اليمن تواجه خطر الانفصال والانقسام

اللواء الأخبارية : خالد متولــى

من سبأ إلى عدن وصولاً إلى حضرموت، لا صوت يعلو فوق صوت الانفصال، تهديدات جنوبية بفك الارتباط عن العاصمة صنعاء، وتظاهرات في تعز وإب مطالبة بالقطيعة مع الحوثيين.. إنه اليمن الجريح الذي بات على وقع التفكك والتقسيم، مُدُنه تسقط مدينة تلو الأخرى، ورئيسه يُصر على الاستقالة، وبرلمانه يرجئ جلسته الطارئة.

وتعيش محافظات اليمن حالة تأهب واستنفار على المستويين الرسمي والشعبي، وسط دعوات للانفصال عن الشمال، يقابله دعوات ببعض الأقاليم الأخرى بذات المطلب.

وأعلن عدد من الأقاليم اليمنية الانفصال عن العاصمة صنعاء، وأعلن إقليم الجند نفسه مستقلاً عن العاصمة صنعاء، بينما رفض إقليم سبأ تلقي أية أوامر من العاصمة، قابله استيلاء للحوثيين على بعض القواعد الجوية في المدن الشمالية.

الثورة اليمنية

ومع بداية الثورة اليمنية فى عام 2011 وتنحى الرئيس على عبد الله صالح عن الحكم، تعيش البلاد تجاذبات، ومشكلات، وتحديات مختلفة، متزامنة ومتراكمة، تحولت إلى صراعات دموية قد يدفع ثمنها توحد اليمنيين.

ففي عدن عقدت قيادات حراكية وحزبية ومجتمعية، لقاءات لها بهدف تدارس التطورات السياسية المتسارعة وانعكاساتها على الجنوب، وعلي بعض الأقاليم التي تُطالب بالانفصال، وأقر تشكيل هيئة تنسيق مؤقتة تضم ممثلين اثنين عن كل فصيل سياسي، وتتحمل تلك الهيئة إدارة الأوضاع في الجنوب، وتحديد برنامج عملها، وتوزيع وثيقة أسس تكوين إطار تنسيقي جنوبي موحد.

قيادات الحراك

وفي شبوة عَقد المحافظ أحمد باحاج اجتماعًا مع قيادة السلطة المحلية وقيادات الحراك الجنوبي لبحث التطورات الأخيرة، وتم الإعلان عن قطع علاقة المحافظة بالعاصمة صنعاء، كما تم تكليف قيادات عسكرية من أبناء المحافظة للبدء في استلام المعسكرات التابعة للأمن والجيش من قياداتها الحالية وتسليمها للمحافظ، كما أقر الاجتماع استمرار إيقاف إنتاج النفط والغاز.

فيما أعلن إقليم سبأ اليمني انفصاله عن الدولة المركزية وانضمامه لأقليمي عدن وحضرموت الجنوبيين.

وكان وزير الداخلية اليمني السابق اللواء عبده حسين الترب قد دعا محافظي إقليمي الجند وسبأ لإعلان الانضمام الى إقليمي المحافظات الجنوبية.

ودعا اللواء الترب كذلك لتشكيل مجلس عسكري خاص بأقاليم الجنوب وسبأ والجند برئاسة وزير الدفاع الحالي اللواء محمود الصبيحي.

واعتبر أن إقليم آزال الذي يضم محافظات صعدة وعمران وصنعاء وذمار يخضع حاليًا لما وصفه “احتلال بقوة السلاح”.

موقف غامض

الخبير العسكري اللواء نبيل فؤاد قال إن الموقف اليمني غامض للغاية، فالجميع يتقاتل من أجل انفصاله، فالحراك يرى أن الوقت الحالي فرصة سانحة، بينما أعلنت بعض المناطق في صنعاء والشمال أيضاً نيتها الانفصال، وبالتالي فاليمن على وقع التقسيم والتفكك الفعلي.

وأوضح: لـ”مصر العربية” أن موقف جماعة الحوثي من الحكم غير مفهوم، فالدولة سقطت في أيديهم، ورغم ذلك لا يريدون الحكم، قائلاً إن كافة التوقعات تؤكد أن الرئيس السابق علي عبد الله صالح هو من يُحرك الأحداث اليمنية التي تتصاعد يوماً تلو الآخر.

وتابع: أن استمرار الوضع اليمني لما عليه الآن، سيدخل اليمن في حرب أهلية مؤكدة.

استعادة الجنوب

بدوره قال عضو مؤتمر الحوار الوطني الدكتور محمد مسعد العودي إن استعادة الدولة الجنوبية بات أمراً ملحاً.

واعتبر: أن “انقلاب الحوثيين على الشراكة الوطنية يحتم على الجنوبيين استعادة دولتهم”، وزاد أن فكرة الدولة المدنية الحديثة التي نادت بها مخرجات الحوار “قد انتهت مع دخول الحوثيين إلى صنعاء”.

ودعا العودي الجنوبيين أن يقيموا شرعية الواقع كونه ﻻ شرعية لأحد الآن، موضحاً أن الجنوبيين إذا لم يقطفوا الثمرة التي منحتهم إياها اللحظة التاريخية فإنهم سيندمون عليها كثيراً في المستقبل، محذراً مما سماها “لعبة استخباراتية تقود اليمن نحو التشظي، وأن الحفاظ على الجنوب موحداً يعد إنجازا كبيراً”.

نظام صنعاء

من جانبه اعتبر عبد الإله الردفاني -الناشط في الحراك الجنوبي وأمين عام منظمة الحرية لحقوق الإنسان- أن الفرصة سانحة أكثر من أي وقت مضى لاستعادة الدولة الجنوبية وتحقيق إرادة الشعب التواق للحرية، وتحقيق حلمه في دولة مدنية حديثة يتمثل فيها كل أبناء الجنوب، خصوصاً بعد أن وصلت بعض القوى السياسية الجنوبية المرتبطة بنظام صنعاء إلى قناعة باستحالة التوصل لحلول ناجعة بشأن الأوضاع في صنعاء.

وأضاف إن أحداث صنعاء أقنعت العالم باستحالة قيام دولة مؤسسية مدنية في الشمال، الأمر الذي سيشجع العالم -وخاصة الإقليم- على دعم نضال الجنوب الذي يمكنه حفظ الأمن والسلم الدوليين وحماية الموقع الاستراتيجي المهم المتمثل بمضيق باب المندب الذي يمر عبره أكثر من 60% من نفط الخليج و80% من التجارة العالمية، وفقاً للجزيرة.

وكانت أعلنت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ)، أن اجتماع البرلمان اليمني الذي كان مقرراً بعد استقالة الرئيس عبدربه منصور هادي أرجئ من جديد.

وقالت الوكالة إن “هيئة رئاسة مجلس النواب أقرت تأجيل الجلسة الطارئة” للمجلس إلى “موعد آخر سيتم تحديده لاحقا ليتسنى إبلاغ كافة أعضاء المجلس بالحضور”.

وكان الرئيس اليمني منصور هادي قدم استقالته الخميس الماضي، بعد أن اعتبر أن البلاد “وصلت الى حائط مسدود”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان