فذلك من عظمة الإسلام أن ساوى بين العرب والعجم ، وجعل التفاضل بينهم بالتقوى والعمل الصالح ، وليس بالألوان والأعراق والأنساب ، وعلى كل باحث فى الدين أن يع جيدا أن هناك ما أطلق عليه الإسرائيليات وتم الزج بها بقوة فى بعض المذاهب أو الكتب ، وعلى رأسها تفسير القرآن الكريم لابن كثير، وكل المتفقهين يدركون ذلك تماما ، وينتبهون إليه بكل شدة ، فهل وعى ذلك وانتبه إليه وأدركه ؟؟؟؟
وننبه بقوة إلى أن إسلام البحيرى فى الأصل ليس فقيها ولا من المجتهدين الشرعيين ، ليس لأنه ليس خريجا لإحدى الكليات الدينية فى الأزهر الشريف ، أو حتى من إحدى الكليات الأخرى التى تدّرس الشريعة الإسلامية مثل دار العلوم أو الدراسات العربية والإسلامية ، ولا حتى كلية الحقوق ، وحصل بعد ذلك على الدراسات العليا فى مجاله الفقهى أو الشرعى ، بل إنه مجرد باحث تاريخى فى شئون الجماعات الدينية ولا أقول الإسلامية ، لأنها لاتمت للإسلام بصلة ، بل خرجت عن كل أسسه وقيمه وتعاليمه ، ومبادئه ورسالته ، ولكن من المؤكد أن البون شاسع بين دراسة التاريخ والتعمق فيه وبين دراسة الدين والفقه ، ولا علاقة أصلا تربط بينهما إلا للدارس المتوسع الواعى ، وتلك كارثة إسلام البحيرى أنه خلط خلطا غريبا بين التاريخ والدين ، وخرج من سياقه الطبيعى وإطاره العلمى ، ودخل دائرة شديدة الخطورة دون رفق بالمرة ، بل توغل بقوة بل إنطلق دون أساس ، ودون دراسة مسبقة ، حتى أنه كان يجتزأ النص عن سياقه ، ويفسر ما خطر إلى ذهنه مباشرة دون معرفة الظرف والحالة التى جاء فيها النص ، ومع ذلك سنسلم بقدرة إسلام غير العادية على التحليل والتعلق والنقد ولكن عليه أن يع أن المسلم ليس سبابا ولا لعانا ولابذيئا ، كمال قال رسول الله ، والرأى العلمى ينتقد برأى علمى يفوقه ويعلوه ، مستندا إلى الدليل والبرهان ، وليس بالهجوم الضارى ، والتشويه المتعمد ، والحط من الشأن ، والإهانة للتراث بشكل مذر ، ليس سعيا للتصحيح وعملا على الإصلاح ، وكى نترك ما لايجوز ولا يصح إلى ما هو أفضل وأصلح ، ونبحث عن كل ما يناسب عصرنا ويصلح لديننا ودنيانا ، ولنلحظ أن إسلام دوما فى حالة إنفعال مبالغ فيها ، وإذا ما ناقشه أحد وعارض ما يقول ، بدأ فى الهجوم عليه ، والبعد كل البعد عن الحوار الراقى والحديث بلغة العلم والمعرفة ، ولذلك أسأله ما سر هذا الكره الذى يبدو فى كلمة وحرف لأعظم فقهاء الأمة لم يسلم منه الأئمة الكبار أبى حنيفة النعمان ومالك والشافعى وابن حنبل ، وما سر الهجوم الضارى على الأزهر الشريف ؟؟
هل تسعى إلى تطهير وتطوير وإصلاح ؟؟
أم إلى هدم وهد وتخريب ؟؟
ما الرسالة والهدف والغاية وما الذى تود الوصول إليه ؟؟
لم نسيت وتناسيت وتجاهلت أو جهلت آراء رائعة لاتعد ولا تحصى من الفقه والمذاهب الإسلامية العظيمة ولم تناسيت دور الأزهر الشريف العريق فى مقاومة الاستعمار منذ القدم حتى اليوم ، وأجج الشعور الوطنى والحس الدينى لدى المواطن المصرى والعربى وفى العالم الإسلامى ؟؟
هل نسيت من أنجب الأزهر الشريف من علماء وفقهاء عظماء مثل الإمام العظيم محمد عبده والمراغى ومحمود شلتوت ومحمد الغزالى ومحمد متولى الشعرواى وجاد الحق إلخ ؟؟
فإلى إسلام البحيرى أقول له كفاك ما فعلته حتى الآن سبا وقذفا وتجريحا وإهانة وشتما با أى رادع من دين أو أدب أو علم أو خلق كفى فقد بدأ الناس يكرهونك فعلا فقد تجاوزت كل الخطوط الحمراء ، فأنت لا تتحدث عن علم ولا معرفة ولكن عن بغض وكره وفل باد فى كل كلمة وحرف ، وتقطر منك السموم والتى لو أراد أعداء الإسلام هدمه ما احتاجوا أفضل منك ، وللأسف فأنت تقوم بدور لا يختلف عن يهود الدونما الذىن كان منهم مصطفى كمال أتاتورك ، الذى ألغى الخلافة فى تركيا ، وكان فى الأصل من يهود الدونما ، الذين أشتهروا بكيدهم للإسلام ، وكانوا يدخلونه للكيد له ، هدمه من الداخل ، ولا اليهود المغاربة الذين انتسب إليهم جد حسن البنا ، والذى لم يحسن إسلامه ، وكفر الناس ، واستباح دمهم ، وأسس الخلايا السرية والتصفية الجسدية ، وبناء على رغبة جارفة من آلاف الآلاف من البشر يطالبون بإيقاف برنامجك ، لأنهم يرونه ضد دينهم وإسلامهم وعلمائهم وفقهائهم ، ولم تعد له رسالة ولا غرض إلا نشر الكراهية والحض والتحريض عليها !!
وكلنا نطالب بإيقاف فورى ودائم للبرنامج !!!

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان