الأعلام الحكومى وسياسة ” صلى صلى “

اللواء الأخبارية : خالد متولـى

ما أشبه الليلة بالبارحة ، فبرغم تغير الزمان والأفكار وأصبح العالم مفتوح على مصراعيه أمام الجميع حتى وصل الأمر إلى أنه لم تعد هناك أية احداث أو وقائع خافية على البشر فى أية بقعة فى العالم بفضل الثورة المعلوماتية وعصر العولمة الذى نعيشه ، إلا أن هذه المفاهيم مازالت بعيدة عن جهابذة الأعلام الحكومى فى مصر اللذين مازالو يتبعون مبدأ ” المسئول دايما على حق ” وخلينا نقضى اليوميين اللى فاضلين لنا على خير مع سياسة ” صلى صلى ” والتطبيل للمسئولين الحكوميين والكذب على الشعب لتحسين صورة المسئول رغم أن الحقيقة بكاملها بين أيدى الناس عبر وسائل العلم المختلفة المصرية والأجنبية ؟!!!

أتذكرون فى فترة ثورة 25 يناير كانت الأحداث مشتعلة وترك التليفزيون المصرى كل هذا واكتفى ببث صورة لمركب صغيرة تتهادى فى النيل وقت العصارى بها أثنان عشاق  فى أشارة ساذجة من عقول أكثر تخلف وسذاجة بأن البلد هادئة وخالية من المظاهرات ؟!!

هل انطلت هذه الأكذوبة على الشعب الذى كان بأكمله فى المياديين ومن لم ينزل الميدان كان متابعا للقنوات الخارجية والأنترنت وكان يعرف الحقيقة كاملة بل ومعايشا لها ؟

ألا نتعلم من أخطائنا الساذجة الماضية ؟

هل سياسة ( الـ ….. ) لكل مسئول أصبحت أمرا مقدسا لديهم لا يمكن الاستغناء عنه؟

فبالأمس طالعتنا شاشة تيلفزيون الإسكندرية ( القناة الخامسة ) أثناء الأفطار بصورة لمائدة المحافظ التى تسببت فى كارثة بين جموع المواطنين من عدم تقديم وجبات الأفطار للمدعويين وتسولهم الوجبات من السكان واصحاب المطاعم الغذائية وما صاحب ذلك من حالات تحرش وأغماء وغيرها من الكوارث وأعمال العنف ، فتركت القناة كل ذلك وركزت كاميراتها على منطقة صغيرة خالية من الصراعات مع أغانى داليدا الشجية ومواصلة سياسة ( صلى صلى ) بأنها أطول مائدة أفطار فى العالم وموسوعة جينس ومصر تحقق الأنجاز وغيرها من الأكاذيب التى تجعل كل من يحترم نفسه وعقله ألا يحترم مثل هذه القنوات العقيمة فكرا ومحتوى .

ألم يتسائل القائمين على تلك القنوات الحكومية لماذا هم فى فشل دائم لدرجة أنه لا يشاهدهم أحدا تقريبا إلا لو كان هناك مبارة كرة قدم مذاعة على القناة الثانية أو قناة النيل الرياضية فقط ؟!!!

هى تلك الحالة الوحيدة التى يضطرون لمشاهدتكم ساخطين من سؤ مستوى الصورة وسخافة المعلق الرياضى المعيين بالواسطة أو من تجاوز السبعين ويتظن نفسه زعيم وطنى ويترك المباراة ويظل ينتقد عامل البوفيه الذى لم يأتى له بالقهوة وزجاجة المياة ويظل طوال المباراة يلعن فى زملاؤه المعدين والمخرجين والصحاب الشركة الراعية لدرجة أنه قريبا سيلعن المشاهد نفسه ؟! .

وليس هذا هو حال المعلقيين الرياضيين فقط بل تقريبا باقى المذيعين فى القنوات فهم مجرد موظفيين على درجة حكومية ينتظرون العلاوة أول يوليو من كل عام وتقريبا يظلون بالأشهر دون تقاضى رواتبهم !

وسمعنى أحلى سلام للأعلام الحكومى … وصلى صلى

150x150-MSHARIQ-18952-1

u=2491246182,121366033&fm=3

 

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان