الإخوان مقابل صفقة غاز قطرية

متابعة : خالد متولــى

 استجابت دولة قطر لضغوط مجلس التعاون الخليجىفى سبتمبر الماضى ، وقامت بترحيل كل القيادات الإخوانية من أراضيها، وقد اتجه الجميع إلى تركيا، واتخذوا إسطنبول مقرًا لهم، مع استمرار الدعم المادى القطرى لهؤلاء القادة فى صرف مرتبات شهرية وتوفير الإقامة، بل والبعض منهم حصل على سيارات خاصة للتنقل، أى أن رفع الدعم عن الجماعة من ناحية قطر هو رفع شكلى فقط وغير مؤثر بالمرة فى محاربة الجماعة.

فدولة قطر لا تتحرك كل التحركات السياسية إلا بموافقة مولاتها أمريكا، فعلى أراضيها أكبر قاعدة عسكرية أمريكية، والأمريكان لديهم مصالح ضخمة مع الإخوان، الممتد وجودهم من إندونسيا فى آسيا إلى نيجيريا فى إفريقيا مرورًا بدول الشرق الأوسط، أما الأتراك فبجانب انتماء أردوغان إلى جماعة الأخوان الإرهابية، فهو يتخذ هذا الانتماء ذريعة لتحقيق المشروع والحلم التركى لعودة الخلافة الإسلامية إلى دول الشرق الأوسط الممتدة من تركيا وحتى دولة اليمن مرورًا بدول الخليج ومصر، مما يحقق لها سيطرة كبيرة على كل كنوز الشرق الأوسط من النفط والموقع الإستراتيجى، والذى كان ظاهرًا فى تبنى الأتراك مشروع قناة السويس، الذى طرحته الجماعة وقت حكمها لمصر، وكانت ثورة يونيو هى العصا التى وضعت فى عجلة الحلم التركى، وهو ما يفسر حالة العداء الشديدة من حكومة أردوجغن تجاه الرئيس عبد الفتاح السيسى.

الأخطر ما حدث منذ أسابيع، فقد قامت الدولة التركية باستغلال الموقف لصالحها تمامًا، بعقد صفقة مع دولة قطر لاستضافة قادة الجماعة على أراضيها، والصفقة القطرية التركية لترحيل قيادات الجماعة تمت قبل قرار الترحيل بأيام معدودة، وبالتحديد عند زيارة أردوغان للدوحة، وهى الرحلة الأولى للخارج التى قام بها أردوغان بعد توليه الرئاسة، حيث اتفقت قطر على مد تركيا بكميات ضخمة من الغاز الطبيعى المسال، لتغطية الطلب الكبير خلال فصل الشتاء.

وصرح وزير الطاقة التركى، تانر يلدز، أن قطر وافقت على إرسال 1.2 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعى المسال إلى تركيا خلال أشهر الشتاء، للمساعدة فى تلبية الطلب، والشحنات سترسل على 9 دفعات بداية من الشهر القادم.

الهجرة الإخوانية من مصر إلى قطر هى إحدى تكتيكات الجماعة، فالجماعة الإرهابية لم تمت بعد، بل هم فى ورطة وهم كبير وضيق خانق، محنة لا يضاهيها أى محنة مرت عليهم، يكسرهم اليأس والإحباط، وقد أعدوا العدة لعبور تلك المحنة، وبدأت الخطة الأخطر للهرب خارج مصر، تمامًا كما فعلوا فى عهد عبد الناصر، فمنهم وقتها من اتجه إلى السعودية وإمارات الخليج والكويت والعراق، والقليل منهم اتجه إلى أورُبا، والجميع هناك مارس حياته الطبيعية فى أمان وتحت أعين مخابرات تلك الدول، التى هربوا إليها، لاستخدامهم فى الوقت المناسب.

الوضع هذه المرة تغير فى المنطقة، وأصبحت دول الخليج وعلى رأسها السعودية تمنع دخول الإخوان، كما هو الحال فى دولة الكويت والإمارات، لذلك اتجه الإخوان هذه المرة إلى الدول الأورُبية، وهى دول تركيا و سويسرا وهولندا وإنجلترا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا.

الإخوان لا يستسلمون بسهولة، ويرون أن لهم ثأر لابد أن يؤخذ مهما طال الزمن، ثأرهم هذه المرة لن يكون مع شخص بل مع مجتمع لفظهم، والثأر هذه المرة سيكون بيد شباب يشعر بالإهانة وغريزة الانتقام، التى تولدت بداخله، وهو يرى أمراء جماعته مكبلين فى أساور حديدية، وكبيرهم ومرشدهم محكوم عليه بالإعدام.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان