أحزابنا أوراق رسمية ..

بقلم د./ ناصر السلامونى
أتدرى كم عدد الأحزاب السياسية في مصر؟.وكم عدد التى تحت التأسيس؟
إنه لأمر مضحك محزن هذا الكم الهائل من الأحزاب التى لا وجود لمعظمها في الشارع وهم يعترفون بذلك ويختلقون الأعذار على فشلهم بحجج واهية.
لونظرنا لدول العالم لوجدنا فى كل دولة عدد مناسب له ثقله في الحياة السياسية والاجتماعية ولكن هنا كل شيئ مباح من أجل الحريات.
لو استرجعنا تاريخها لعرفنا ماقبل ثورة يوليو وما فيها من أحزاب وطنية وأخرى موالية للملك وثالثة موالية للمحتل.
وجاءت الثورة وأعلنت إلغاء كل الأحزاب وابتكرت الاتحاد الاشتراكي ثم المنابر ثم عودة الأحزاب فكانت تعد على أصابع اليد الواحدة وهى العمل والأحرار والتجمع والأمة والوفد والوطنى وكان لكل منهم ثقله وخاصة حزب الوفد والعمل وحزب الحكومة الوطنى.
ولكن نرى منهم من اتخذ الحزب نهبا لمتاع الدولة ومنهم من امتنع حتى عن أخذ الدعم الحكومي وهوحزب الوفد الذى عاد بقوة وأثبت مكانته وأصدر صحيفته اليومية والتى وضع رئيس الوفد وديعة لها حتى لا تمد يدها لأحد.
كل الأحزاب السياسية كانت لها جرائد معبرة عن توجهاتها السياسية ولها ثقلها فى المجتمع ولكن لم يكن لها نبرة القوة كالوفد والتجمع وحاول مبارك أن يجعلهم جميعا ديكورا يزين به جدار الحرية الخرب.
برز سياسيون من الأحزاب وكانت لهم أراؤهم النابعة عن حبهم للوطن ولكن اضمحلت هذه الأحزاب وانزوى أهل الرأى.
أين هذه الأحزاب الآن بقيت أسماء فقط وتصارع أعضاؤها فيمن يترأس حزبه وباع كل حزب صحفه إلا حزب الوفد والأمة.
وتم فتح الباب لأحزاب جديدة بعد بعد حل الحزب الوطني وتفاجئنا بأحزاب دينية وأخرى لا وجود لها في المجتمع سوى أفراد جمعتهم مصالح شخصية وليست وطنية وأكبر دليل على ذلك تشابه لائحة الأحزاب إلا فى فقرة أوفقرتين.
ثم ما الهدف من السعى لإنشاء حزب جديد مادام هناك أحزب موجودة ومالذى تفعله كل الأحزاب السياسية الموجودة على أرض الواقع.؟
أرجو أن يبلغنى أحد كم عدد الأحزاب السياسية التى لها فاعليات وأدوار سواء سياسية أو تشريعية أو مجتمعية .وهل لها فعلا تواجد حقيقى فى المجتمع بمعنى أن العضو يعرف مواد الحزب وأهدافه ومقتنع بها وهل قرأ برنامج الحزب ولائحته وتمسك بها أم أنه عضو ومعه بطاقة الحزب فقط ويستفيد منه فى المناسبات والمؤتمرات وغير ذلك.
كم حزبا له جريدة تعبر عن رأيه وتتناول قضايا المجتمع ويسعى لحلها بواسطة من عنده من كوادر مختلفة التخصصات.كم حزبا سعى إلى العشوائيات وتولى جانبا من مشاكلها وقام بحلها.كم حزبا قام بإيجاد وظائف فعلية لأبناء الوطن وليست وظائف ورقية أو تقال فى المؤتمرات لكسب ود الشعب ثم ينسى الجميع.كم حزب له رؤية واقعية تتناول الأزمات وتسعى لحلها.
الأحزاب أوراق فقط ليست جماهيرية وهشة وضعيفة ولا أدوار لها وسنرى كل ذلك فى تكالبهم على عضوية البرلمان أو المحليات .وكأنهم خلقوا من أجل ذلك لا من أجل الوطن ويظن كل حزب أنه الأفضل وكلهم سواء.
نريد حزبا لا يفكر إلا فى الارتقاء بالوطن ولنختصر الأحزاب فى أصابع يد واحدة .
واتحدى لو سعت الأحزاب لذلك.
مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان