الدكتور فيصل الحفيان الحفاظ على التراث العربي والفصل بين التاريخ والتراث فى معرض الإسكندرية الدولي للكتاب

ليلى خليل

اقيم اليوم على هامش فاعليات معرض الإسكندرية الدولي للكتاب ندوة بعنوان “جهود وإسهامات معهد المخطوطات العربية في الحفاظ على التراث العربي”،تحدث فيها الدكتور “فيصل الحفيان” مدير المعهد، وقدمه الدكتور محمد سليمان؛ رئيس قطاع التواصل الثقافي بمكتبة الإسكندرية.
وقال الدكتور فيصل الحفيان إن معهد المخطوطات العربية، وهو ضيف شرف المعرض، له تاريخ طويل، ويكاد يصل عمره إلى 75 عامًا، كاشفًا أنه أنشئ بإيعاز من طه حسين، وتوالى عليه علماء كبار، أهمهم الدكتور صلاح الدين المنجد، المعروف بـ “سندباد المخطوطات”، والذي يعد علامة فارقة في تاريخ المعهد، لأنه من وضع الأسس العملية لعمل المعهد، وخطة مجلته، وسيَّر البعثات، وأسس لما يمكن تسميته العمل التراثي العربي المشترك.
وأكد أن عمل المعهد يقوم على نظرة شمولية، تلغي الحدود الجغرافية وتعتبر التراث ملكًا للأمة، كما أن المعهد لا يعتبر التراث نصًا ومعرفة فحسب، لأنها نظرة قاصرة، لكنه يهتم أيضًا بالوعاء، فالمعرفة تتأثر باختلاف الوعاء. 

وأضاف “الحفيان” أن اهتمامات المعهد المستقبلية ستركز على التوعية بأهمية “المخطوطات المُهجَّرة”، مبينا أن أكثر من نصف المخطوطات العربية موجودة خارج الدول العربية، منها العديد من الوثائق التي نُقلت خارج البلاد منذ القرن الثامن عشر عن طريق بعثات منظمة.
وأشار إلى أن تغيير نظرة الناس للتراث تعد من أولويات عمل المركز، فيجب الفصل بين “التاريخ والتراث “
حيث إن التاريخ قد يموت لكن التراث حيٌ وباق، وهو وقود جديد نستعيده للانتقال للمستقبل. وأضاف أن الحدود بين الأزمنة هي حدود وهمية، والحاضر هو الحقيقة الوحيدة، ولذا علينا الانتقال من مرحلة نشر النص إلى استبطانه واستثماره وتوظيفه في المستقبل.
وقد شدد الحفيان على أهمية العمل المؤسسي في التراث، فلابد من وجود رؤية تحدد المحاور الرئيسية للعمل في التراث؛ وهي معرفة هذا التراث جيدًا، وإنقاذه، والتعريف به. ولفت إلى وجود ثلاثة أنواع من التراث؛ وهي: المادي، واللامادي، والوثائقي، مبينًا أن الأخير هو أكثرهم ضعفًا وهشاشة وقابلية للضياع، نتيجة الكثير من العوامل منها الجو، والإهمال، والحروب، وحتى النُسَّاخ الذين قد يغيروا النصوص ويشوهونها.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان