أين الحقيقة !! ؟؟

بقلم-عبدالحفيظ محمود حسن

… لقد كنت علي وشك من اصدار الجزء الثاني من مقالي السابق ” قيمة الوقت ” الذي كنت سألقيه علي مسامعكم الكريمة..الاأني رجعت القهقري وعدلت عنه؛ اثر الاحداث الأليمة والعنيفة الغير المقبولة. بل والغير مرضية علي الاطلاق التي تمر بها البلاد.. ما بين ثائر ومطالب ‘ ومتكلم ومستمع ؛ ومحدث وصامت ، وصغير وكبير ؛ وسائس ومسوس ، ومن ينظر في حاله ولقمة عيشه ، ومن يستغل ذاك الحال السييء وتلك النظرة البائسة اليايسة البادية علي وجهه أسوأ استغلال.. وءاخر يثور مطالبا بحقه وينكر ما عليه البلاد وما ءالت اليه بعدما كانت رمزا للكرم والعطاء.. وءاخر جعل كل همه وقودا لشعلة الفتنة في البلاد؛ وفي هذا الظرف الدقيق التي تمر بها الكنانة الطاهرة بالذات .

…. وكل واحد من هؤلاء يري انه علي صواب وعلي حق ؛ وكأنهم نسوا أن البلاد في هذا الظرف الدقيق خاصة لاتحتاج منهم الا العمل الدؤوب ، والجهد المتواصل ، والطاقة القصوي ، والشغل المتفاني ، والنية السليمة ، والعقلية الحكيمة ، والتعاون المجدي النافع الذي ليس به غضاضةولا مصلحة فردية بل للمصلحة العامة والقومية . فهلا فعلنا ذلك بأحكام واحكام ودون تردد…..نستشهد بقول”ابراهيم ناجي”.. وفي حبه لمصر الحبيبة في بضع أبيات جميلة المعاني..فهلا نتدبر: – فهلا وقفتم دونها تمنحونها أكفا .. كماء المزن تمطرها خيرا – سلاما شباب النيل في كل موقف علي الدهر يجني المجد او يجلب الفخرا. – تعالوا نشيد مصنعا رب مصنع.. يدر علي صناعنا المغنم الوفرا. -تعالوا نشيد ملجأ رب ملجأ…. يضم حطام البؤس والاوجه الصفرا. – تعالوا لنمحو الجهل والعلل التي .. أحاطت بناكالسيل تغمرنا غمرا. – تعالوا فقد حانت أمور عظيمة.. .. فلا كان منا واحد يصم العصرا. – تعالوا نقل للصعب: أهلا فاننا…. شباب ألفنا الصعب والمطلب الوعرا.

… ولا ينبغي علينا القعود بل يجب علينا البحث والسعي لأن بلادنا جديرة بالسعي وراء خيرها..فنترنم قائلين: – شباب اذا نامت عيون فاننا بكرنا… بكور الطير نستقبل الفجرا – شباب نزلنا حومة المجد ….. ومن يغتدي للنصر ينتزع النصرا .

… واما عن الاختلاف في النية والمبدأ والعمل..فقبل ان نبدأ في الاختلاف يجب ان نعرف منطق الحقيقة وبيان اوجهها ..كما قال بذلك الاديب الكبير الراحل “جبران خليل جبران” قال : ” للحقيقة وجهان: عقل يستنبطها ، ولسان ينطق بها ” …علي انني اقول للمختلفين بصفة عامة ..اقول لهم : ” تعالوا الي كلمة سواء “

….أليست الكلمة السواء التي ننشدها هي حب الاوطان والعمل علي تشييدها وبناء حضارتها والتفاني في تقدمها واستقرارها !! أليس كذلك!! فلنعمل اذن مادام أننا ندرك وتدركون بذلك.

وبالرغم اننا نعلم في طيات أنفسنا ان الاختلاف موجود وأنه سنة كونية بني علي أعتابها تدابير الكون والبشر.مصداقا لقوله تعالي : ” ولا يزالون مختلفين ” فلنتفق اذن في الاشياء التي تلزمنا فيها بالبقاء معا..ونتشارك معا كالذي ذكرناها سابقا ،والخطوات التي سجلناها ءانفا من اجل رأي سديد ، وفكر جديد ، وحوار مفيد ،وبناء مجيد..

..وبالرغم من ذلك اقول بمرارة الكلمة في اللحظة الراهنة التي تمر بها البلاد ؛ واقفا بين مفترق الطرق واصفا حال الثائرين والمطالبين والصامتين ..ومنهم أنا وانتم ولعل بعضكم : ” أين الحقيقة !!” “” أين الحقيقة المرجوة التي ننشدها!! ” ويبقي الامل واضحا جليا في اتيانها ، والبحث عن اوجهها. ..

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان