بعد الهوجة وانتهاء الموجة

بقلم رشا صلاح الدين

بعد انتهاء أزمة سيول التجمع الخامس وكواحدة من قاطني التجمع منذ ١٨ عام اسمحولي بنقل الصورة بحيادية وبأمانة شديدة وحضراتكم تعلمون أنني لا أميل للتملق لأي نظام بأي حال من الأحوال

أولاً : علينا أن نعترف بأمرين 
١- كانت السيول تشكل كارثة مناخية وليست مجرد موجة أمطار عابرة وقد شهدتُ ذلك بنفسي والكثير منكم يعلم أنني كنت بالفعل أقود سيارتي في شوارع القاهرة الجديدة في ذلك الوقت

٢- نعم حدثت جملة أخطاء وتقصير في التعامل مع تلك الكارثة من أكثر من جهة على الرغم من تحذير هيئة الأرصاد المسبق بحدوث الكارثة ويجب ألا ننكر ذلك

أما فيمن يتحين أي فرصة ليتهم الأنظمة السابقة بإهمال البنية التحتية فهذا افتراء بيّن فحتى لو أمطرنا عليهم وابلاً من الاتهامات بالفساد فاسمحوا لي أن هذا الشرط لا يتوافر تحديدًا مع التجمع الخامس الذي تم بناؤه بعناية لصفوة الصفوة في ذلك الوقت على أعلى مستوى
ولكن ماحدث كان كارثة مناخية لولا حسن تخطيط المكان منذ البداية لكانت الكارثة أفظع وأفجع

أم أن النظام السابق هو المسئول أيضًا عن انهيار أسقف بعض المنازل في الأدوار الأخيرة وانهيار سقف مول پوينت ناينتي وشاشات السينما بالمول ؟؟؟

الحقيقة أننا لم نشهد منذ إنشاء التجمع الخامس في أوائل التسعينيات مثل ما شهدناه في أزمة السيول والتعامل المخزي معها
والذي نجم عنه ما حدث في الشوارع و المخازن السفلية والأنفاق و جراجات العمائر والحدائق العامة والخاصة سببه الإهمال من العاملين في جهاز المدينة من جهة ومن قوات الدفاع المدني والإنقاذ من جهة أخرى؟
أين الاستعداد للطوارئ وإدارة الأزمات؟
أين الصيانة الدورية للبالوعات وتنظيفها من مخلفات البناء وغيرها مما يتسبب في انسدادها ؟؟

أما ماحدث لسور الغابة المتحجرة وما سينجم عنه من كوارث أخرى فتُسأل عنه وزارة البيئة باعتبارها الجهة المعنية بالمحميات الطبيعية

كفاكم إلقاءًا للتهم على شماعة فساد نظام انتهى منذ سبعة أعوام وقوموا بواجبات وظائفكم

الحقيقة هي كارثة مناخية ولكن الإهمال ضاعف من حجم الخسائر

وأخيرًا … استقيموا يرحمكم الله

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان