بالصور والفيديو / إسرائيل تتسلم فيديو أعدام أخطر جواسيسها الذى كشفه الهجان

شبكة اللواء الأخبارية

قالت صحيفة معاريف الإسرائيلية، مساء أمس، إن المعارضة السورية ستسلم تل أبيب جثة الجاسوس الإسرائيلى إيلى كوهين.

وأضافت الصحيفة نقلا عن مصادر لبنانية، أن إسرائيل ستستلم جثة جاسوسها بعد سنوات طويلة، حيث تم إعدامه عام 1965.

وقد كُشف عن فيلم قصير يوثق لحظة إعدام الجاسوس الإسرائيلى الشهير إيلى كوهين وسط العاصمة السورية دمشق، وقيل إن الفيلم حصل عليه بعد أن وصل إلى أيادى مجموعات سورية مسلحة يبدو أنها احتلت مكاتب التلفزيون السورى وسلمت الفيلم لجهات إسرائيلية.

وبعد مرور 51 عاما على إعدامه، بعد وصوله إلى مراتب عالية فى دمشق، كاد أن يصل فيها لتولى رئاسة سوريا، لولا أن اكتشفه المخلص المصرى رفعت الجمال أو الشهير برأفت الهجان، وفيما يلى استعراض لقصة الجاسوس الإسرائيلى الشهير:

إلياهو بن شاؤول كوهين، يهودى من أصل سورى حلبى، ‏ولد بالإسكندرية، التى هاجر إليها أحد أجداده سنة 1924.

وفى عام 1944 انضم إيلى كوهين إلى منظمة الشباب اليهودى الصهيونى فى الإسكندرية، وبدا متحمسا للسياسة الصهيونية وسياستها العدوانية على البلاد العربية.

وبعد حرب 1948، أخذ يدعو مع غيره من أعضاء المنظمة لهجرة اليهود المصريين إلى فلسطين.

فى عام 1949‏ هاجر أبواه وثلاثة من أشقاءه إلى إسرائيل، بينما ظلّ هو فى الإسكندرية.

قبل أن يهاجر إلى إسرائيل عمل تحت قيادة إبراهام دار، وهو أحد كبار الجواسيس الإسرائيليين، الذى وصل إلى مصر، ليباشر دوره فى التجسس، ومساعدة اليهود على الهجرة، وتجنيد العملاء‏،‏ واتخذ الجاسوس اسم جون دارلينج،‏ وشكل شبكة للمخابرات الإسرائيلية بمصر، نفذت سلسلة من التفجيرات ببعض المنشآت الأمريكية، فى القاهرة والإسكندرية‏، بهدف إفساد العلاقة بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية.

فى عام 1954 تم إلقاء القبض على أفراد الشبكة فى فضيحة كبرى، عرفت حينها بفضيحة “لافون”، وبعد انتهاء عمليات التحقيق‏ كان إيلى كوهين قد تمكن من إقناع المحققين ببراءته.

خرج من مصر‏ عام 1955‏، حيث التحق فى إسرائيل، بالوحدة رقم ‏131‏ بجهاز أمان، لمخابرات جيش الدفاع، ثم أعيد إلى مصر‏، ولكنه كان تحت عيون المخابرات التى لم تنس ماضيه فاعتقلته مع بدء العدوان الثلاثى ضد مصر فى أكتوبر ‏1956.‏

وبعد الإفراج عنه هاجر إلى إسرائيل عام 1957، حيث استقر به المقام محاسبا فى بعض الشركات‏، وانقطعت صلته مع “أمان” لفترة من الوقت‏، ولكنها استؤنفت عندما طرد من عمله‏ وعمل لفترة كمترجم فى وزارة الدفاع الإسرائيلية، ولما ضاق به الحال استقال وتزوج من يهودية من أصل مغربى عام 1959.

وقد رأت المخابرات الإسرائيلية فى إيلى كوهين مشروع جاسوس جيد، فتم إعداده فى البداية لكى يعمل فى مصر‏، ولكن الخطة ما لبثت أن عدلت‏، ورأى أن أنسب مجال لنشاطه التجسسى هو دمشق‏.‏

وبدأ الإعداد الدقيق لكى يقوم بدوره الجديد‏،‏ ولم تكن هناك صعوبة فى تدريبه على التكلم باللهجة السورية،‏ لأنه كان يجيد العربية بحكم نشأته فى الإسكندرية‏.‏

ورتبت له المخابرات الإسرائيلية قصة ملفقة، يبدو بها مسلما يحمل اسم كامل أمين ثابت، الذى هاجر وعائلته إلى الإسكندرية، ثم سافر عمه إلى الأرجنتين عام 1946، حيث لحق به كامل وعائلته عام 1947، وفى عام 1952 توفى والده فى الأرجنتين بالسكتة القلبية، كما توفيت والدته بعد ستة أشهر، وبقى كامل وحده هناك يعمل فى تجارة الأقمشة.

تم تدريبه على كيفية استخدام أجهزة الإرسال والاستقبال اللاسلكى، والكتابة بالحبر السرى، كما درس كل أخبار سوريا، يحفظ أسماء رجالها السياسيين والبارزين فى عالم الاقتصاد والتجارة، وتعلم أصول الآيات القرآنية وتعاليم الدين الإسلامى.

فى 3‏ فبراير ‏1961‏، غادر إيلى كوهين إسرائيل إلى زيوريخ‏، ومنها حجز تذكرة سفر إلى العاصمة التشيلية سنتياجو، باسم كامل أمين ثابت‏،‏ ولكنه تخلف فى بيونس آيرس، حيث كانت هناك تسهيلات معدة سلفا، لكى يدخل الأرجنتين بدون تدقيق فى شخصيته الجديدة‏.‏

وفى الأرجنتين استقبله عميل إسرائيلى يحمل اسم إبراهام، حيث نصحه بتعلم اللغة الإسبانية حتى لا يفتضح أمره، وبالفعل تعلم الإسبانية، وكان إبراهام يمده بالمال ويطلعه على كل ما يجب أن يعرفه، لكى ينجح فى مهمته.

وبمساعدة بعض العملاء، تم تعيين كوهين فى شركة للنقل، وظل لمدة تقترب من العام، يبنى وجوده فى العاصمة الأرجنتينية، كرجل أعمال سورى ناجح‏، فكون لنفسه شخصية لا يشك بها،‏ واكتسب وضعا متميزا لدى الجالية العربية فى الأرجنتين‏ باعتباره قوميا سوريا شديد الحماس لوطنه، وأصبح شخصية مرموقة فى كل ندوات العرب واحتفالاتهم‏،‏ وسهل له ذلك إقامة صداقات وطيدة مع الدبلوماسيين السوريين، وخصوصا مع الملحق العسكرى بالسفارة السورية‏،‏ العقيد أمين الحافظ.

وخلال المآدب الفاخرة، التى اعتاد كوهين أو كامل أمين ثابت، إقامتها فى كل مناسبة وغير مناسبة‏، ليكون الدبلوماسيون السوريون على رأس الضيوف‏،‏ لم يكن يخفى حنينه إلى الوطن، ورغبته فى زيارة دمشق،‏ لذلك لم يكن غريبا أن يرحل إليها، بعد أن وصلته الإشارة من المخابرات الإسرائيلية.

وصل بالفعل إلى سوريا فى يناير ‏1962، حاملا معه آلات دقيقة للتجسس،‏ ومزودا بعدد غير قليل من التوصيات الرسمية وغير الرسمية لكيفية التعامل مع أكبر عدد من الشخصيات المهمة فى سوريا‏، والتحلى بالروح الوطنية العالية.

وأعلن كوهين أنه قرر تصفية كل أعماله العالقة فى الأرجنتين ليظل فى دمشق مدعيا الحب لوطن لم ينتمى إليه يوما.

وبعد أقل من شهرين من استقراره فى دمشق،‏ تلقت أجهزة الاستقبال فى أمان أولى رسائله التجسسية، التى لم تنقطع على مدى ما يقرب من ثلاث سنوات‏، بمعدل رسالتين على الأقل كل أسبوع‏.‏

وفى الشهور الأولى تمكن كوهين أو كامل من إقامة شبكة واسعة من العلاقات المهمة‏‏ مع ضباط الجيش والمسؤولين الحربيين‏.‏

وكان من الأمور المعتادة أن يقوم بزيارة أصدقائه فى مقار عملهم‏،‏ وكان طبيعيا أن يتحدثوا معه بحرية عن تكتيكاتهم فى حالة نشوب الحرب مع إسرائيل‏، وأن يجيبوا بدقة على أى سؤال فنى يتعلق بطائرات الميج أو السوخوى،‏ أو الغواصات التى وصلت حديثا من الاتحاد السوفيتى أو الفرق بين الدبابة تى ‏52‏ وتى ‏54… إلخ من أمور كانت محل اهتمامه كجاسوس.

وبالطبع كانت هذه المعلومات تصل أولا بأول إلى إسرائيل‏، ومعها قوائم بأسماء وتحركات الضباط السوريين بين مختلف المواقع والوحدات‏.‏

فى سبتمبر‏1962‏ صحبه أحد أصدقائه فى جولة داخل التحصينات الدفاعية بمرتفعات الجولان‏، وقد تمكن من تصوير جميع التحصينات بواسطة آلة التصوير الدقيقة المثبتة فى ساعة يده‏، وهى إحدى ثمار التعاون الوثيق بين المخابرات الإسرائيلية والأمريكية.

وفى عام ‏1964، عقب ضم جهاز أمان إلى الموساد‏،‏ زود كوهين قادته فى تل أبيب بتفصيلات وافية للخطط الدفاعية السورية فى منطقة القنيطرة‏.

وازداد نجاح إيلى كوهين، خصوصا مع إغداقه الأموال على حزب البعث، وتجمعت حوله السلطة واقترب من أن يرشح رئيسا للحزب أو رئيسا لسوريا!

وكشف موقع “واللا” الإسرائيلى، أن كوهين كان يرسل بالمعلومات إلى تل أبيب مرتين يوميًا، وقد ترك ذلك أثرًا فى الجو المحيط ببيته الواقع بحى أبو رمانة فى دمشق، الذى توجد فيه سفارات أجنبية أبرزها الصين والهند وروسيا، وقد تضررت مراسلتها بسبب نشاطات الجاسوس.

ونتيجة لذلك، أجرت الجهات السورية المختصة أعمال مسح فى المكان دون الاقتراب من منزل كوهين لأنه لم يكن عرضة للشك، لكن بدون فائدة، فقد استمر الإزعاج مؤكدًا أن فى المنطقة من يستعمل جهازًا سريًا، وقد توجهت الجهات السورية إلى السفارة الروسية لمساعدتها فى البحث عن الجهاز.

وأضاف الموقع، أن خبيرًا روسيًا اقترح بأن تشترى الحكومة السورية جهازًا حديثًا وخاصًا بهذه الأمور من صنع روسى، قائلاً، إن هذا الجهاز سيكتشف الأجهزة السرية خلال دقائق قليلة فى دائرة قطرها مئات الأمتار.

وأوضح، أن هذا الجهاز يحتاج لقطع التيار الكهربائى فى الشوارع التى يمر منها، وإثر ذلك أبلغ كوهين قيادته بأنه لم يستطع التقاط الإذاعة من تل أبيب لأن التيار الكهربائى كان مقطوعًا، حيث كان جهاز البث عنده يعمل بالبطارية الجافة، أما راديو الالتقاط فبالكهرباء العادية، ومن هنا تم اكتشاف موقعه.

بعد يومين من إبلاغه قيادته بعدم التقاطه الإذاعة تم اعتقال كوهين، واتهمت زوجته ناديا التى تقيم فى هرتسيليا، الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، بأنها لم تلتقط إشارات الخطر التى أرسلها زوجها قبيل اعتقاله.

وأكدت تقارير أن اكتشاف الجاسوس الإسرائيلى إيلى كوهين فى سوريا عام 1965، كان بواسطة العميل المصرى فى إسرائيل رفعت الجمال أو رأفت الهجان الذى قال: “لقد شاهدته مرة فى سهرة عائلية حضرها مسؤولون فى الموساد، وعرفونى به على أنه رجل أعمال إسرائيلى فى أمريكا ويغدق على إسرائيل بالتبرعات المالية، ولم يكن هناك أى مجال للشك فى الصديق اليهودى الغنى”.

وأضاف: “كنت على علاقة صداقة مع طبيبة شابة من أصل مغربى اسمها ليلى، وفى زيارة لها بمنزلها، شاهدت صورة صديقنا اليهودى الغنى مع امرأة جميلة وطفلين، فسألتها: من هذا؟ قالت إنه إيلى كوهين زوج شقيقتى ناديا، وهو باحث فى وزارة الدفاع، وموفد للعمل فى بعض السفارات الإسرائيلية فى الخارج”.

وتابع الجمال: “لم تغب المعلومة عن ذهنى كما أنها لم تكن على قدر كبير من الأهمية العاجلة، وفى أكتوبر عام 1964 كنت فى رحلة عمل للاتفاق على أفواج سياحية فى روما وفق تعليمات أجهزة الأمن، وفى الشركة السياحية وجدت بعض المجلات والصحف، ووقعت عيناى على صورة إيلى كوهين، فقرأت المكتوب أسفل الصورة، وكان الفريق أول على عامر والوفد المرافق له بصحبة القادة العسكريين فى سوريا، والعضو القيادى لحزب البعث العربى الاشتراكى كامل أمين ثابت، وكان كامل، هذا هو إيلى كوهين الذى سهرت معه فى إسرائيل”.

واستكمل الجمال: “وتجمعت الخيوط فى عقلى فحصلت على نسخة من هذه الجريدة اللبنانية من محل بيع الصحف بالفندق، وفى المساء التقيت مع قلب الأسد محمد نسيم رجل المهام الصعبة وسألته: هل يسمح لى: أن أعمل خارج نطاق إسرائيل فنظر لى بعيون ثاقبة، فقلت: كامل أمين ثابت أحد قيادات حزب البعث السورى هو إيلى كوهين الإسرائيلى مزروع فى سوريا وأخشى أن يتولى هناك منصبا كبيرا، قال: ما هى أدلتك؟”

قلت: “هذه الصورة، ولقائى معه فى تل أبيب، ثم إن صديقة لى اعترفت بأنه يعمل فى جيش الدفاع، ابتسم قلب الأسد وأوهمنى أنه يعرف هذه المعلومة فأصبت بإحباط شديد، ثم اقترب من النافذة وعاد فجأة واقترب منى، وقال: لو صدقت توقعاتك يا رفعت لسجلنا هذا باسمك ضمن الأعمال النادرة فى ملفات المخابرات المصرية”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان