من المسئول عن تشريد عمال مصر؟

1459056_613174375413546_145645926_n1459285_613174548746862_432661386_n

كتبت -ماجدةعبداللطيف 

لازال عمال مصر يدفعون الثمن باهظاً ، ربما لأنهم مفجروا الثورة وربما لأنهم الفئة الضعيفة التى تسحق فى قبضة رجال الاعمال ان علت أصواتهم بالحقوق ، وبعد ان وضعت الثورة أوزارها وقع عمال قطاع السياحة كأول قتيل وضحية لها ، ومن القتلى قتلى مسموع عن أمرهم ومنهم من لا يعلم بأمرهم شيئاً حيث تعرض عمال السياحة فى محافظة الغردقة لأبشع الانتهاكات والتعسف والفصل والطرد من سكنهم فى جنح الليل ، ليس فحسب بل والتهديد بتلفيق التهم اللااخلاقيه حيال عدم التنازل عن قضاياهم وشكواهم المقدمة للجهات المعنية ، عمال فندق “لليلى لاند ” غيض من فيض ” فى مدينة الغردقة ، لاقوا ما لاقوا من أذى نتيجة مطالبتهم بحقوقهم المشروعه فى العلاوة السنوية وبدل الاعياد والنسبة فى الارباح ، ناهيك عن الخصم فى المرتبات وعدم تثبيت العقود وضياع المستحقات ، وبعد أن تقدم مدير قسم الهاوس كيبنج للادارة بطلب استرجاع حقوق العمال فوجئ المدير بقرار طرده هو وزوجته وابناءه من السكن والقاء متعلقاتهم فى الطرقات ، اما العمال فقد طردوا ايضا من السكن المخصص لهم بعد ان اصدرت لهم الادارة قرار بأجازة جماعيه من غير اى داعى ، فمنهم من استجاب ومنهم من ظل ولم يقم بأجازته ليصرع الجميع بنقل السرائر وشاشات التلفاز والثلاجات والدواليب بالمتعلقات الخاصة بالعمال ونقلها الى مخزن خاص بالفندق ، وليكن الخيار الوحيد لهؤلاء العمال هو الذهاب لسكن أخر صدر عنه تقرير من الأمن الصناعى بأنه ” غيــــر آدمــــى” واعطاء الادارة فترة شهر لتوفير سكن بديل او اتخاذ الاجراءات المناسبه تجاة الادارة ، ومع صرخات العمال وطردهم وافتراشهم للطرقات الا انهم ضربوا اروع مثال فى البطولة وانكار الذات المفعم بالرجوله حيث انهم لم ينقطعوا عن العمل يوما واحدا ، اكراما لبلادهم ولسمعة الفندق امام النزلاء ، فهم ينامون فى الشوارع ليلاً ويذهبون الى العمل صباحا حتى لا يتهموا بالاضراب او تعطيل العمل ، ولكن حينما فاض الكيل بدأت الاستغاثة والصرخات الى رئيس النقابة العامة للسياحة ورئيس الاتحاد العام وكلا من وزير القوى العاملة ووزير السياحة ،فهل من مجيب .

محمود الأمين مديرقسم الهاوس كيبينج “المطرود ” يقول : الادارة تمارس التعسف بكل صوره وترفض اعطاء العمال مستحقاتهم الماليه والتى تعدت سنوات ولم يتم تحصيلها ، والعمال تتحلى بالصبر والتحمل خوفا على لقمة العيش ، ورغم ان مطالبهم مشروعة وكفلها القانون مثل بدل الاعياد والعلاوات الدورية والنسبة فى الارباح الا ان الادارة تمتنع عن صرفها ، رغم ان نسبة الاشغال بالفندق عالية ، وحينما طالبنا بمستحقات العمال رفضت الادارة بغضب شديد ، ومن ثم اعلن العمال عن اصرارهم على الحصول على حقوقهم لان الحال يسوء يوما بعد يوم ، ولاننى المدير المسئول عن هذا القسم كان لزاما عليا ان ابدأ بالتفاوض فى هذه الحقوق ، واذا بالادارة توبخنى وتتهمنى بأنى فقدت السيطرة على العمال وان هذه مسئوليتى ولابد من اجراء رادع مع عمال قسمى ، وحينما رفضت وقررت الانضمام للعمال ولمطالبهم فوجئت بإلقاء كل متعلقاتى فى الشارع والسب والسباب ، ونقل مكتبى امام “الرابش “كنوع من التكدير والضغط ، مع حرمانى من كل مستحقاتى المادية وقومت بعمل محضر بذلك وشكوى فى مكتب العمل وانتظر حكم القضاء.

احمد عامل الهاوس كيبينج كان يمارس اجازته وعندما عاد الى السكن لم يجد فيه أحد ، حتى علم ان زملاءه ينامون فى اشارع امام المخزن الخاص بالفندق ، فما كان عليه الا ان انضم لرفاقه ، وعندما طالب الادارة بمتعلقاته الشخصيه من ملابس واغراض كان الرد بـ ” دور عليهم زى ما بتدور عن حقك “

محمد هو ايضا عامل بنفس القسم يضيف ان احمد البرعى “الاونر ” هدده فى اخر اجتماع حضره مع العمال ، انه لو لم يتنازل عن القضايا والشكاوى سوف يقوم بتحريض احد النزيلات الغربيات باتهامه “بالتعدى عليها والتحرش بها ” ويتسائل العامل الهذا الحد بلغ الفجور ، ءأتهم بقضيه مخلة بالشرف لمطالبتى بحقى الذى ابذل من اجله قصارى جهدى بعد عمل دؤوب لخمس سنوات فى هذا الفندق .

محمود بدا يصرخ لقد قدمنا شكاوى لمكتب العمل وقدمنا شكاوى لرئيس النقابة منذ شهر وقدمنا شكاوى لكل من له صفه والان نستغيث ب عبد الفتاح ابراهيم رئيس الاتحاد بعد ان رأيناه على شاشات التلفاز يجلس مع العمال فى الاعتصامات ، نطالبه بأن ينظر لنا كما نظر لعمال سمنود والحديد والصلب فكلنا ابناءه ، وكلنا نحتاج من يدفع عنا الظلم ، ويضيف انزل الغردقة ياريس وشوف رجالتك مرميين فى الشارع مع الكلاب الضالة ، انزلوهات معاك بطاطين لحد ما الازمة يبان لها حل .

س و ص ” هما عاملان أتيا امامنا اثناء جلسة فريق البيان مع الاونر” احمد البرعى ” ، وكانت لهم طلبات شخصية وحاجات ملحة عرضت امامنا ووافق عليها البرعى بكل سرور ، وقال لنا ” شوفتى يا استاذه انا مش شرير ازاى، واذا بفريق البيان يفاجأ بعد انصرافه من الفندق بملاحقة العاملين لهم ليكشفوا النقاب عن المسلسل الذى حدث ليقولا لقد تقدمنا بطلباتنا منذ شهر ولم يقم الاونر بالرد عليها واليوم اتصل بنا وقال “تعالولى المكتب اول ما اطلبكم ، ولكن بعد ما علمنا انكم صحافة قررنا ان نعلمكم بما يتهم واننا مضطهدون من هذه الادارة ونستغيث من ظلمهم ، ولا احد يسمعنا فى هذه المنفى .

الامن الصناعى وبناءا علىى شكوى العمال من السكن الجديد ذهب ليرى المكان واصدر تقرير كان مفادة ” السكن لا يصلح للاستخدام الآدمى ” وامام الادارة فترة اقصاها شهر لتصيح الوضع او اتخاذ الاجراءات اللازمة .

عمال “للى لاند ” يتساءلون ، هل من منقذ هل من هل من مجيب هل من مدافع عن حقوقنا ، هل لنا ان نعود لمسك يؤينا من البرد والضياع ام ان الشارع بات أحن وأرحم من احضان الحكومة القاسيه

 

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة الان