البابا ثيودروس الثاني،بطريرك الروم الأرثوذكس العالم يعيش الآن مأساة حقيقية بسبب الوباء العالمى كورونا

ليلى خليل

قال : البابا ثيودروس الثاني، بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر أفريقيا للروم الأرثوذكس، إن العالم يعيش الآن مأساة حقيقية بسبب الوباء العالمي كورونا المستجد كوفيد 19.

من خلال رسالته إلى الشعب الرسولي بمناسبة عيد الفصح، إنه يعيش اليوم عددًا ليس بقليل من الشعوب مأساة الواقع الذى يمر به عالمنا الآن والمتمثل فى الوباء وذلك “بصمت” و “بسكون” او فى اسوأ الاحوال “كغياب ” لله .

ولكن بالنسبة لنا كمسيحيين أرثوذكس فإن الله ليس عبارة عن فكرة عامة مجردة وغير مرئية، ليس عبارة عن إرضاء للتوجه الغريزى للتدين، إن الله إله أبائنا المثلث فى الأقانيم هو علاقة، هو تواصل ، هو إله شخصى”.

وقال “ان حقيقتنا التى نحياها فى هذه الليلة وتشد على يدنا بقوة وتعبر بنا من الموت الى الحياة قد اقامتنا .

أن الفصح، بالنسبة لنا نحن المسيحيون يعنى العبور من القبر الى النصر. وهو حدث فريد من نوعه وتجربة غير قابلة للتفاوض وهو ليس فقط تجربة فى هذه الفترة العصيبة ولكن تجربة لحياتنا كلها. هو العظة الازلية للكنيسة”.

لأجل ذلك فان عيد الفصح يقف صامدا امام الظروف والمؤثرات الخارجية بمختلف مسمياتها على مر الزمان من: الاستشهاد او الحياة فى المُغر او نفى او سجون او اضطهاد وازمات عالمية كما هى فى الوقت الحاضر”.

وأكد أنه ليس هناك أي قوة تستطيع ان تطيح بالهيئة الفصحية للكنيسة مهما كان المستقبل لايمكن اختراقه. نعم فعندما تشتد الظروف الخارجية صعوبة وقسوة عندها يسود الصمت والسكون أو غياب الله كما يرى البعض. لكن عندها نلجأ إلى التواصل وجها الى وجه فى علاقة شخصية معه. حيث نستجيب للرغبة القوية بأن يتناول معنا الفصح في هذه السنة ايضا كما يقوم به على مدى قرون عديدة بلا انقطاع .

وقال  أن الله فى هذه الظروف الصعبة يتكلم معنا كلامًا واضحا ويحيطنا بنعمة العودة إليه، ويسمح لنا بأن نبحث عنه بشوق إلهي صريح. لعل استجابتنا إلى صوت الله الجهور هي مسئوليتنا بأن نكون أو لا نكون أحرارا ومن غير إجبار تحت ستره. أن ستر الله ليس رخاء دنيوى بل هو صليب وقيامة أيضا. أن ستر الله ليس وعدا برخاء مادي، بل هو عبارة عن مسيرة شاقة إلى الجلجثة كمعينا لنا بصلوات والدة الإله وجميع القديسين في توجهنا إلى ملكوت السماوات.

واختتم بطريرك الروم، رسالته الخاصة بعيد الفصح  “أبنائى الأعزاء.. أننا في هذا الفصح ربما نعيش بشكل أوضح رغبة الرب بان يأكل معنا. فاليوم تتراجع الاهتمامات الدنيوية أمام الظهور والانتشار الجائح لهذا الجرثوم الخبيث فيروس كورونا المستجد، ولكن يبقى الوقت والفرص متاحة من أجل أن نتواصل معه. “لأنها ملكوت الله داخلنا” (لوقا 21:17 ). سوف تدق الأجراس والأهم من ذلك هو تأهبنا في العودة الى الله والتوبة والأمل الفصحى على لقاء كل شخص منا وجه الأخر، وعلى المنى أن نتواجد كلنا سويا داخل أو خارج كنائسنا. فالجميع يتشوق لتناول جسد ودم الرب يسوع المسيح”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان