بالصور احتفال قنصلية اليونان فى الإسكندرية بالعيد القومي لليونان

ليلى خليل
احتفلت قنصلية اليونان بالإسكندرية،  مساء امس  بعيدها الوطنى، برئاسة  القنصل “أثاناسيوسكوتسيونيس “قنصل عام اليونان بالإسكندرية، وبحضور عدد من الجالية اليونانية التى تعيش بالإسكندرية.كما حضر الاحتفالية عدد من الهيئات الدبلوماسية والقنصلية وقناصل الدول العربية والأجنبية بالإسكندرية.
وقد بدأ الاحتفال بكلمه  القنصل العام لليونان في العيد القومي لليونان إن اليونان ومصر يتعايشان بإنسجام في موقع خاص في التاريخ والحضارة الإنسانية، هو جنوب شرق البحر المتوسط. البلدان طورا عبر التاريخ وقرون الحضارة تفاعلًا مستمرًا ثنائيًا حضاريًا استثنائيًا وإعجازيًا فيما بينهما نمت على أثره بين البلدين علاقة استراتيجية وطيدة ومنتجة.إن الإسكندرية ترمز بكل عظمتها إلى هذا التعايش المنسجم عبر الزمان. واليونان الوطن الأم تفخر دومًا بتلك المسيرة المبهرة للتواجد اليوناني و لليونانيين المصريين في مصر وبخاصة في الإسكندرية، حيث أن هذا التواجد قد أسهم في تقدم ورخاء كلا البلدين. في الوقت ذاته تعترف اليونان وتقدم جزيل الشكر للسلطات المصرية وللشعب المصري لإحتضانهما وقبولهما للتواجد اليوناني بين ثنايا وطنهم الثاني.إن يوم الخامس والعشرين من مارس، ذكرى ثورة 1821،هو يوم فاصل للحرية والتحرير، ويعد بالنسبة لنا نحن اليونانيون حدثًا فاصلًا محفور في ذاكراتنا الجمعية.نحتفل ونتذكر تسلسل تلك الأحداث حيث كان الشعب يعيش تحت وطأة الظلم  والذل والإستعباد لقرون طويلة، فوهب روحه وأجساد أبناءه للكفاح من أجل الحرية والأستقلال من الإحتلال العثماني. نحج الشعب اليوناني مستقيًا قواه دومًا من جذوره التاريخية أن يصل لحريته ويبني من خلال تضحيات جمة حريته القومية.كان قسم المناضلين الهام: ” باسم عقيدة الرب والوطن المقدس والحرية”. لأن كفاحًا كهذا، كفاح الشعب من أجل حريته يحتاج إلى دفعة قوية، إلى أمر يمنحهم الأمل في أوقات نضب فيها الأمل، كانوا يحتاجون إلى شيء يدفعهم كي يقاوموا الظلم الغاشم وأن يقهروا الخوف والموت. كان الإيمان هو العنصر الأساسي للعرق اليوناني في هذا الكفاح النبيل.لو بحثنا في تاريخ سنوات الإحتلال التركي، يمكننا أن نقول أن ثورة 1821 لم تكن البداية بل كانت مرحلة إكتمالها. كانت المرحلة الأخيرة لنضال كان قد بدأ قبل عشرات السنين، بأسلحة فكرية ثم وصلت إلى ذروتها بطرق وهدير مدافع الحرب. وكان التعليم هو ما منح تلك الأسلحة الفكرية للكفاح القومي. التعليم القائم على فضائل التراث والإيمان وغرس اللغة في الوعي القومي، والذي نجح في أن يُذيب كل هذه الخصال الخصبة والمبدعة وكل ماهو جيد كان يمكن لأوربا أن تقدمه في ذلك العصر.كان هناك الأبطال اليونانيون المجهولون، على أرض الوطن ولكن بالأخص في المهجر، في أكبر المراكز الأوربية آنذاك، الوطنيون المتنورون من أبناء اليونان في كل مكان على وجه البسيطة، والذين كانوا يعدون العدة للكفاح بكل مالديهم من إرادة وإيمان  وإمكانيات فكرية ومادية بشكل منظم وكان معهم المحبين لليونان والأدباء بكل مالديهم من أفكار مشبعة بالفضائل والتنوير، من أجل الحرية والمساواة والعدل، فكان لهم الدور الحاسم في الثورة اليونانية.عندما أشار رئيس الجمهورية اليونانية في رسالته إلينا، نحن المغتربين اليونانين بأن ” هذه الذكرى السنوية يجب أن تكون دومًا بالنسبة لكل يوناني مصدرًا للدروس المستفادة والإعتبار والإلهام”. إن كفاح 1821 هو جوهر التفاهم القومي والتعاطف بين اليونانيين في اليونان وفي المهجر على السواء والذي استمر في كل مسيرة الدولة اليونانية منذ حينها وحتى يومنا هذا.كانت تلك الثورة هي الحدث الأهم في ذلك العصر. وهذا لأنها قد أثبتت أن الكفاح والإيمان والعزيمة والإتحاد هي العناصر التي عندما تجتمع في شعب، يمكنه أن يغير مصيره التاريخي وليس فقط بل ومسيرة التاريخ أيضًا.إن أحداث السنوات الأولى للثورة تركت أثرًا مستديمًا في وعينا الجمعي استمر إلى مابعد إنشاء الدولة الحديثة. أثرًا قد نشأ من الصدام والموقف العدائي للقوى الكبرى آنذاك ومع الأسف أيضًا للجانب المظلم في أنفسنا.كان أمر لا يمكن تصوره، ومع هذا يُعد ومن دو أدنى شك حدث تاريخي، ففي الوقت الذي كانت فيه التضحيات عظيمة وفي الوقت ذاته الشقاق والمصالح الشخصية والكراهية بين الأخ وأخيه والتعالي والتحزب الأعمى وعدم الكفاءة الإدارية وعدم الوعي كل هذه العناصر التي أودت بالمناضلين إلى صدامين أهليين وباتت الثورة على حافة الهاوية.إن نجاح هذا الكفاح والنضال وكذلك الندوب التي خلفها كانت عناصر حاسمة في ذاكرتنا الجمعية وتعد رسالة خالدة تصلح لكل زمان ولاسيما بالنسبة لنا نحن اليونانيون الجدد. أن الحرية تحتاج إلى الفضيلة والجرأة، إلى تضحيات كي نحصل عليها والأهم من كل هذا هو أن نعرف كيف نحافظ عليها.وكما كتب ماكريانيس: ” إن حظ اليونانيين دائمًا قليل. منذ قديم الأزل وحتى الآن، كل وحوش الأرض تحاربنا وتحاول محونا ولا يستطيعون. يأكلون منا بقدر مايأكلون لكن يبقى دائمًا ذلك السحر. تلك هي الشرارة التي تجلب المعجزة في الكفاح.” تلك الشرارة التي تجعل المستحيل ممكنًا. الشرارة التي تشتعل دائمًا في قلب اليونان واليونانيين. وعلينا ألا ندعها تنظفئ أبدًا.

تتطلب عرض الشرائح هذه للجافا سكريبت.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان