اخرة اللى يصاحب إنسان

كتبت: جيهان السنباطى

فى مشهد رهيب تقشعر له الأبدان شاهدت والقلب يعتصره الألم فيديو إنتشر بسرعة البرق على موقع التواصل الإجتماعى الفيس بوك يظهر فيه تجمع مجموعة من الشباب فى شارع الأهرام بشبرا الخيمة على كلب ضعيف قاموا بربطه فى أحد الأعمدة وبدأوا في طعنه بالسكاكين حتى الموت تحت مسمع ومرأى من الجميع ولم يبادر أحد منهم بالدفاع عن هذا الكلب المسكين الذى ظل يصارع الموت وحيداً فيالظلم البشر ، والغريب أن السبب وراء هذا العنف والوحشية هو الإنتقام منه لأنه “عقر” أحدهم، بعد مشاجرة بينه وبين صاحب الكلب أى أن الكلب راح ضحيه حبه ووفاءه ودفاعه عن صديقه الذى سلمه لهم بدم بارد وشاهده وهو يتم طعنه بالسلاح الأبيض والسنج طعنة بعد آخرى ثم ذبحوه وفصلوا رأسه عن جسده حتى لفظ أنفاسه الأخيرة فى مشهد أليم ولم يبادر صديقه حتى بالدفاع عنه مثلما فعل الكلب. إن ما حدث مع كلب الاهرم من تعذيب يعد سلوك مشين ودليل على عدم وجود آدمية أو رحمة لمرتكبي ذلك الفعل ويجب على الدولة دعم ثقافة التعامل مع الحيوانات، وكذلك لابد أن تسلط وسائل الإعلام الضوء على تلك الظاهرة حتى يكون هناك رأفة ورحمة في التعامل مع الحيوانات. هذا المشهد يجب ألا يمر مرور الكرام فمن يقوم بتعذيب حيوان ضعيف لاحول له ولاقوة الآن يمكن بكل سهولة أن يقوم بتعذيب غيره من البشر بكل سهولة وبدون حتى تأنيب ضمير هذا إذا كان من الممكن إطلاق إسم إنسان عليهم وعلى رأى الشيخ خالد الجندي، الداعية الإسلامي الذى قال أن دي أخرة اللي يصاحب إنسان، لأن الإنسان من طبعه الغدر، والغدر مش من اللي قتلوا الكلب لا من صاحبه اللي سلمه لهم فتلك الواقعة نموذج لكلب وفي وإنسان غادر، لأنه مات بسبب دفاعه عن صاحبه ياخسارة الكلب اللى راح اللى تمرت فيه اللقمة وياخسارة البشر اللى ضاعت ملامحهم البشرية وطلعت لهم أنياب سامة وأظافر حادة يقتلون بها غيرهم وأنفسهم . ربما تغيرت صفات البشر وتجمدت مشاعرهم الإنسانية من كثرة ماتشاهده من حوادث قتل وحشية للبشر سواء كان القتل على يد تنظيمات إرهابية مسلحة داخلياً أو خارجياً أو جرائم قتل فردية أو جماعية بشعة حيث الاب يقتل أبناءه والأم تشعل النيران فى أطفالها وابناء يطعنون آبائهم حتى الموت جرائم القتل لم تعد مجرد جريمة هدفها القتل بل هدفها الأساسى هو تعذيب الضحية قبل قتلها نوع من التشفى والغل والكراهية التى إنتشرت بشكل غريب فى مجتمعاتنا لم أعد أعرف أين الخلل ولماذا وصلنا الى هذه الدرجة من البشاعة واللاإنسانية اين ذهبت الرحمة من قلوب البشر لماذا أصبحت الوحشية والإنتقام من الآخر هى العنوان الذى يتصدر المشهد فى مصر ؟؟ تساؤلات عديدة تحتاج الى أجابات .. وعلاج .

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان