“استغاثة عاجله” من كتاب وفنانى مصر لإنقاذ اتيليه الاسكندرية

ليلى خليل

أعلن الكاتب الصحفي معتز الشناوى، عضو اتيليه الاسكندرية – جماعة الفنانين والكتاب، إطلاق عدد من أعضاء الأتيليه و رواده ومحبي الفنون والآداب لحملة تدوين إلكترونية وهاشتاج ” #إنقذوا أتيليه الإسكندرية ” للحفاظ على الأتيليه، لما يمثله كصرح ثقافى وفنى كبير، فى التاريخ الحديث لعروس المتوسط.
وأشار الشناوى أن مجلس إدارة الاتيليه برئاسة الدكتور محمد رفيق خليل، قرر استئناف نشاطه اعتبارا من الأسبوع الجاري – وفقا للإجراءات الاحترازية – بحفل موسيقي كبير بحضور الموسيقار الكبير الدكتور فتحى الخميسي – استاذ الموسيقي بأكاديمية الفنون، وسيتم الإعلان عن الفاعليات الفنية والثقافية، تباعا.

واشار الى استغاثة عاجله لكل رواد الأتيليه وكتاب وفنانى مصر بل ووزارة الثقافة والآثار ووزارة التضامن  أيضا بتوحيد جهودهم لإيجاد حل لهذه الأزمة للحفاظ على هذا المبنى و الثقافى الكبير .

ويذكر ان المبنى يعود تاريخه إلى القرن الـ19، كما أن المبنى مسجل كأثر، وعمره يتجاوز مائة عام، يعتبر من  أقدم الجمعيات الثقافية في مصر، ولا يمكن أن يحافظ على المبنى إلا الفنانين، و«أتيليه الإسكندرية» أنشأه الفنان محمد ناجي في 1934، أي قبل أتيليه القاهرة بنحو 20 سنة.

أتيليه الإسكندريه “قصر تمفاكو  “الأثرى يقع القصر بشارع فيكتور باسيلى المتفرع من شارع السلطان حسين بالإسكندرية

والقصر مسجل ضمن آثار مصر الإسلامية تحت رقم 538 لعام 1995 و أيضا مسجل فى عداد المبانى التراثية طبقا للقرار الوزارى رقم 287 لعام 2008 تحت رقم 1346

وهو مبنى أثرى رائع يرجع تاريخه إلى عهد الملك فؤاد الأول بدأ تشييده الثرى اليونانى جورج تمفاكو منذ عام 1925 وقام بتصميمه مهندس إيطالى الجنسية

ويتكون المبنى من طابقين وبدروم وسطح وأضيف له ملحقات بعد ذلك والمدخل الرئيسى يطل على شارع فيكتور باسيلى ويحيط بالقصر أسوار من جميع الجهات عدا الجهة الشمالية .

تحولت ملكية القصر بعد ذلك لتاجر أخشاب كبير من الشام يدعى إدوارد كرم وعنه عرف القصر باسم “قصر كرم”

وقد  أضاف كرم بعض الأعمال والتجديدات فى القصر عن طريق مهندس يدعى ماكس أدريانو و كان منها تغيير الأرضيات الرخامية واستبدالها بأنواع نادرة من الأخشاب التى كان يجمعها من الخارج .

و بعد ذلك تعاقب الملاك على القصر عدت مرات وفى عام 1956 اشتراه البنك المصرى الإيطالى وتم تأجيره بمعرفة البنك كمقر لأتيليه الإسكندرية

وأتيليه الاسكندرية قد تأسس عام 1934 على يد الفنان الكبير محمد ناجى الذى ترعرع فنيا فى مرسم الفنان الكبير لورنزو زانييرى المشهور بزنانيرى .

وصرح انه قد سبق أتيليه الإسكندرية بذلك أتيليه القاهرة بحوالى عقد من الزمان وقد تنقل الأتيليه بين أكثر من مقر ويقال أن مقره الحالى قد انتقل إليه من فيلا بشارع فؤاد إلى قصر تمفاكو بواسطة قاهر الصخر النحات السكندرى الكبير الفنان محمود موسى

وهو الذى سعى لذلك بعدما ارتبط اسمه بأتيليه الإسكندرية منذ أن أهداه الفنان الألمانى هاينز ميتشيل إحدى حجرتيه بمقر الأتيليه السابق قبيل الحرب العالمية الثانية و قد قام بالتنازل لموسى عن الحجرة قبل أن يعتقله الإنجليز.

والقصر مزين بالعديد من النقوش والزخارف الجصية والخشبية والمنحوتات الرائعة فالمدخل الرئيسى للقصر معقود بعقد نصف دائرى يستند على اثنين من الأعمدة الاسطوانية فى جانبيه ويصعد إليه بدرجات رخامية ويعلو المدخل شرفة صغيرة بمستوى الطابق الثانى لها درابزين حجرى وأسفل الدرابزين زخارف نباتية تشبه الأكليل يتخللها نحت لأشكال آدمية

ويتكرر ذلك أسفل كل شرفات القصر وأعلى الواجهة الرئيسية ينتهى بشكل جمالونى يستند على شريط حجرى من المربعات الصغيرة أسفله أفريز من الزخارف النباتية الرائعة التى تتخللها منحوتات لأشكال آدمية مثل كيوبيد

والمبنى الخاص بالأتيليه سقفه خرسانى ولكن الصالة الرئيسية بالطابق الأرضى سقفها عبارة عن مربعات خشبية يتخلل كل مربع زخارف مختلفة الألوان وكسيت جدرانها حتى المنتصف بالأخشاب ويربطها بالقاعات أبواب خشبية عليها نحت بارز لأشكال آدمية وزخارف نباتية

والقاعات بها شرفات ذات عقود نصف دائرية كسيت بالخشب أيضا وبها زخارف نباتية مطعمة باللون الأخضر والذهبى.

ويصعد للطابق الثانى بسلم خشبى وتستخدم القاعات بهذا الطابق كمرسم للفنانين بالاتيليه وتفصل القاعات عن بعضها أبواب خشبية ذات أشكال آدمية أيضا.

و يشغل هذا المكان الأثرى البديع منذ عقود أتيليه الإسكندرية وهو مركز تنور  فنى وثقافى حيوى وهام على مر الأجيال وملتقى لكل الكتاب والفنانين من أساتذة وهواه و لكن للأسف المبنى محل نزاع منذ عام 2015 ومشكلات عديدة مع الورثة ومحاولات مستمرة لنزع الملكية والتعاقد .

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان