المبادرة المصرية.. الأمل الأخير لإنهاء المعركة فى سوريا

متابعة : خالد متولــى

مصر تتحرك بجدية نحو حل شامل ونهائى للأزمة السورية، هذا ما كشفه سامح شكرى، وزير الخارجية، أمس، بعد 24 ساعة من لقائه برئيس الائتلاف السورى المعارض هادى البحرة، مؤكدًا أن لقاءً آخرًا تستضيفه القاهرة قريبًا، سيكون حاضرًا فيه كل أطراف المعارضة السورية، من أجل التوصل إلى وثيقة موحدة لحل الأزمة، قبل انعقاد مؤتمر أوسع فى موسكو الشهر المقبل.

البحرة قال لوسائل إعلام عربية إنه لا توجد حتى الآن أى مبادرات رسمية قدمت إلى الائتلاف لحل الأزمة ، ولكن كلام البحرة يتعارض تمامًا مع الأنباء شبه المؤكدة عن وجود مبادرة مصرية تتضمن تبديل الائتلاف إلى كيان مجلس وطنى يضم 100 شخصية، إضافة إلى تشكيل حكومة تكنوقراط يرأسها رياض حجاب.

رياض حجاب

وردًا على هذه الأنباء يقول البحرة: حتى هذه اللحظة توجد شائعات وأطروحات، لكن لا توجد أى أفكار مصرية رسمية قدمت إلينا، وما نعلمه هو أن الحكومة المصرية تسعى إلى حل سياسى فى سوريا يحقق تطلعات الشعب السورى، ونعلم أنها تضغط لتفعيل الحل السياسى .

البحرة أضاف: نأمل أن تستخدم مصر موقعها وثقلها العربى لدفع روسيا لوقف دعم نظام بشار الأسد بالسلاح والذخائر، ونأمل أن تكون روسيا فى موقع أقرب إلى الحياد، كى تستطيع أن تلعب دورا فى التسوية السياسية .

بوتين والأسد

السياسى السورى أشار إلى أن المبعوث الأممى ستيفان دى ميستورا لم يقدم هو الآخر أى مبادرات، مضيفا: نحن فى الائتلاف رحبنا بجهوده وأبدينا ملاحظات، منها أن تكون خطته متكاملة، ولا تركز على تجميد الاقتتال فى حلب فقط، لأن ذلك يكون داعمًا لاحتلال داعش لهذه المناطق ، وحول دعوة موسكو للمعارضة للقاء يجمعها مع النظام بنهاية يناير المقبل قال: لم نتلقَّ أى دعوة رسمية بتاريخ محدد .

كان سامح شكري، وزير الخارجية، قال عقب لقائه البحرة إن مصر تتواصل مع الأطراف الدولية من أجل الوصول لحل سلمى للأزمة، مشيرًا إلى أن وفد الائتلاف استعرض جهوده للتحضير للقاء موسكو، لتثبيت الأوضاع فى سوريا.

الوزير شكرى نقل للبحرة خلال اللقاء، حرص مصر على التفاعل والتواصل مع الأطراف السورية والإقليمية والدولية المعنية للتوصل إلى نقاط توافق لدعم الحل السياسى، وحتى تتمكن سوريا من استعادة موقعها الطبيعى، ويتوصل السوريون أنفسهم إلى توافق حول الحل السياسى عبر حوار بين القوى السياسية السورية التى تقرر موقفها بنفسها، وبحيث يكون دور مصر هو احتضان الحوار ورعايته كونه يتم على الأراضى المصرية.

كما أكد شكرى، خلال اللقاء، على عناصر الموقف المصرى التى تشمل التأكيد على أهمية الحل السياسى وعدم إمكانية حل الأزمة عسكريا فى سوريا، وضرورة التوصل إلى نقطة توافق يرتضيها الشعب السورى لحل الأزمة سلميًا، وأن مصر تبذل قصارى جهدها، وتتفاعل مع كل الأطراف السورية والإقليمية والدولية لحماية وحدة التراب السورى، ومواجهة الإرهاب .

الأوضاع فى سوريا

لقاء البحرة مع شكرى لم يكن الوحيد الذى يعقده السياسى السورى المعارض بالقاهرة، حيث أجرى لقاءً آخرًا بالدكتور نبيل العربى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بحثًا فيه تطورات الأزمة والأفكار الدولية المطروحة ذات الصلة من أجل إطلاق حوار بين مختلف الأطراف السورية وسبل التوصل إلى حل سياسى للأزمة، كما أكد اللقاء ضرورة العمل الجاد من أجل وقف المعاناة اليومية للشعب السورى، خاصة الأوضاع الإنسانية الصعبة التى يواجهها النازحون واللاجئون السوريون داخل سوريا وخارجها.

وأكد الأمين العام أن جامعة الدول العربية، ومنذ اليوم الأول للأزمة السورية، حريصة على الوقوف بجانب الشعب السورى، والتجاوب مع تطلعاته المشروعة، ووقف جميع أعمال العنف، مشددًا على ضرورة تكثيف الجهود الرامية إلى إقرار الحل السياسى التفاوضى للأزمة السورية، وفقًا لبيان جنيف.

أما على صعيد سوريا الأسد، فقد أبدت هى الأخرى استعدادها للمشاركة فى لقاء تشاورى فى موسكو بهدف استئناف محادثات السلام العام المقبل لإنهاء الصراع، حيث نقل التلفزيون السورى عن مصدر بوزارة الخارجية قوله: فى ضوء المشاورات الجارية بين الجمهورية العربية السورية وجمهورية روسيا الاتحادية حول عقد لقاء تمهيدى تشاورى فى موسكو يهدف إلى التوافق على عقد مؤتمر للحوار بين السوريين أنفسهم، دون أى تدخل خارجى، تؤكد الجمهورية العربية السورية استعدادها للمشاركة فى هذا اللقاء انطلاقًا من حرصها على تلبية تطلعات السوريين لإيجاد مخرج لهذه الأزمة ، فى الوقت الذى تسعى فيه موسكو حليفة الرئيس السورى بشار الأسد إلى استئناف المحادثات التى انهارت فى فبراير بعد اجتماعات جنيف.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان