خالد الريدي يكتب-أمريكا وإسرائيل والسقوط المريع فى الهاوية

لم نختر العنوان من فراغ أبدا ولم يكن لمجرد لفت الأنظار على الإطلاق بل تلك هى الحقيقة المؤكدة التى سترى النور قريبا عندما تحدث على أرض الواقع لأن الولايات المتحدة الأمريكية لم تقم إلا على أجساد 20 مليونا من الهنود الحمر ، وهم سكان البلاد الأصليين قبل الاستعمار الغربى لهذه الأرض الجديدة والمكتشفة فى ذلك الوقت ، وماسمى حينها بالعالم الجديد ، وقد تصرف الأوربيون الذين غزو تلك المنطقة الشاسعة من الأرض بشكل شديد الهمجية والتوحش ، فكانوا يقومون بالاستيلاء على قطعان الجاموس المملوكة للهنود ، والتى فى حوزتهم ليأكلوها ، وكانوا أيضا يقومون بترويعها ، لتهرب من الأراضى التى يريدون الاستيلاء عليها عنوة ، أو يقتلونها أيضا عندما تقترب من منشآتهم الجديدة ومزارعهم ومبانيهم ، ما أدى لقلة الثروة الحيوانية بل والغذاء بوجه عام أمام الهنود الحمر ، فأضطروا للهجوم على بعض القوافل ، وقطع الطرق على من أطلقوا عليهم البيض ، للحصول على الطعام ، ولكن المغتصبين كانوا يقتلونهم ، بعد مطاردات مريرة ، وكانوا يصورنهم فى أفلام رعاة البقر أنهم أكلو لحوم بشر، وشوهوهم أمام الدنيا كلها ، رغم أن هؤلاء الوربيين الغزاة قتلوا 20 مليون هنديا أحمر ، فى أكبر مجازر التاريخ ، والتى تعد أفظع جريمة ضد الإنسانية على سطح الأرض ، ثم بعد ذلك بدأوا فى شراء الزموج من أفريقيا واستعبدوهم ، وكانوا يعاملونهم كأسوأ ما يتم التعامل مع الحيون وليس بنى البشر، وكانت تجارة العبيد رائجة بشدة ، حتى ظهر مارتن لوثر كينج ، والذى طالب بتحرير العبيد ومطالبا بمنحهم الحقوق المدنية والإنسانية ، وهو مانادى به نبى الإسلام العظيم محمد ” صلعم” قبلها ب 14 قرنا ، ومن المضحكيات المبكيات أن هؤلاء الذين ادعوا أنهم السادة كان معظمهم من عتاة مجرمى أوروبا ، وتخلصت منهم بلادهم فى هذا العالم الجديد المجهول ، كما كان منهم كثيرون من المقامرين أو المغامرين الباحثين عن الذهب ، ولذلك حتى عندما تم توحيد الولايات المتحدة على يد جورج واشنطن المؤسس الأول لأمريكا وتم إنهاء الاشتباك الدموى الرهيب بين ولايات الشمال والجنوب ، فإن ذلك لم يشمل إلغاء الرق والعبودية أو التفرقة العنصرية ، بل حتى بعدما قام به الرئيس الأمريكى إبراهام لنكولن والذى ألغى الرق ، ولكن بقيت العنصرية فجة ، والحرمان من المناصب الكبيرة للسود والملونين معا ، بل بلغت حد تخصيص أحياء ومناطق معينة لسكناهم ، حتى لا يخالطوا البيض ، الذين يعتبرون أنفسهم أرقى نسبا وجنسا وعرقا !!
وعلى هذا الأساس استمرت العنصرية ومازالت تطل برأسها بشكل بشع ، يظهر جليا فى تعامل الشرطة مع السود، بشكل لاإنسانى ، وفيه تجاوزات بشعة ، على الرغم من وصول السود إلى منصب الرئاسة ، وتولوا منصب وزير الخارجية ومستشار الرئيس للأمن القومى عدة مرات ، لكن العنصرية سياسة ثابتة وإن لم تكن معلنة لكن رائحتها العفنة تفوح بقوة على فترات ، وبدأ تظهر أشبه بالجيفة العفنة ، فى الفترة الماضية ، مايهدد بسقوط كبير للولايات المتحدة ت بفعل التفسخ والتحلل الداخلى المرتقب ، خاصة فى ظل انهيار تام للقيم الروحية ، وتردى النوازع الدينية ، وبلوغ أقصى درجات الإباحية والحرية المطلقة ، وانعدام المعايير الأخلاقية ، ليس فقط داخليا بل خارجيا أيضا ، وتحديدا مع الشعوب ذات الحضارات القديمة الكبرى ، وعلى رأسهم الجنس العربى خاصة ، والأمة الإسلامية عامة ، وتجلى ذلك فى إزدواجية المعايير المقيتة فى التعامل مع القضايا العربية الإسرائيلية ، وبالذات فى القضية الجوهرية فى المنطقة كلها، ألا وهى القضية الفلسطينية ، ولذلك فلا عجب من هذا الميل غير العادى والمساندة الرهيبة آل صهيون ، حيث قامت إسرائيل الابة غير الشرعية لأمريكا بما يشبه إبادة الهنود الحمر ، وارتكبوا عدد من المذابح اللا إنسانية ضد الفلسطينيين فى صابرا وشاتيلا ودير ياسين وغزة وحتى قانا فى لبنان ، ومع ذلك يزداد التأييد الأمريكى الأعمى لها ، وتزويدها بأخطر أنواع الأسلحة المحرمة دوليا ، واستخدما الفيتو بشكل دائم لاجهاض محاولات الإدانة الشكلية لها ، بل والدفاع عنها وتبرير تصرفاتها الإجرامية ، على أنه ليست فعلا بل مجرد رد فعل ، فى ظل منطقة محمومة بالكراهية ضدها ، وكأن الكراهية العربية جاءت من فراغ ، وأنه ذات يوم أعطى من لايملك وهو بلفور من لايستحق وهى إسرائيل الأرض العربية المحتلة فى فلسطين الأسيرة ، وكأنهم لم يهجّروا الناس قسرا من خلال عصاباتهم الهمجية ، فيما قبل 1948 ، أو ممارسة الضغوط على السكان الأصليين لبيع منازلهم وارضهم بأضعافلا أسعارها الحقيقية ، ولكن ترغيبا وترهيبا !!
ولذك كان طبيعيا أن يرى أبناء مايسمى بالعم سام فى آل صهيون امتدادا له ولممارساته السابقة الوحشية ، وكان طبيعيا اكثر ان ترتمى إسرائيل فى أحضان أمريكا التى وفرت لها حضانة كبرى وأمانا ودرعا وحماية كاملة ، حيث ظلت إسرائيل تتحالف مع الأقوياء بداية من نابليون بونابرت وسايكس بيكو مرورا بإنجلترا ووعد بلفور وصولا لأمريكا ، ومارست كافة صور القمع ومختلف محاولات تهويد القدس وطمس الهوية العربية الإسلامية ، وتهجير السكان الأصليين ، وتشريد الملايين ، وارتكبت كل صور الجريمة المنظمة وعربدت كما شاءت ، وفرضت منطق القوة الغاشمة ، فيما تركت حبل الدين والأخلاق والقيم ن بل شوهت التوراة المقدسة ، وخلقت التلمود المشوه المختلق ، وصنعت ما سمى بالإسرائيليات ، التى أساءت إلى الله عز وجل كثيرا ، وكم قتلت الأسرى بدم بارد ، وساعدت الإرهاب فى المنطقة بكافة الأشكال ، وتبنت نظرية صراع الحضارات التى وضعتها أمريكا ، وتحركت بكل قوة نحو إنجاح مخطط صناعة الشرق الوسط الكبير أو الجديد ، لتفتيت العالم العربى ، خاصة دوله العربى ، وعلى راسها مصر، والدول ذات الحضارات العريقة ، ولذلك لعبت المخابرات الأمريكية السى آى إيه دورا خطيرا ومعها الموساد الإسرائيلى خلال ماسمى بثورات الربيع العربى ، لإضرام النيران فى كل مكان ، وقطع أوصال وشرايين هذه البلدان ، من خلال عناصر داخلية ذات توجهات وتربية غربية أو لها طموحات وتطلعات سلطوية ، وفشل المخطط فشلا ذريعا قبل اكتمال السيناريو المخطط له بعناية ، والذى اعتمد على استغلال أزمات الداخل ، وغياب الديمقراطية فى بعض البلدان ، مع اللجوء للتتحريض على الفتنة وإشعال النيران فى النفوس إلخ
المهم أن غياب التمسك بحبل الله تعالى بشكل كامل لدى محور الشر الأكبر فى العالم “أمريكا وإسرائيل ومعه إيران أيضا ” فى الوقت الذى كاد حبل البشر أن ينقطع تماما ن بعدما تزايدت ونمت بشكل خطير معدلات الكره العالمى للدولتين ، وفى ظل صراعات داخلية تطفو بقوة على السطح ، فيما تتراجع معدلات الأداءىالاقتصادى للبلدين بشكل حاد ، بعد الانفاق الخيالى على الأسلحة والحروب ، والاعتماد على اقتصاد الرفاهية ، وليس التنمية الحقيقية !!
لذك نقول ليس ببعيد بالمرة بل هو يدنو بشدة ويقترب ذلك السقوط المروع لدولتى الشر الأكبر فى الكرة الأرضية ” أمريكا وإسرائيل ” وكل الأحداث تشير بقوة ، بل تدفع دفعا إلى ذلك ، ولعل حالات الانتحار الكثيرة جدااا والغصابة بأمراض نادرة جراء الحروب الغادرة والعمليات القذرة وجرائم الشذوذ المختلفة فى معتقلات جوانتانامو وسجن أبى غريب ن وفى سجون إسرائيل لعله أصدق دليل على انهيار الشخصية ، ما يعنى انعدام القدرة على الخلق والإبداع بل العمل والانتاج ، وافتقاد إرادة الحياة إلى جانب كل ماسبق ، مايوضح جليا أن النهاية الحتمية ماضية فى طريقها المرسوم ، ولن يوقفها شئ !!!

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان